الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المصريون يحتفلون بنصف قرن من التجلي أبريل المقبل.. 50 عامًا على ظهور "أم النور"

كنيسة الزيتون
كنيسة الزيتون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أبريل المقبل، يحتفل المصريون مسلمون ومسيحيون بمرور 50 عامًا على ظهور السيدة العذراء مريم بكنيسة الزيتون، فى أبريل عام 1968، خلال عهد البابا الراحل كيرلس السادس.
تلك الكنيسة التى أعلن البابا تواضروس الثاني، أنها أحد المقار البابوية لتدخل حيز رعايته الشخصية هى وأبنائها ورعاياها، ويخدمها القمص بطرس بطرس جيد نجل شقيق البابا شنودة وآخرين.
تنظم احتفالات ضخمة إحياء للذكرى ومن المتوقع مشاركة البابا تواضروس أو إيفاد مطارنة للمشاركة وسط حضور عدد غفير من أبناء الكنيسة ومحبي العذراء بالمحافظات.
وتعود الذكرى، ليوم 2 أبريل عام 1968، حيث عاش المواطنون يومًا طبيعيًا بمحيط الكنيسة فى شارع طومان باي، وبحلول المساء بدأ يشاهد عدد من عمال مؤسسة النقل العام وحارس الجراج بشارع طومان باى - المطل على كنيسة العذراء بالزيتون فى القاهرة، جسمًا نورانيًا يظهر ويخفت فوق قباب الكنيسة، ولم يكن يعلم العمال فى بداية الأمر أنها السيدة العذراء.
وبعدما تحقق عبدالعزيز علي، حارس الجراج «أول شاهد عيان على ظهور الجسم النوراني» من الأمر صرخ بصوت عالٍ «نور فوق القبة» وظل يردد هذه العبارة حتى احتشد الناس ليروا ظهور فتاة مرتدية ثيابًا بيضاء.
وظن الكثيرون فى بداية الأمر أنها فتاة يائسة من الحياة وتقدم على الانتحار نظرًا لصعوبة الوقوف أعلى قباب الكنيسة لاتخاذها الصورة البيضاوية مما يصعب الوقوف عليها، وهرول البعض لإخطار الأمن، ليبدأ النور فى التزايد والوضوح.
وسلط المحتشدون الكشافات على الصورة المكونة ليزيد نورها ووهج جمالها، فأدركوا أن هناك شيئا فوق العادة والطبيعة، فحطموا المصابيح الكهربائية بالشوارع فى محيط الكنيسة وقطع الأمن الكهرباء عن المنطقة كلها، ولكن صورة الفتاة زادت فى التجلى والظهور.
وقتها بات المصريون يرددون عبارة «أم النور» وتوافد آلاف المصريين والأجانب لرؤية المنظر الأضواء والأنوار التى تشع فى أعلى قباب كنيسة العذراء بالزيتون، والذى توالى عدة ليالٍ متعاقبة بصورة أكثر وضوحًا وظهورًا.
وأرسل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى بطريركية الأقباط الأرثوذوكس بعض المبعوثين ليتأكدوا من ظهور العذراء مريم، وجاء مبعوثوه يسألون البابا كيرلس السادس هل العذراء ظهرت؟ فلم يجبهم وعندما أصروا على الإجابة قال لهم: «اذهبوا وشوفوها بنفسكم».
وقرر «عبدالناصر» رؤية المشهد بنفسه وذهب ومعه عائلته وبصحبته حسين الشافعى سكرتير المجلس الإسلامى الأعلى، وجلسوا فى شرفة منزل أحمد زيدان، كبير تجار الفاكهة والذى كان منزله مواجهًا لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وليلتها ظهرت السيدة العذراء أم النور ظهورًا فريدًا فى الخامسة صباحًا، وتحول فيما بعد الجراج المواجه لكنيسة الزيتون لكنيسة جديدة.
كما عقدت الكنيسة اجتماعات وشكلوا لجانا لتقصى حقيقة الظهور وهو ما أثبتوه خلال تقاريرهم التى تم رفعها للبابا كيرلس السادس وقتها، والتى وصفوها بالبركة للبلاد وشعبها، ويشهد دائمًا احتفالات ظهورات العذراء بالزيتون زيارات المسلمين والأقباط للتبارك من المكان الذى شهد ظهور العذراء.
وسجل الظهور بالصحف والقنوات الأجنبية، بحسب بيان الكنيسة الرسمى الذى صدر آنذاك أثناء تولى البابا كيرلس السادس بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، الأمر الذى دفع البابا كيرلس السادس لعقد مؤتمر صحفي، بالمقر البابوى عام ١٩٦٨، حضره أكثر من ١٥٠ صحفيًا مصريًا وأجنبيًا أصدر بعدها البابا كيرلس بيانًا رسميًا يؤكد ظهور السيدة العذراء فى كنيسة العذراء بالزيتون.
كما سجل الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة، شهادته قائلًا: رأيتها بنفسى فى صباح الأحد ٥ مايو ١٩٦٨، ظهرت لمدة طويلة وكنت مع نيافة الأنبا غريغوريوس فى فناء الكنيسة، وصعدنا على سلم كى نراها واضحة، وفعلًا رأيناها فوق القبة القبلية وهى بالحجم الطبيعي.
كما يسجل للعذراء مريم العديد من الظهورات والتى أكدتها الكنيسة بعد تنظيم لجان ووفود تقصى واستقصاء واستبيان، ولعل أبرزها وأشهرها وأقدمها ظهورها بالزيتون والعذراء بابا دبلو وبدير العذراء درنكة بأسيوط وغيرها.
من جانبه قال القمص بطرس بطرس بسطوروس وكيل مطرانية كفرالشيخ، إن ظهور العذراء المعترف به من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكنائس العذراء الزيتون، والقديسة دميانة بابا دبلو، ومار مرقس أسيوط، موضحا أن الظهورات الأخرى ليست موثقة بالمجمع المقدس.
وأضاف بسطوروس، لـ«البوابة نيوز»، أن الشروط التى تحتكم إليها الكنيسة لاعتماد الظهورات وجود شهود موثوق بهم، وأن يصحب الظهور عدد من المعجزات، وإقرار لجنة مشكلة من المجمع المقدس بالظهور كتابيًا.
وعن ارتباط ظهور العذراء بمواكبة أزمات للأقباط، قال وكيل مطرانية كفر الشيخ: «إن ظهور العذراء ليس مشروطا بوجود أزمات للأقباط، مدللًا بأن ظهورها فى الزيتون جاء عقب نكسة ١٩٦٧، مؤكدًا أن ظهور العذراء يحمل رسالة تعزية للبلاد وسط ظروف حالكة».
وبشأن وجود توثيق بكتب كنسية لظهور العذراء، أكد أن هناك عددًا من الكتب التى أصدرتها كنيسة العذراء بالزيتون وكنيسة بابا دبلو وتناولت معجزات شهدها المواطنون، واعتمدتها اللجنة المجمعية.