الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"إبداعات أدب الأقليات الصينية".. أحدث سلاسل بيت الحكمة بمعرض الكتاب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدر بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية، سلسلة "أدب إبداعات الأقليات الصينية" وهي سلسلة إبداعات أدبية لأشهر أدباء الأقليات في الصين، وتصدر السلسلة بنشر مشترك لبيت الحكمة للاستثمارات الثقافية مع دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي.
الأعمال المنشورة تشكل أكبر سلسلة أدبية صينية تُترجم إلى اللغة العربية وتنشر في مصر والوطن العربي، حيث تضم عشرين كتابًا أدبيًّا مترجمًا من الصينية إلى العربية، تنوعت ألوانها الأدبية لتضم سبعة كتب في النثر، وخمسة كتب في الشعر، وخمسة كتب في القصة القصيرة، ورواية، وكتابًا في القصة القصيرة جدًا، وكتابًا في النقد الأدبي، وتأتي السلسلة في إطار منصة بيت الحكمة للتبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية والتي تقوم من خلالها بترجمة أبرز المؤلفات الصينية، ولا سيما الأدب الصيني القديم والمعاصر، وتُعَد سلسلة "أدب إبداعات الأقليات الصينية" أحدث الإصدارات الأدبية المترجمة التي تشارك بها بيت الحكمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين.
كتب هذه السلسلة مجموعة من أشهر وأبرز أدباء الأقليات في الصين، وهم أعضاء باتحاد الكتاب الصينيين، واتحاد كتاب الأقليات الصينية، واتحادات المسرحيين والمصورين والموسيقيين الصينيين، ومنهم أعضاء باتحادات وروابط كتاب المقاطعات والمناطق ذاتية الحكم للأقليات الصينية، ومن بينهم أساتذة وأكاديميون بجامعة القوميات المركزية وغيرها من الجامعات الصينية، ومن بينهم أيضا رؤساء تحرير وصحفيون بالصحف والمجلات الأدبية الصينية، ومَجمع كُتاب أقليات القوميات بالصين، والهيئة العامة للإذاعة والنشر والصحافة والتليفزيون بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية "هوي".
وقد حازت الأعمال الأدبية لكتّاب "سلسلة أدب إبداعات الأقليات الصينية"، على العديد من الجوائز المهمة على مستوى الصين والمقاطعات والمناطق ذاتية الحكم للأقليات الصينية، منها الجائزة الدولية للشعر الصيني لشبكة الأدب والفن ببكين، وجائزة الأقليات للإبداع الأدبي، وجائزة شعراء الأقليات الصينية، وجائزة الصين في السينما والتليفزيون، وجائزة الفن والأدب، وجائزة النجم الساطع، وجائزة أدب النهر الأصفر، وغيرها من الجوائز الشرفية في الإبداع الأدبي، كما أن من بينهم من اختيرت بعض أعمالهم للعرض بمتحف الدواوين السنوية ومختارات الأدب، ومنهم من صُنفت أعمالهم ضمن "تاريخ الأدب الحديث بشمال غرب الصين"، كما تُرجمت أعمالهم وأدرجت ضمن مناهج التعليم بالمدارس الصينية.
تطلِعنا سلسلة "أدب إبداعات الأقليات الصينية"، على الطابع الأدبي الذي تتفرد به الأقليات الصينية، بما يشمله من عناصر أدبية وسردية تتخذ من العادات والتقاليد الخاصة بهذه الأقليات، والذكريات التي يحملها كل من ينتمي إلى هذه الأقليات إطارًا لها، ويتجسد ذلك الطابع الأدبي في أبطال وأشخاص الأعمال الأدبية وبخاصة في الأعمال الروائية والقصصية والنثر والنقد الأدبي، ليس ذلك فحسب، بل تمتزج تلك الشخصيات مع الطابع الجغرافي الفريد من مراعٍ وجبال وأنهار وأودية، لتكوِّن شكلًا أدبيًّا ذا خصوصية فريدة. وحملت السلسلة في شكل أدبي بسيط لا يخلو من التعمق والغوص في أدق تفاصيل حياة الأقليات، الأحداث والتناقضات بين حياة المراعي والمدينة وتلك النهضة الصينية الحديثة التي دفعت الكثيرين إلى الهجرة الداخلية للمدينة بكل مظاهرها وأحداثها المتسارعة والاغتراب والمفارقات؛ التي تباينت إصدارات السلسلة في طرح أحداثها بأسلوب وشكل أدبي شيق.
وباستعراض موجز لسلسة "أدب إبداعات الأقليات الصينية"، نجد على سبيل، الكتاب النثري "الخريف على ظهر أمي"، الذي يستلهم ذكريات الماضي والحياة الريفية للأقليات الصينية، فيستدعي الكاتب، نصل المحراث الذي يكسوه الصدأ، والحنين إلى الأرض التي يسرد حكاياتها مع أمه وأبيه وأهل القرية، ولا يدور حوار بين شخوصها، بل يكتفي بحكي نثري وكأنه يرسم لوحة للماضي نابضة بالحياة. أما كتاب "عقيدتي والآخر، حكايات مسلمي هونغ كونغ" فيستعرض في عدد من المقالات النثرية مظاهر حياة مسلمي هونج كونج في مجتمع ما بعد الحداثة، والتواصل الثقافي بين القوميات الصينية في المجتمع الصيني الكبير. أما كتاب القصص القصيرة "أغانٍ بلا ألحان"، فيغوص من خلال قصصه الخمس في أدق تفاصيل مجتمع الأقليات الصينية، وعاداتهم الشعبية ونوادرهم في الحب والزواج والاحتفالات، ويصف في شكل أدبي رشيق، العلاقات العاطفية والزوجية في إطار تراجيدي أحيانًا، وكوميدي ساخر أحيانًا أخرى، فيكشف الستار عن أثر تفاوت الطبقات المجتمعية في خلق نمط جديد للعلاقات بين النساء والرجال في زمن ما بعد النهضة الاقتصادية الصينية، أما رواية "مصائر عشر نساء"، فتلقي الضوء على حياة في مجتمع الأقليات الصينية، ويستخدم الكاتب لغة سردية خاصة، حيث يضع نفسه كمحاور للقارئ في بعض الأحيان حول أحداث الرواية بل ويطلب منه أن يتخيل أو يضع تصورًا لمصائر شخصيات الرواية، والتي يفصح الكاتب عن بعضها ويترك الباقي غامضًا.
أما الكتاب النثري "أن تكون وحيدًا"، فيروي بلسان المتكلم، التجارب الذاتية في المجتمع الجديد، فيمزج السرد بين الواقع وأحداثه من جهة، والحكمة والموروث الشعبي الصيني من جهة أخرى في ثلاثة فصول تبدأ بحديث ذاتي أقرب إلى أن يكون حديثًا فلسفيًّا عن الطفولة والماضي، ثم ينتقل بنثر وصفي للطبيعة كونها تشكل وجدان الأقليات في ربوع الصين، ثم ينتهي بحكايات معاصرة ناقدة للواقع. أما "صوت طريق الحرير" فهو كتاب نثري يغوص في أدق تفاصيل العلاقات الإنسانية بين الأقليات الصينية، فنفحات شهر رمضان، وأهازيج عمال الفحم، ومذاق الشاي على سفح الجبال، تجمع بين قوميات هوي، والقازاق، والتبتيين وغيرها، في مقالات ورسائل ومقتطفات نثرية متنوعة. أما كتب "غبار تحت الشمس" و"مجد الصحراء" و"الحجر السماوي"، فتحوي قصصًا قصيرة لعادات الأقليات الصينية، وسلوكيات العائلات في المناسبات الدينية والاحتفالات المختلفة، وتتباين فيها الشخصيات والزمان والمكان، لتضع القارئ أمام رسم أدبي يشرح حياة الأقليات الصينية المليئة بالتفاصيل والمفارقات. أما "واحة الشمال"، فهو كتاب للقصص القصيرة جدًا، وهي بمثابة تدوينات نثرية ساخرة للواقع المعاصر، يبرز فيها الكاتب بشكل سلس الفجوة الثقافية بين الأجيال، وصراع التمسك بالعادات القديمة للصينيين ومستحدثات العصر ومتطلباته في شكل أدبي ساخر.
أما كتاب النقد الأدبي، "ربيع الترقب"، فيقدم نقدًا وتحليلًا أدبيًّا لخصائص إبداع قومية هوي وقيمته في الأدب الصيني، حيث استعرض تاريخهم وثقافتهم الخاصة، وقدم قراءة متأملة في قصص أبناء المسلمين من قومية هوي، كما قدم نقدًا لأعمال عدد من الأدباء الصينيين فيما يتعلق بأعمالهم الأدبية التي تجسد حياة شعوب الأقليات الصينية، كما عرض قراءة أدبية في عدد من الدواوين الشعرية والأعمال النثرية والقصصية في أدب الأقليات.
كما تحوي سلسلة "أدب إبداعات الأقليات الصينية" عددًا من كتب الشعر لأبرز شعراء الأقليات الصينية، وهي "الحصان الأسود"، و"أهازيج الجبل"، و"الأنشودة"، و"نور الهلال"، و"أغاني الأسلاف"، وقد اكتست برداء المحارب دفاعًا عن الهوية، وهي أشعار تصف الأرض والتاريخ والطبائع والحب في وجدان الأقليات الصينية وتحمل طابعًا أدبيًّا فريدًا يضاف إلى مكتبة تراجم الشعر العربي.
وبهذه السلسلة التي تصدرها بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية، بالتعاون مع دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، تكون بيت الحكمة، قد أصدرت ونشرت أكثر من 90 كتابًا مترجمًا خلال عام 2017 تنوعت بين إصدارات أدبية وسياسية واقتصادية وتعليمية بالإضافة إلى إصدارات في الثقافة العامة وكتب الأطفال والتي توليها بيت الحكمة اهتمامًا خاصًا حيث تقيم جناحًا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يختص بإصدارات كتب الأطفال وتشمل أدب الطفل والناشئة والكتب التعليمية وغيرها.