الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أنديرا غاندي.. المرأة الحديدية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هي الأبنة الوحيدة لجواهر لال نهرو، الذي كان أول رئيس لوزراء الهند بين عامي 1947 و1964، نشأت في وسط ارستقراطي عريق وفي جو عائلي تطغى عليه الاهتمامات الوطنية، هي أنديرا غاندي.
ولدت أنديرا غاندي في 19 نوفمبر 1917 في مدينة الله آباد، تخرجت من جامعة اكسفورد البريطانية، وتزوجت في 1942 من زميلها في الدراسة فيروز غاندي الذي كان صحفيًا وصاحب دار نشر، وسجنا سويًا لعدت شهور بسبب مشاركتها في حملة الاستقلال.
عرفت أنديرا غاندي بالمرأة الحديدية في الهند، وكانت تملك شعبية كبيره في العالم.
تولت رئاسة وزراء الهند بعد وفاة رئيس الوزراء لال باهادور شاشتريفي 1966، فقرّر حزب المؤتمر الحاكم تعيين أنديرا رئيسة للوزراء، وكانت أول امرأة تصبح رئيسة للوزراء في الهند، بَنَتْ أنديرا للهند جيشًا قويًا، وتمكنت من إنتاج القنبلة النووية الهندوسية، وجعلت جميع جيران الهند يخشون بأسها، وفي عام 1971م، قامت بغزو باكستان الشرقية، وأقامت فيها دولة بنغلاديش، وأحرزت أول نصر ضد باكستان. 
نجحت أنديرا أثناء فترة حكمها للهند في إدخال بلادها عصر التكنولوجيا والعلوم، وفي تعزيز قدرتها العسكرية وبناء جيش قوي، وقامت الهند بأول تفجير نووي عام 1974، كذلك نجحت في تعزيز مكانة الهند الدولية بمواصلة سياسة عدم الانحياز، وبدعم حركات التحرر الوطني في العالم، وفي أثناء سنوات حكمها تطورت علاقات التعاون بين الهند والبلدان العربية في مختلف المجالات. 
اتخذت أنديرا موقفًا مساندًا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وقامت بإصلاحات اقتصادية في الداخل مست في بعض الأحيان مصالح الإقطاعيين وكبار الرأسماليين، وقد أثارت سياساتها الداخلية والخارجية عداوات شديدة لها في الداخل والخارج، وتعرضت أكثر من مرة لمحاولات اغتيال، وأظهرت التحقيقات التي جرت لبعض المتآمرين ارتباطهم بقوى معادية من خارج البلاد.
في 1975 أعلنت أنديرا حالة الطواري في الهند واعتقلت الكثير من المعارضين السياسيين لها لتمهد رئاسة الوزراء ابنها سانجاى لتوريث الحكم له.
في 1977 أعلنت انتخابات عامة بعد الاطمئنان أن الحكم لعائلتها، ولكن خسرت أنديرا في الانتخابات وفاز حزب جاناتا، وقام رئيس الوزراء الجديد بإلغاء حالة الطوارئ، ثم تنحّى عام 1980م، وعادت أنديرا لتصبح رئيسة الوزراء من جديد. 
توفي ابنها سانجاي في ذات السنة وكانت صدمة لها ولكنها قررت أن يحل ابنها الثاني رجيف محل أخيه.
وفي أثناء السنوات الأربع الأخيرة من حكمها (1980ـ 1984) واجهت أنديرا غاندي حزب السيخ الهندي المتطرف، الذي نظم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد حكومتها مطالبًا منح السيخ دولة ذات حكم ذاتي في منطقة خالصتان، كما قام بتسليح أفراده، وحوّل المعبد الذهبي في أمري تسار إلى حصن قوي، فأمرت أنديرا القوات الهندية النظامية بمهاجمة المعبد والاستيلاء عليه، فاغتيلت أنديرا خارج مقر إقامتها في دلهي على يد حارسها الخاص الذي كان ينتمي إلى طائفة السيخ نفسها.