الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التغيير كما يراه الناس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اليوم بإمكان كل مصرى أن يتفاخر بأن مؤسسات الدولة قد استردت مكانتها واستقرارها، وبدأت تسترد قوتها تمهيدًا لممارسة دورها المتكامل، وعلى الرغم من المعاناة التى عايشها الناس جراء ثورتى ٢٥ يناير ٣٠ يونيو وأصبح سائدًا بين الناس الشعور بالعزة والكرامة، ورفض الجور والظلم والاستسلام للأمر الواقع.
واليوم نحن مقبلون على انتخابات رئاسية خلال الأسابيع المقبلة، بعدما بدأت كل عوامل التقدم والنجاح تقترب من التحقق على أرض الواقع، وتكفى مقارنة بين الظروف الآن، التى تتصف بالاسقرار والأمان والمشروعات القومية وأبرزها شبكة الطرق الكبيرة التى هى طريق الاستثمار والمستقبل، والتى تم إنجازها فى وقت قليل، وكأنها معجزة بلا أنبياء، والظروف التى جاءت بعد ثورة ٢٥ يناير من انفلات أمنى وانتشار الخوف والهلع بين الناس، وبمقدار ما كانت ظروف اليوم ملائمة ومرضية عند المصريين بمقدار ما هى سيئة بالنسبة لجماعات الإرهاب وممولتها قطر، ومخططتها تركيا، وتسعد إسرائيل بكل تلك المخططات، وهؤلاء أو من يطلق عليهم أهل الشر، الذين دائما يقومون بالتشويش والتشويه لما يتم من إنجازات، لكن محاولاتهم كلها باءت بالفشل، لأن المصريين لا تنطلى عليهم هذه المحاولات.
البلد اليوم لا توجد بها أحزاب بالمعنى العملى لما يطلق عليه كلمة أحزاب، لذلك لا توجد كوادر سياسية. فأصبح لدينا: رئيس له شعبية كبيرة ولا يوجد منافس له فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
- إرهاب تنحصر عملياته فى حيز ضيق بشمال سيناء، وبعض العمليات العشوائية على حدودنا الغربية، وهكذا يتقلص الإرهاب يوما بعد يوم.
واللافت بالنسبة للحكومة أنه يجب مراعاة الأشخاص والتوجهات فى اختيار وزرائها، لأن المسألة ليست مسألة أشخاص بل توجهات وخطط وبرامج، وطالما سيبقى بعض المسئولين على تقديم الشخص قبل البرنامج سنقع فى مطبات الفشل.
مناسبة هذا الكلام هى التعديل الوزارى الأخير، وكذلك الوزارة الجديدة التى سيتم تشكيلها بعد الانتخابات الرئاسية طبقا للدستور الذى ينص على أن تقوم الحكومة بتقديم استقالتها بعد انتخابات الرئاسة وتشكيل حكومة جديدة.
مصر تحتاج الخطط الطموحة والعملاقة التى لا يعوقها الزمن وتتصف دائما بسرعة الإنجاز، وأن تكون خارج نطاق المشاريع التقليدية بأفكارها القديمة ومدتها الطويلة، إن بعض الوزراء ما زالوا يعيشون فيما مضى، ولا يستوعبون قيمة الوقت وسرعة الإنجاز.
تأتى هذه الملاحظات فى وقت ينتعش فيه الأمل بأن فجر الربيع المصرى آخذ فى الاتساع، وأن كل محاولات وأد آمال وطموحات الشعب المصرى قد ولت إلى غير رجعة، لقد استعملت قوى الشر كل أساليب التهديد والتهويل ولم تؤد إلى أى نتيجة.
خوف المصريين على البلد هو الذى قهر عدم الأمان واستعاد الاستقرار، لأنه كان هناك المشير السيسى، الذى دائما كان يطمئنهم بأن ما يرونه فى الشارع شيء مؤقت، وما تبثه الميكروفونات والشاشات سيختفى بالعمل والمثابرة والجهد، وأن ما يخيفهم من الهمس وأحاديث السيناريوهات الدائرة فى الكواليس والمجالس الخاصة وهم وخيال من المتربصين والمتآمرين.
ومصر الآن تبدلت فيها أحاديث الفتنة التى كانت هاجسا يوميا يأكل مع الناس فى نفس الأطباق إلى أحاديث الأمل والمستقبل الواعد والمشروعات الكبيرة.
من يريد الإصلاح لمصر فإن الامتحان هو العمل ثم العمل ثم العمل، لأن العمل حياة، وما دام الكل يتحدث عن المشاركة والإصلاح، فلماذا الكلام عن وجود أزمة؟ ولماذا الهرب من الحقيقة والمسئولية؟ لأنه لا توجد أزمة طالما هناك خطط ومشاريع وإصرار على العمل وبذل المجهود.
وفى الأول والآخر لابد ألا نصم آذاننا عن مطالب الأكثرية الصامتة وطموحاتها، ورغبتها الأكيدة فى بناء الدولة القوية، التى يعمل لها باللغة الدارجة أو الشعبية ألف حساب، قبل الاقتراب منها أو تهديد مصالحها أو الإساءة إليها.
والمصريون عن حق يستحقون حياة كريمة ودولة قوية وأملا فى المستقبل بلا هواجس.
الاستقرار الآمن والسياسى هو الممر الإلزامى للاستقرار الاقتصادى والمعيشي، بأن موظفى الدولة، سواء فى المحليات أو أقسام الشرطة أو من يقدمون الخدمات للمواطنين، لا بد أن يكون معيار عملهم وتوظيفهم الكفاءة والنزاهة والاستقامة، لأنهم هم من يتعاملون مع كافة فئات الشعب، وأن معاملات المواطنين ومصالحهم اليومية تمر عبر هؤلاء الموظفين، فعندما يحسنون معاملتهم وقضاء مصالحهم يشعر المواطنون بأن حقوقهم بدأت تصل إليهم، وهذا المعنى البسيط للتغيير الملموس عند المواطنين.
من أجل ذلك فإن الجهود يجب أن تتضاعف لصالح عامة الناس، خصوصا البسطاء، ويخطئ من يعتقد أن التقدم الذى حدث يمكن أن يقف عند هذا الحد الذى وصل إليه، المطلوب هو المزيد من المتابعة والمراقبة، مهما كان الثمن، فالمواطن دفع أعلى الأثمان، ولا بد من الجرأة فى الإنجاز والشفافية فى التعامل، وأن تكون مصالح الناس أولى الأولويات، وأن تصب الإنجازات مباشرة فى اهتمامات الناس ومصالحهم وحاجتهم..
الرؤية الجديدة وعلاقة الشعب بالرئيس، والشعب يسأل والرئيس يجيب هى طرح جديد لقى القبول والاستحسان والمتابعة من الناس.
حكاية وطن هى حكاية شعب، لأنه لا وطن بدون شعب، والشعب هو الذى يخلق الوطن، ومصر خلقها الشعب، وكل الإنجازات التى شيدت بفضل تحمل الشعب.