السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أزمات مسرح الهواة والفرق المستقلة في انتظار "عبدالدايم"

ايناس عبدالدايم
ايناس عبدالدايم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتح التساؤل حول من يتصدر المشهد المسرحى المصرى الآن، العديد من القنوات التى يبدو أنها لن تغلق بمجرد الإجابة عنه من قبل المهتمين بالحركة المسرحية سواءً كان ناقدًا أو مخرجًا أو ممثلًا.. إلخ، فالكل أجمع على أن هناك أزمة حقيقية تواجه الجميع، وبخاصة الفرق المستقلة ومسرح الهواة التى رفعت شعار الإحباط والتخبط شعارًا لهذه المرحلة.
فنجد أن حركة الفرق المستقلة بمصر قد شهدت فترات من الصعود والهبوط، وصولًا إلى مرحلة الاختفاء والحبس بالأدراج، فاختفت كيانات وظهرت كيانات أخرى جديدة تحاول التجديف منفردة، ولكنها لا تعرف هل ستصل أم لا؟ وسط كل تلك التيارات والتحديات التى تواجهها، والتى تتعلق أغلبها بالناحية الاقتصادية والأزمات التى تمر بها البلاد خاصة فى السنوات الأخيرة، كافتقاد مصادر للتمويل، وعدم قدرة أعضاء تلك الفرق على توفير إسهامات فردية إلغاء لبعض المهرجانات التى كانت تساعد، ولو بالقليل فى استمرار تلك الكيانات لتقديم أعمالهم الفنية.
وفى هذا السياق، يقول الناقد جلال الهجرسى، إن المسرح الحر، والذى تحول من فرق كبرى لها تاريخ وإنتاج كمسرح نجيب الريحانى ويوسف وهبة وعلى الكسار، والذى تحول فيما بعد إلى اجتهادات الهواة والإنتاج بالجهود الذاتية «الفرق الشبابية الحرة» أو «المستقلة»، والتى تعانى عدم تمكنها من إنتاج عروض بشكل لأسباب مالية وفنية كفتح شباك التذاكر والتصاريح النقابية والضرائب، حتى ظهر «صندوق التنمية الثقافية» الذى قدم الدعم لعدد قليل من العروض، أو التجارب المسرحية، والتى على رأسها «مركز الإبداع الفنى» للمخرج خالد جلال، وظهرت بعدها الورش المسرحية الإبداعية، والتى سرعان ما فسدت، ولعبت على الكسب السريع من أصحاب الأمانى والموهومين أكثر من المواهب الحقيقية التى لم تجد بهذه الورش أستاذًا متخصصًا للتربية المسرحية السليمة.
فيما أكدت المخرجة عبير على، أنه منذ إصدار قرار إنشاء وحدة «دعم المسرح المستقل» التى صدق عليها الدكتور جابر عصفور منذ عام ٢٠١٥ بقرار وزاري، بتخصيص مبلغ مالى يشرف عليه «صندوق التنمية الثقافية»، ويكون من شأنها وضع سياسات وآليات علاقة الدولة بالمسرح المستقل، إلا أنها ما زالت حبيسة الأدراج بمكتب الوزير السابق حلمى النمنم. وأوضحت على، أنه بالرغم من انتهاء مجلس أمناء وحدة الدعم، والتى رأستها الراحلة نهاد صليحة، والدكتورة مايسة زكى ورشا عبدالمنعم ومحمد عبدالخالق ونورا أمين، من وضع اللائحة التنفيذية للوحدة، والتى استمرت ٦ شهور، وتم إرسالها للمستشار القانونى للوزارة وأقرها، متسائلًا: «لا أعرف لماذا لم يتم إقرارها حتى الآن؟ ولمصلحة من يتم التعتيم على المسرح المستقل؟ وهل هناك توجه لعدم وجود كيانات أو مشروعات فنية؟».
من جهة أخرى، قال الناقد المسرحى محمد مسعد، إن المسرح المستقل لديه إشكالية كبرى وأهمها هى إيجاد فرص التمويل لإنتاج العرض المسرحي، نظرًا للوضع الاقتصادى الذى تمر به البلاد، كما تواجههم صعوبة أخرى، وهى فرصة إيجاد مكان للعرض، بالإضافة إلى أن الجمهور المستهدف أيضًا لديه نفس المشكلات الاقتصادية، حتى ولو توفرت فرص التمويل من بعض الجهات حتى ولو بالمساهمة بتمويل أحد عناصر العرض كالديكور أو إتاحة أحد مسارح الدولة لعرض إنتاجهم، إلا أن الحالة الاقتصادية تحول دون تحقيق ذلك.
وفى سياق متصل، قال الدكتور أسامة رؤوف، مدير المركز القومى للشئون الفنية بوزارة الثقافة، إن المسرح المستقل يُعد من أهم المنابر التى تُفرز مواهب شابة وجادة، موضحًا أنه عندما كان مديرًا لمسرح الشباب قدم العديد من التجارب المسرحية لشباب المسرح المستقل كمسرحية «ظل الحمار» لمحمد جبر، ومسرحية «شيكايرو» لمروة رضوان، و«روميو وجولييت» لمحمد الصغير، و«نشغل عيال» لمحمد مرسي، والتى لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. فيما أكد المخرج المسرحى محمد جبر أن تجربة العرض المسرحي «١٩٨٠ وأنت طالع» حققت العديد من الإنجازات، بدءًا من الحضور الجماهيرى الكبير الذى شاهد العرض، بالرغم من أن جميع الممثلين بالعرض غير معروفين، ولم توفر أى دعاية بالشكل المتعارف عليه، منوهًا إلى أن العرض الجيد يجذب الجمهور بغض النظر عما يقوم بالتمثيل فيه، وهذا ما حققته المسرحية، ونالت إعجاب الجمهور العادي.