الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكاتدرائية تتزين للاحتفال باليوبيل الذهبي تطوير شامل.. ولمسات فنية جديدة في أرجاء الكنيسة المرقسية وفيلم وثائقي وكتيب لتسجيل مراحل التجديد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعمال التجديد والتطوير تشمل رسم 170 أيقونة بأنحاء الكاتدرائية
تتزين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية «الأنبا رويس» للاحتفال المرتقب بمرور خمسين عامًا على إنشائها فى منتصف العام الحالي، ومرجح أن يكون الافتتاح الرسمى والحفل بعد التجديد والحديث الذى جرى على مدار قرابة العامين، ويواكب احتفال الكنيسة والأقباط بعيد القيامة المجيد.
وجارٍ العمل على إنجاز ما تبقى من أعمال تجديد وتطوير بالكنيسة من زجاج أو رسومات أيقونات وغيرها، لتكون جاهزة للحفل المُنتظر، وخلص القائمون على تلك الأعمال من الانتهاء لقرابة 90% من التجديدات، وتعكف الكنيسة على تجهيز كتاب يسجل أعمال التجديد، ويتضمن أسماء كافة المشاركين من مهندسين وفنانين ومعماريين، ويُعد أيضا فيلمًا وثائقيًا حول ما تم من أعمال.
وتخضع الكنيسة الكبرى لأعمال تطوير شاملة التقنيات ورسم الأيقونات والزجاح المُعشق، وتحديث الإضاءة وغيرها، بعدما أعلن البابا تواضروس الثانى فى الأسبوع الأول من يوليو عام 2015 عن توقف عظته الأسبوعية بها لإجراء أعمال التجديدات بصحن الكنيسة التى يلقى فيها العظة بالكاتدرائية المرقسية، استعدادًا للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الكاتدرائية، وبدأ بعدها البطريرك إلقاء العظة من إيبارشيات مختلفة وكنائس عدة.
وتزويد حجاب الهيكل ورسم حضن الأب
خلال عام 2015، أطلق بابا الكنيسة مسابقة للفنانين، وشكل لجنة مسئولة عن تقييم أعمال الفنانين مكونة من القس يوسف ثابت من كنيسة العذراء، والقديس يوسف بسموحة، والقس لوقا آفا مينا بدير الشهيد العظيم مار مينا العجايبى بمريوط، وتاسونى سوسن فنانة قبطية، والدكتور سامى صبرى عميد معهد الدراسات القبطية، والدكتور عادل المنشاوى رئيس قسم العمارة بكلية الهندسة بالإسكندرية، ومنير عبد فام مهندس استشارى معمارى، والدكتور صموئيل متياس المنسق الإدارى، وتم اختيار عدد من الفنانين لعمل الأيقونات كل حسب أعماله السابقة وإجادته فى رسم المنطقة المكلف بها، مثل: القبة أو حضن الأب وأعمال الزجاج والموزاييك، وفاز خلالها ست مجموعات من إجمالى 20 فنانًا تأهلوا للتصفيات.
تطوير الكاتدرائية.
عن أعمال التجديد والتطوير شمل عمل عدد 170 أيقونة (صورة) توضع بأنحاء الكاتدرائية طبقًا للطقس الكنسي، على أن يكون حجمها يتناسب مع ارتفاع الكاتدرائية، كذلك تنفيذ أيقونات تصور السبع أعياد السيدية الكبرى، توضع خلف الكنيسة من الناحية الشرقية، كما تعمل توسيع باب الهيكل الرئيسى الذى يشهد الطقوس والصلوات ليتثنى للجالسين رؤية طقوس الكنيسة كاملة.
واستعان العاملون على مشروع تطوير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بمادة حديثة لوضعها على الحجر الصناعى لتسهيل الرسم على حوائط الكاتدرائية والقبة، لتجميل المساحات الفارغة من الحوائط باستخدام النقوش والحليات المصنعة من مادة «جى آر سى» و«الجى آر بى».
كما عمل المعماريون واللجنة المشرفة على توسيع مساحة خورس الشمامسة خارج الهيكل يمين ويسار الهيكل، بناء على طلب البابا تواضروس الثانى بمساحة 100 متر فى كل جانب، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأساقفة والكهنة والشمامسة، خصوصا فى الأعياد والمناسبات، عن طريق تخليق جزء كبير باستخدامه كممر من الحديد مغطى بألواح من الصاج البقلاوة، تعلوه طبقة من الرخام.
وضمن خارطة التطوير تزويد الكاتدرائية بشاشات عرض ثابتة بحجم كبير، بالإضافة إلى شاشات وكاميرات للمراقبة والإخراج التليفزيوني، والعمل على تجديد الأسقف والحشوات والقرشات والدوائر الخشبية الموجودة بالكاتدرائية، مع إضافة مسطحات كبيرة من الوجهات من الزجاج المعشق والزخارف التى تحمل صورا دينية.
منظومة شاملة وتكنولوجية للصوت والضوء 
وعن الإضاءة والصوتيات، استحدث طريقة الإضاءة غير المباشرة الحديثة للاستغناء عن النجف الموجود، والذى يحجب الرؤية عن الكثير من الأماكن، خاصة بعد رسامة وتعليق الأيقونات التى تمتص مساحة من الضوء، وإعداد سيستم الصوتيات بحيث يكون على أعلى مستوى من الدقة والنقاء، باستخدام أحدث التكنولوجيا العالمية فى مجال الصوت والسماعات وغيرها.
عن الهيئة الخارجية من مبنى الكاتدرائية تجرى أعمال جلى وتلميع للرخام والأعمدة، ويتم طرق الحجر الصناعى بمطارق معينة لتظهر الطبقات الداخلية البيضاء وبعدها تعزل بطبقات تتحمل العوامل الجوية.
وبشأن تطوير رسومات حجاب الهيكل «الحاجز الخشبي» جرى رسم قرابة 100 أيقونة على حامل الأيقونات، ويحتوى الحجاب على صورة السيد المسيح والعذراء والبشارة والمعمودية وأيقونة «صورة» للقديس مرقس شفيع الكنيسة وأخرى للملاك ميخائيل، ومن الجانب البحري، توضع أيقونة للقديس مار مينا والبابا كيرلس السادس، حيث سيتم إقامة مذبح لهم، ومن الجانب القبطى بالكنيسة تم وضع أيقونة المسيح ويوحنا المعمدان والأنبا أنطونيوس والشهيدة دميانة.
وفى الجهة العلوية من حامل الأيقونات يتم رسم 4 مواضيع، وهى: العائلة المقدسة، والتجلى، وعرس قان الجليل، والأنبا بيشوى حبيب القديس الملقب بحبيب المسيح، وفى الجانب القبلى والبحرى، يوضع 12 صورة تحكى عن مباركة العائلة المقدسة لأرض مصر وغيرها من الأمور الواردة بالكتاب المقدس.
يقول القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، إن ما يحدث فى الكنيسة المرقسية (الكبرى) بالكاتدرائية هو رسم أيقونات وليس ترميما؛ لأن الكنيسة منذ بنائها فى ١٩٦٨ لم يُرسم بها أى أيقونات، وهذا أمر يأخذ كثيرًا من الوقت والمجهود، خاصة أن الكاتدرائية سيمر على بنائها ٥٠ عامًا.
وأضاف أن الكنيسة لم تكن بها أيقونات حتى جاء البابا تواضروس، ولذا اتخذ قرارا عام ٢٠١٥، بتجديدات فى الكهرباء والبناء ورسم الأيقونات، وبدأ العمل برسم القبة، رسم حضن الآب، رسم السقف، رسم حجاب الهيكل الجديد وعليه الأيقونات، ورسم الأيقونات الجانبية باليمين وشمال الكنيسة. متابعًا: عمل الموزاييك فى الوجهات، ورسم القبو القبلى والبحرى والشرقى والغربي، ورسم الزجاج المعشق والواجهة القبلية والبحرية، ويشرف على العمل مكتب فنى للمتابعة، وتقوم شركات عدة بالأعمال التنفيذية، والكنيسة هى من تقوم بتحمل التكلفة المالية كاملة، والمشروع قارب على الانتهاء، مؤكدا أن الفنانين التزموا فى العمل بمرجعية الكتاب المقدس والتاريخ والتقليد الكنسى. وألمح إلى أن الكاتدرائية على مساحتها منذ بنائها، وبدأت بمبنى كنسية الأنبا رويس فقط عندما افتتحها الرئيس جمال عبدالناصر، وهى فى الأساس كانت مقابر للأقباط خاصة بأوقاف الكنيسة الأرثوذكسية، وطلبت الكنيسة من رئيس الجمهورية آنذاك بناء كاتدرائية على هذه الأرض.