الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات تفاعلية

"العلاج بالوهم".. معلومات لا تعرفها عن "البلاسيبو"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نزل أحد المصابين بالربو في فندق فخم، وفي الليل فاجأته الأزمة وشعر بحاجة للهواء المنعش فاستيقظ مخنوقًا يبحث عن مفتاح الضوء، وحين لم يجده بدأ يتلمس طريقه للنافذة حتى شعر بملمس الزجاج البارد، ولكنه عجز عن فتح النافذة فكسر الزجاج وأخذ يتنفس بعمق حتى خفت الأزمة، وحين استيقظ في الصباح فوجئ بأن النافذة كانت سليمة تمامًا، أما الزجاج الذي كسره فكان خزانة الساعة الضخمة الموجودة في الغرفة ما حدث هنا أن الرجل وقع تحت تأثير "البلاسيبو" أو العلاج بالوهم.
فى السطور التالية سنكشف الستار عن هذه الخدعة التى يستخدمها الأطباء فى بعض الأحيان لعلاج المرضى:
1-ماهو البلاسيبو أو العلاج بالوهم أو ما يطلق عليه البعض "الغفل أو الإيحاء"
هو هذا الدواء الذى يبدوا كالدواء الحقيقى فى هيئته،فربما يكون قرصا أو حقنة أو أي نوع من العلاج الوهمي، ولكن الفرق بينهم هو أن كل أنواع "البلاسيبو" لا تحتوي على أي مادة فعالية لها تأُثير على صحة الإنسان.
2-أول من اكتشفه
في عام 1955 ابتكر طبيب التخدير “هنري بتشر” فكرة العلاج الوهمي، حيث قام بعدة أبحاث ودراسات حول كيفية تحسين الصحة بإستخدام مادة غير فعالة دوائيًا، وأكد ان 35% من الحالات المرضية قد تماثلت لشفاء بالفعل بالعلاج الوهمي،وهو ما أثار شكوك الكثير من الأطباء والعلماء آنذاك، فما كان منهم إلا رفض الفكرة ودحضها والتشكيك بها. 
3-تأثيرالعلاج الوهمي
درست الأبحاث مدى تأثير الدواء الوهمي على العلاقة بين العقل والجسم، فتأثير "البلاسيبو" هي نتيجة لتوقعات الشخص، فإن كان يؤمن بأن أقراص هذا الدواء له تأثير في علاجه، فسيكون له هذا التأثير،حيث تتأثر استجابة الجسد لإشارات المخ بعدد من العوامل، منها مدى إيمان الشخص بفعالية الدواء الذي يتعاطاه وما يؤثر على اقتناعه من تجارب من حوله مع هذا الدوء.
ولا يقتصر تأثير البلاسيبو على الإجراءات المباشرة كالأدوية والجراحة بل إنَّ لاوعي المريض يلعب دورًا كذلك، فمجرد رؤية المريض للمعطف الأبيض للطبيب أو دخوله للمستشفى أو حتى تنشقه لرائحة المطهرات المميزة في المستشفيات كفيلة بإشعاره بنوع من التحسن، ليس كذلك وحسب بل حتى سعر الدواء واسمه وجرعته تلعب دورًا في تأثير البلاسيبو الذي يرافقه،فقد أبدى المرضى الذين تعاطوا الدواء الأغلى شعورًا أفضل بالتحسن على الرغم من أن كليهما وهمي.
4-الجدل الأخلاقى حول إستخدام "البلاسيبو"
لقد كان تأثير الدواء الوهمي على مر التاريخ مثيرًا للجدل، وقد أيدت المنظمات الطبية البارزة ذلك،وفي عام 1903 استنتج "ريتشارد كابوت" أنه ينبغي تجنب استخدامه لأنه "خادع".
إلا أنه يوجد مفارقة فى هذا الجدل أشار اليها الفيزيائى الإنجليزى "نيومان" حيث قال "انه قد يكون من غير الأخلاقي استخدام الدواء الوهمي، ولكن أيضًا من غير الأخلاقي عدم استخدام شيء يشفي".
ويدعم هذا القول المقتنعين بالطب البديل، فيقولون أنه لا يهم إن كان الدواء الذي يقدم للمريض "بلاسيبو" أم لا، بل الذي يهم هو التحسن والشفاء.