السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس مجلس إدارة "مصر للصوت والضوء": 50 مليون دولار لتطوير الشركة.. ونسعى للافتتاح في رأس السنة.. وهناك اهتمام من أعلى قيادات في الدولة بالمشروع

سامح سعد رئيس مجلس
سامح سعد رئيس مجلس إدارة مصر للصوت والضوء في حواره للبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد تراجع السياحة منذ ثورة يناير وحتى اليوم تأثرت شركات عدة، نشاطها الأساسى مرتبط بالقطاع السياحى ما تسبب فى تكبدها خسائر كبيرة، منها شركة «الصوت والضوء» إحدى الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام، التى تقدم عروض «الصوت والضوء» فى 5 مواقع أثرية تعرض من خلالها تاريخ مصر الفرعونى بأكثر من لغة، وهى: «أهرامات الجيزة، ومنطقة أبو سمبل، وأدفو، ومعبد الكرنك، ومعبد فيلة»، والتى حققت خسائر متراكمة منذ ثورة يناير وحتى اليوم. 
وواجهت الشركة تحديات عدة بسبب تعدد الجهات التى تتعامل معها سواء من خلال التصاريح أو من خلال دفع الرسوم الخاصة بإقامة حفلات عالمية من خلال عرض التاريخ الفرعوني، ما زاد من تراجع الشركة وخسارة الدعاية العالمية المجانية الجاذبة للسياح من جميع بقاع الأرض بعد إقامة حفلات تبهر العالم بعظمة التاريخ الفرعوني. 
والشركة أعلنت عام 2015 تطوير عرض الصوت والضوء بمنطقة الأهرامات عن طريق شركة فرنسية والمهندس نجيب ساويرس لتطوير عروض «الصوت والضوء» بأهرامات الجيزة والمنطقة الخدمية بمدخل أبو الهول.
للتعرف على خطط الشركة للتعامل مع الأزمات التى تواجهها ومحاولات جذب السائحين كان هذا الحوار مع سامح سعد رئيس مجلس إدارة شركة «مصر للصوت والضوء والتنمية السياحية».


■ نبدأ بمشروع تطوير الصوت والضوء فى منطقة الأهرامات ما آخر تطوراته؟
- شهد مشروع تطوير الصوت والضوء فى منطقة الأهرامات عدة تغيرات، والعرض بدأ منذ سنوات ليحكى التاريخ الفرعونى بالمؤثرات الصوتية والضوئية، فمنذ عام ٢٠١٥ تقدمت شركة فرنسية اسمها «بريزما» لتقديم العرض بشكل مختلف تماما بتكنولوجيا عالمية ليبدأ فى منطقة أبو الهول، بالإضافة إلى تقديم خدمات فى المنطقة، وكان المفترض أن تكون الشراكة مع شركة الصوت والضوء ومستثمرين عرب هما «الشربتلى والشبوكشي». 
■ ماذا حدث بعد ذلك؟
- انسحب المستثمر العربى ودخل «المهندس نجيب ساويرس» بدلا منه مع الشركة الفرنسية صاحبة فكرة العرض «أوراسكوم بيراميدز»، وحصل دمج بين الشركة الفرنسية «بيريزما» والمصرية بحسب قانون الاستثمار وأصبحت اسمها «أوراسكوم بيراميز بيرزم». 


■ كانت هناك بنود بالتعاقد غير منصفة لمصر، هل تم تعديل هذه البنود مع الشركة الجديدة؟ 
- على مدار عامين شكلنا عدة لجان بين الطرفين بمشاركة الشركة القابضة، وتمت مراجعة بنود العقد بالكامل وتغيير ما يجب تغييره، وانتهينا بأن تكون بنود العقد فى صالح الطرفين، وتمت زيادة نسبة شركة الصوت من صافى الربح بعد الخمس سنين الأولي، ويصل إلى ٥٠٪ فى الـ ١٥ سنة الأخيرة من التعاقد التى تبلغ ٢٠ عاما.
■ هل النسبة كاملة توزع على الشركة أم هناك جهات أخرى مشاركة فى الأرباح؟
- وزارة الآثار تحصل على ٣٠٪ من حصة الصوت والضوء سواء من الأرباح أو من النسبة الثابتة السنوية والمحددة بـ ١٠ ملايين جنيه كحد أدنى مضمون من الأرباح. 
■ هل هناك جهات تابعت معكم تعديل بنود العقد؟ 
- بالطبع هناك اهتمام من أعلى قيادات فى الدولة بالمشروع، والأجهزة الرقابية كانت تتابع البنود والتطوير بشكل مستمر؛ لأن المنطقة لها خصوصيتها، ولم يحدث أى تساهل فى حقوق شركة «الصوت والضوء» أو الحكومة المصرية. 


■ ما تكلفة تطوير منطقة الخدمات والعرض، ونسب الشركة والمستثمر فى التطوير؟
- إجمالى تكلفة العرض وتطوير المنطقة من خدمات وإضاءة وأجهزة على أحدث تقنيات عالمية، بالإضافة إلى نصيب الشريك الفرنسي، يصل إلى ٥٠ مليون دولار أمريكى يتحملها المستثمر المتمثل فى «ساويرس». 
■ ما مصير العاملين بشركة «الصوت والضوء»، بعد التطوير؟
- بالنسبة للعمالة الفنية فى منطقة الأهرامات هم يعلمون جيدا المنطقة وطريقة تشغيل الصوت والضوء ولا يمكن الاستغناء عنهم، وبالنسبة للعمالة الإدارية لدينا مناطق أخرى منها أبو سمبل والكرنك وأدفو، ويظلون تابعين لشركة «الصوت والضوء»، أما المستثمر فهو غير ملزم بهم، ولكن حتى الآن لا يوجد قرار واضح إلا بعد تسليم المشروع. 


■ ما المعوقات التى واجهتكم أثناء الحصول على الموافقات للبدء في التطوير؟
- أولها الحصول على الموافقات من وزارة الآثار، وتم الحصول على الموافقة المبدئية للبدء فى التطوير يوم ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧، ومن هذا المنطلق سنبدأ فى وضع خطة العمل فورا مع توقف عرض الصوت والضوء لفترة بسيطة جدا، والمستثمر سيكمل خطوات الحصول على باقى التصاريح.
■ ما المدة الزمنية المحددة للتطوير؟
- تقريبا مدة التطوير حتى الوصول للتشغيل والانتهاء من منطقة الخدمات تصل لـ ١٤ شهرًا، ولكن نحن نحاول أن نضغط المدة ليكون الافتتاح خلال احتفال رأس سنة ٢٠١٩، ولكن للأسف العقد تم إبرامه عام ٢٠١٥، وحصلنا على الموافقة المبدئية للبدء فى العمل فى ديسمبر ٢٠١٧، وليس هذا السبب الوحيد للتأخير، ولكن هناك عدة جهات تتدخل فى الموافقات والتصاريح وكل جهة ترى الزاوية من جهة مختلفة، ونحن نسعى إلى أن يتم العمل خلال ٢٤ ساعة فى اليوم. 


■ هل هناك دعم من جهات أخرى لمشروع الصوت والضوء؟ وهل ستتقاسم جهات أخرى فى حصة الصوت والضوء من التطوير؟ وما هى؟
- بداية إنشاء المشروع كان بهدف توحيد عرض التاريخ الفرعونى؛ لأنه كان يحكى بأكثر من طريقة مختلفة، واقترح دكتور ثروت عكاشة فكرة عرض الصوت والضوء لكى يتم عرض التاريخ بشكل موحد، ولذلك كان الغرض منه ثقافيا وليس استثماريا، ولكن الاستثمار شيء مختلف تماما. 
■ ماذا تعنى بأن الاستثمار شيء مختلف؟
- المشروع الثقافى تحول إلى مشروع استثمارى بالفعل، مع الحفاظ على الجانب الثقافى والتاريخي، وهناك مناطق مثلا مثل أبو سمبل وأدفو، كانت تذكرة المصريين بـ ٢٥ جنيها للعرض، ولنشر الثقافة كان المصرى يحصل على خصم ٥٠٪ بمعنى أنه يدفع ١٢.٥ جنيه فقط، ولكن تمت إضافة ضريبة قيمة مضافة على التذكرة ١٤٪، وأصبحت أتحمل عبئا آخر بالإضافة إلى تكلفة الإضاءة، وتمت محاسبتنا كتجارى مثلى مثل أى مشروع استثماري، وارتفعت قيمة الكهرباء لدرجة كبيرة، وبعد تحرير سعر الصرف ارتفعت أسعار الأجهزة التى تستخدم من لمبات خاصة مستوردة بالدولار وغيرها، ورغم ذلك لم نستطع رفع تذكرة الدخول لأننا فى هذه الحالة سنحرم طبقة كبيرة من الاستمتاع بتاريخ بلدها، وإذا تمت معاملتنا كمشروع ثقافى يجب أن تدعمنا الدولة من صندوق سياحى أو أى جهة أخرى. 


■ هل سيؤدى ذلك إلى مزيد من الخسائر؟
- بالفعل، فلدينا عدد كبير من العمالة، ونتحمل رواتب شهرية، وشركة «الصوت والضوء» لا تعامل كمشروع ثقافى ولا تحصل على أى دعم، أو أن أتخلص من عمالة غير مستغلة لأن قطاع الأعمال العام يمنع هذا. 
■ لماذا تشهد منطقة الأهرامات القليل من الحفلات رغم عراقة المكان؟
- هذا المكان كان من المفترض أن يحقق أرباحًا ضخمة من هذا النشاط، ولكن لعمل حفل فى هذه المنطقة تحتاج إلى دفع رسوم مرتفعة جدا للجهات المتعددة المعنية، قد لا تسمح لتحقيق ربح لمنظمى الحفلات، لذلك يحجم منظمو الحفلات عن المناطق الثقافية ومنها الأهرامات والمعابد الفرعونية، وتسبب فى تقليص السياحة، رغم أن الحفلات العالمية عندما تقام فى منطقة الأهرامات أو الأقصر تكون بمثابة دعاية ضخمة وعالمية. 


■ وبالنسبة لتطوير المناطق الأربعة الأخرى «أبو سمبل وفيلة والكرنك وإدفو» هل تدخل ضمن التطوير؟
- سنبدأ بمنطقة الأهرامات ثم بعد ذلك يجرى تقييم التطوير، لكن ما نبحث عنه الآن هو التواصل مع مانحى المعونات الثقافية الدولية لكى تدخل معنا فى تطوير عروض هذه المناطق الأربعة، وبدأنا بالتواصل مع جهات أخرى فى فرنسا.
■ لماذا لم ينجح مشروع إدفو وأبو سمبل رغم الملايين التى أنفقت عليه؟
- بالنسبة لأبو سمبل عدد العاملين هناك كبير مقارنة بالعمالة المطلوبة، ويصل عددهم إلى ٣٥ عاملا، بالإضافة إلى تكاليف أدفو تعامل كمشروع استثماري، ولكن بظروف أدفو لا بد ألا يعامل كمشروع استثماري، والمشكلة أنها لا توجد بها فنادق للإقامة غير الفنادق العائمة، وهى لا تكفى لتغطية النفقات هناك، ونفس الأمر بالنسبة لأبو سمبل غير فندقين ٣، ٤ نجوم، وبالتالى لا يعود بأى عائد استثماري، وقمنا بخروجه من الجانب الثقافى ليدخل الجانب الاستثماري، وأبو سمبل محتاج ١٨٠ مليون جنيه لتطويره وهذا يستدعى الحصول على دعم دولى من الجهات الثقافية المانحة. 


■ مشروع «الصوت والضوء» بالغردقة، لماذا لم ينفذ حتى الآن رغم تخصيص الأرض من عشر سنوات؟
- الشركة تعمل فى التنمية السياحية، وتمتلك أرضًا موجودة فى الغردقة جرى تخصيصها من المحافظة منذ ١٠ سنوات تبلغ إجمالى مساحتها ٤٢ ألف متر، مسموح البناء فيها على ١٠٪ من إجمالى المساحة، والتكلفة المبدئية تصل إلى ٣٠٠ مليون جنيه، وفكرة المشروع وقت التخصيص كان مفترضا إنشاء عرض الصوت والضوء عليها لمحاكاة تاريخ الحضارة الإسلامية والفرعونية، وذلك لأن السائح الذى يتجه للسياحة الشاطئية يكون غير متاح له زيارة القاهرة أو الأقصر وأسوان، ولكن بعد استلام الأرض وعمل الدراسات اللازمة للتنفيذ جاءت ثورة يناير، وبالتالى توقف كل شيء تماما، مما تسبب فى قلة عدد السياح وبالتبعية قلت موارد الشركة.
■ هل أغلق ملف المشروع؟
- لا، بدأنا إحياء المشروع من جديد، ولكن التصور القديم تغير تماما لأن التكنولوجيا التى كانت تبهر السائح من ١٠ سنوات أصبحت غير جاذبة لنوعية السائح الجديد، وحاليا ندرس مع مستثمرين جدد لكن بأسلوب جديد ليصبح عامل جذب لمدينة الغردقة.


■ هل ستتوجهون للمستثمرين المصريين أم الأجانب فى هذا المشروع؟
- فى المشروعات السياحية المستثمرون المصريون أفضل بكثير من المستثمرين الأجانب، والدليل أن مصر بها ٢١٠ آلاف غرفة فندقية، سنجد أن الشركات الأجنبية قامت ببناء فنادق بنسبة ضئيلة جدا مقارنة بالمصريين، ونسبة ٧٦٪ من الغرف السياحية تقع ما بين محافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء، ولكن الإدارة تكون لذوى الخبرة سواء أجانب أو مصريين. 
■ هل الشركة لها أنشطة أخرى غير مشاريع الصوت والضوء الخمسة؟
- بالطبع لنا نشاط آخر وهو تنفيذ الإضاءة للغير، وبالفعل قمنا بإضاءة شارع المعز بمصر القديمة، والبر الغربى، وقلعة صلاح الدين الأيوبي، ونحن الآن ننظم الشركة من الجانب الإدارى والتسويقي.