الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

منصب رئيس الجمهورية.. هل فكرت يومًا؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل فكرت يوما أن تكون مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية؟.. ولم لا؟.. طموح مشروع وحق دستورى شرط أن تجيد قراءة سماتك وإمكاناتك الشخصية وأن تمتلك المقومات التى تؤهلك لقيادة دولة بحجم مصر وأن تمتلك رصيدا شعبيا يعبر عن إنجازاتك فى مجالات العمل السياسى أو الاقتصادى أو الوطنى بشكل عام.. ما يحدث الآن على الساحة المصرية هزل فى موضع الجد.. هذا هو حال عدد ممن أعلنوا رغبتهم فى الترشح لانتخابات الرئاسة.. البعض منهم لا يمتلك أى رصيد شعبى أو أى إنجاز يشار إليه أو أى فكر أو رؤية أو برنامج عمل يؤهله للمنصب، والبعض الآخر لديه رغبة محمومة فى الظهور والشهرة وأن ينتشر اسمه ليلا ونهارا على مواقع التواصل الاجتماعى والبرامج الإذاعية والتليفزيونية، لكنه فى الواقع يصبح نكتة سمجة على لسان العامة فى الشارع المصري.. ناهيك عمن يعلن رغبته فى الترشح ويثير جدلا ثم يقرر الانسحاب دون إبداء أسباب للترشح أو الانسحاب ودون أن يقدم أى برنامج عمل أو رؤية مستقبلية..
المشتاقون للمنصب كثيرون.. ومن يستهويهم حب الظهور والشهرة أكثر.. ومن يتمنون وفقط إضافة خانة «مرشح سابق لرئاسة الجمهورية» أكثر وأكثر.. مجرد إعلان هؤلاء لرغبتهم فى الترشح لمنصب الرئيس وتداول ذلك إعلاميا وبكثافة يعد إهانة لهذا المنصب الرفيع و«تهريج» غير مقبول فى غير محله خاصة وأن على بعضهم تحفظات أخلاقية.. الأمر جد وليس هزلا.. الأمر يتعلق بقيادة ومستقبل وطن.. نعم حق دستورى لأى مواطن مصرى أن يتقدم للترشح شرط أن يكون من أبوين مصريين حاصلا على مؤهل عال ومتمتعا بحقوقه المدنية والسياسية، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها وألا يكون قد حكم عليه فى جريمة مخلة بالشرف وألا يكون مصابا بمرض يعوقه عن أداء مهامه وألا يقل عمره عن ٤٠ عاما.. هذا حق دستورى لا خلاف عليه وينطبق على ملايين المصريين، لكنه فتح الباب على مصراعيه لأى مشتاق أو راغب شهرة وأضواء - لا يمتلك أى مقومات لإدارة مدرسة - كى يتقدم رغم يقينه أنه لن يستطيع المضى قدما فى إجراءات الترشح والحصول على تأييد ٢٠ عضوا من مجلس النواب أو ٢٥ ألفا من المواطنين من ١٥ محافظة بحد أدنى ألف من كل محافظة، لكنه رغم ذلك يريد أن يظل فى بؤرة الضوء لأيام أو أسابيع.. هزل كما ذكرنا فى موضع الجد، ولا أدرى كيف يمكن إيقافهم حفاظا على هيبة المنصب؟ ليس أمامنا إلا أن نناشد وسائل الإعلام ومستخدمى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى بعدم الالتفات لمثل هذا الهراء وألا يركزوا الضوء إلا على الجادين والمؤهلين للترشح لهذا المنصب.
من يرغب فى الترشح لهذا المنصب الرفيع يجب أن يمتلك مقومات متعددة تؤهله لهذا المنصب، يجب أن يكون شخصا بارزا له تاريخ فى العمل السياسى أو الوطني، له إنجازات وإسهامات تشير إلى القدرة على القيادة.. شخص لديه القدرة على اتخاذ القرار الصائب فى التوقيت المناسب بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن، لديه القدرة على الاختيار الصحيح لقدرات من يتولون المسئولية معه.. شخص صاحب فكر ورؤية وقدرة على العمل المتواصل للتعامل مع ملفات شائكة ومعقدة ومتعددة على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى والعسكرى والأمنى – وغيرها - سواء على المستوى المحلى أو العربى أو الدولي.. صاحب برنامج عمل واقعى واضح المعالم يسعى لتنفيذه إذا قدر له أن يكون رئيسا.. لديه قدر كبير من الذكاء والحنكة السياسية والمرونة للتعامل مع شبكة مصالح عالمية وعلاقات دولية معقدة محافظا من خلالها على سيادة القرار المصرى واستقلاله ومدعما لمكانة مصر وقدرتها على مواجهة كافة التحديات.. شخص قادر على توظيف أمثل لإمكانات وقدرات وطاقات مصر الطبيعية والبشرية لمواجهة واقع اقتصادى صعب، يضع البعد الاجتماعى نصب عينيه حفاظا على حد أدنى من العيش بكرامة وإنسانية للمواطن المصرى الذى يستحق حياة أفضل.. شخص قادر على قراءة من حوله ليعرف موقعه ويحافظ على مكانته فى قلوب وعقول من وثقوا به.
هذه هى الشخصيات القوية التى نأمل أن نراها فى دائرة الترشح لرئاسة الجمهورية، ولا شك أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يفضل كثيرا أن يترشح أمامه عدد من المرشحين الأقوياء المؤهلين بما يعطى ثقلا أكبر ومصداقية أقوى للانتخابات ويدفع جميع المرشحين لتقديم برامج عمل قوية تصب فى النهاية فى صالح الوطن، وهو ما يمنح فى النهاية قوة وثقة وثقلا أكبر للفائز بمنصب الرئيس.
الواقع الحالى لم يفرز لنا مثل هذه الشخصيات بعد، وهو مؤشر قوى على ضعف الأحزاب السياسية المصرية التى جاوزت المائة ولا يعرف المواطن المصرى منها سوى أسماء حزبين أو ثلاثة.. أحزاب أثبتت أنها دون قاعدة شعبية فقدت القدرة على التواصل مع الشارع المصرى والتفاعل معه، غير قادرة على إعداد وتكوين وتأهيل قيادات سياسية على مستوى لائق.. وهو ما يستحق فيما هو قادم جهدا أكبر لإعداد مثل هذه القيادات لمستقبل أفضل لمصر.