الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رؤية جديدة للتعليم الفني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التعليم الفني في مصر ما زال بين المطرقة وبين سندان النظرة الدونية من المجتمع التي تحولت إلى عائق في تطوره ومصدر إحباط لطلابه؛ فما زال المجتمع المصري ينظر للعمل المهني الصناعي والزراعي نظرة دونية وأن أصحاب هذه المهن ممن هم أدنى اجتماعيا وبين مطرقة النظام التعليمي المصري الأكثر تطرفا ؛ فلم يحظ التعليم الفني في مصر بالاهتمام والتقدير المطلوب وفتح منافذ دراسية له في كليات متخصصة تساهم في تحقيق الهدف المنشود مثل نظرته بإعجاب واكبار وتقدير واهتمام للتعليم العالي في مصر .
فقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها وأن تنمية الموارد البشرية هي أفضل أنواع الاستثمار ومصر تمتلك ثروة بشرية تستطيع أن تغزو بها العالم اقتصاديا كامنة في التعليم الفني الذي يستفيد منه نحو مليوني طالب موزعين على أربع أنواع من المدارس الثانوية الفنية وهي الصناعي والزراعي والتجاري والفندقي تحمل هذه المدارس بين طياتها 220 تخصصا فنيا تستطيع الدولة ان تدفع بهم مسيرة التنمية وتنطلق بهم نحو صناعة مستقبل مشرق من خلال مد قطاع الإنتاج والخدمات بالقوى العاملة المدربة والمؤهلة والكفاءة البشرية القادرة على دفع عجلة التنمية لملاحقة التطور المستمر في كافة المجالات فتصبح قوة داعمة للاقتصاد القومي ،لذلك وجب على الدولة تطبيق منظومة جديدة لتطوير التعليم الفني وفق رؤى تتماشى والضرورات التى تفرضها التحديات المعاصرة وتكون أولى خطوات هذه الرؤية ربط مخرجات التعليم الفني وسوق العمل وتكون الدراسة العملية للطالب بقدر الإمكان في مصانع الدولة والقطاع الخاص ويتقاضى فيها الطالب اجرا رمزي او مكافئة شهرية تكون حافز له على انتاجه ومظلة حماية له اثناء الدراسة وذلك يستوجب وجود المدارس الفنية بكثافة في بالقرب من المدن الصناعية الكبرى مع توسع الدولة في بناء المصانع لاستيعاب العمالة المدربة مع التطوير الشامل للمناهج الدراسية مع المشاركة المجتمعية في خطة تنمية التعليم الفني فعلى القطاع الصناعي والزراعي والتجاري العام والخاص أن يتكفل بتوفير برامج التعليم الفني جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة كي يحقق التعليم الفني غايته المنشودة في المجتمع المصرى ، وذلك ليس بمستحيل فهناك نماذج جادة وقد لامسنا عن قرب نموذجا يحتذى به ويقترب من الهدف المنشود وهو مدرسة كفر الدوار الثانوية الزخرفية تحت قيادة الأستاذ كامل يونس مدير إدارة المدرسة؛ إدارة تمتلك أنماط ومهارات محترفة تقود العملية التعليمية للتغيير والتطوير شهد له الواقع قبل أن يشهد له المسئولون في العملية التعليمية في أكبر ملحمة طلابية قوامها خمسة آلاف طالب ما بين الدراسة النظرية والعملية والإنتاجية في أكبر ورش ومعدات تمتلكها مدرسة فنية في محافظة البحيرة.