السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المطران منيب يونان: نصلي من أجل السيسي.. وندعمه في بناء دولة قوية

المطران منيب يونان
المطران منيب يونان في حواره للبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط احتفالات الكنيسة اللوثرية فى العالم والإنجيلية فى مصر بمرور 500 عام على الإصلاح الإنجيلي، وأعياد رأس السنة وعيد الميلاد المجيد، نجد الكنيسة تحاول مساندة القضية الفلسطينية، والوقوف مع الكنيسة فى الأراضى المقدسة والمطالبة بالتصدى لمحاولات الإسرائيليين والاستيطان من التمكن من أوقافهم، ومحاولاتهم مستميتة فى الاعتداء على مقدسات الأديان السماوية. ومن ناحية أخرى نجد مطالب من أصحاب الأديان السماوية بالتمسك بالمواثيق الدولية، والضغط على أصحاب القرار لوقف هذه المذبحة التى قد تستهدف الـ2% من المسيحيين الذين يعيشون على أرض فلسطين، لذا يجاهد المطران الفلسطينى منيب يونان، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن، ورئيس الاتحاد العالمى للكنائس الإنجيلية اللوثرية، فى فتح باب الحوار بين الأديان الإبراهيمية السماوية الثلاثة، محاولا إيجاد قيم مشتركة للتعايش السلمي، لذا أجرينا هذا الحوار معه للكشف عن موقف الكنيسة من هذه القضايا، والتعرض لبعض الأمور الهامة داخل الكنيسة وخارجها.
فإلى نص الحوار..
الرئيس ورجال المخابرات لهم الفضل فى المصالحة بين فتح وحماس
رئيس الاتحاد العالمى للكنائس الإنجيلية: فشل مصر خطر على الشرق الأوسط 
المطران منيب يونان: نصلى من أجل السيسى.. وندعمه فى بناء دولة قوية

حدثنا عن الكنائس الإنجيلية فى مصر، واحتفالاتها بمرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الإنجيلى؟
- إننا نفخر بكنائسنا الإنجيلية فى مصر، التى أثبتت وجودها بواسطة إعلان الخبر السار والخدمة، خدمة كل إنسان يريد أن يتقاسم من محبة الله، وهذه فكرة صحيحة جدًا، وعلينا كعائلة إنجيلية وككنائس أن نستمر فى هذا الخط، وأن نتعاون مع بعضنا البعض، لأن اليوم أهميتنا كإنجيليين ليست بعددنا، إنما بشهاداتنا القوية فى المجتمع.
الأمر الثاني، والذى أود أن أقوله، إن الاحتفالات بمرور 500 عام على الإصلاح الإنجيلي، بدأت عندما وقعنا، أنا بصفتى رئيس الاتحاد اللوثرى فى العالم، قداسة البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، على المصالحة التاريخية بين الكنيستين اللوثرية والكاثوليكية، وهو ما أعطى زخمًا قويًا للحركة المسكونية، وبعضهم يقولون إن الحركة المسكونية هى اليوم كانت فى شتاءً، واليوم نستطيع أن نقول إن الحركة المسكونية هى فى ربيع النهوض، ربيع الانطلاق، ربيع الشهادة، لمدة الـ500 عام المقبلة وهذا السبب علينا اليوم نحن فى الشرق الأوسط كمسيحيين إنجيليين أن نغزى وندعم هذا التوجه مع بعضنا البعض.
كيف تحتفل بـ500 عام على الإصلاح؟
- عندما نحتفل بالإصلاح لدينا ثلاثة أمور
أولًا: نحتفل بأن الإصلاح انتشر فى العالم، ولم يبق فى ألمانيا فقط، لذلك أصبح حركة عالمية وليس مجرد حركة إقليمية.
ثانيًا: الإصلاح نحتفل به مسكونيًا، فنحن لا نفخر بانقساماتنا، ولا نحتفل به بروح الفوقية وبروح الانتصارية، إنما نحتفل به بروح التواضع، وبأننا أيضًا لنا أخطاؤنا ونريد أن نرى المسيح فى الكنيسة الأخرى، ونريد أيضًا أن نرى الكنيسة الأخرى أينما كانت كاثوليكية، أو لوثرية، أو إنجيلية، أو مشيخية، بأننا مخلصون بشهادة المسيح، ومخلصون بإنجيل المسيح، وما دام الإنسان يخلص للإنجيل، وكل كنيسة تخلص للمسيح، فهى شريكة معى فى الشهادة.
ثالثًا: نحتفل بالإصلاح بأنه عملية مستمرة، الإصلاح لن ينتهى عندما توفى المصلحون، ولم ينته عندما أعلن أن الإصلاح انتهى، إنما الإصلاح هو عمل الروح القدس، الذى لن يسمح لكنيسته فى يوم من الأيام إلا أن تبقى مخلصة للإنجيل، ولذلك كل كنيسة تبشر بكلمة الله وتحتفل بالسرين المقدسين، سر المعمودية المقدسة وسر العشاء الربانى المقدس، هى كنيسة يعمل المسيح فيها وهى فى إصلاح تام بهذا الشىء
ولهذا السبب فإننا اليوم نصلى بأن الله يستخدمنا بروحه القدوس، لنكون أداة مصالحة لهذا العالم لنكون مبشرين بالمحبة، ولنكون مبشرين برؤية وجه المسيح فى الآخر الذى يختلف عنى دينًا ونهجًا وعقيدة، وأيضا منذرين بأن كل من يستغل الكتاب المقدس لمآربه الشخصية أو الاقتصادية، فهو لا يبشر بإنجيل المسيح، إنما يبشر بمصالحه الشخصية.


  ماذا عن الصراعات التى تمر بها الكنائس فى العالم بين الأصوليين وطالبي الحداثة؟
- نحن نفهم أنه فى الكنيسة دائمًا توجهات مختلفة، ولكن لا يجوز أن يكون هذا الاختلاف مدعومًا من الخارج، يجب أن يكون صافيًا نقيًا، ولا يغذى من جهات معينة بمال أو بفوائد عينية أو بأى شىء.
وأنا أتكلم بشفافية وصراحة دائما أنه فى الكنيسة اجتهادات معينة ومختلفة، ولكن علينا أن نرى أن المسيح هو دائمًا من ذهب للميل الآخر، هو الذى دائمًا لم يحافظ على ضيق الفكر إنما حافظ على الاستنارة والتنوير وقبول الآخر ورفع مستوى الآخر.
وهذه التوجهات مرت بها الكنيسة على مر العصور، واليوم إذا الكنيسة لم تتكلم إلى المجتمع، وتحمل رسالة المحبة، وتكلمت فقط إلى نفسها، فهى ليست كنيسة شاهدة، الكنيسة الشاهدة هى الكنيسة التى تتفاعل مع المجتمع ومثل المسيح دائمًا تأخذ الميل الآخر، وتريد أن تعرف ما هى حاجات المجتمع وتبشر بإنجيل المحبة حسب هذه الحاجة، ولهذا السبب إذا كانوا هم ليبراليون أو أى شيء، أهم شىء أن الكنيسة لا تتكلم ولا تعظ لنفسها والواعظ لا يعظ لنفسه إنما يحمل رسالة المحبة وأحيانا الإصلاح علمنا أن الإنجيليين أيضا.
وأنا أعلن أن مارتن لوثر أرجع المسيح إلى الكنيسة، واليوم تحدينا يدورحول هل المسيح وسط الكنائس الإنجيلية أو بعيد عنها؟ اليوم مسئوليتنا أن نرجع المسيح وسط الكنائس الإنجيلية أيضًا لأنه أحيانًا نحن نبشر بأنفسنا، نبشر ما نفكر أنه صحيح ولكن لا نبشر بالمسيح مصلوبًا.
ما تعليقك على تطورات القضية الفلسطينية، والاستيطان، وعلى محاولات شراء أوقاف الكنيسة، حيث إنك رئيسها فى الأراضى المقدسة؟ 
نعم توجد محاولات لشراء أوقاف كنسية، وما يخوفنا أن هذه الأوقاف الكنسية موجودة لمساعدة الكنيسة فى شهادتها، وما يهمنى أنا أولا وما أخاف عليه بأن سمة حركة لتغيير الوضع القائم التاريخى فى القدس، وإضعاف الوجود المسيحى بها.
ولهذا السبب، فإن رؤساء الكنائس كتبوا بوضوح أننا نرفض ونكتب عدم تغيير هذا الوضع، والسماح للمسيحيين بأن يستمروا فى شهاداتهم، وبأوقافهم وإرجاع أوقافهم لهم، وعلى سبيل المثال فإن باب الخليل فى القدس أخذه فندقان، وغير هذا.
ونحن نخش أن يتقلص الوجود المسيحى أكثر وأكثر فى القدس، والمسيحيين فى فلسطين بالقدس أقل من 2٪، وقد يصبح أقل من ذلك، لذلك اليوم علينا أن نجد ما هى الحقيقة؟ وعلينا أن نضع ضغطا دوليا على الاحتلال، وعلينا أيضا أمر ثالث أن نحافظ على الوجود المسيحى فى القدس لأن القدس ستصبح بدون معنى بدون أهلها المسيحيين.
قلت من قبل إن مصر كان لها الفضل فى حل المشكلات بين حماس وفتح، ولديها المقدرة على حل المشكلة الفلسطينية، فما تعليقك على ذلك؟
- أنا سعيد جدا بذلك، لأنه بعد تسع سنوات من الخلافات بين الفصيلين فتح وحماس، استطاعت مصر أن تجمع بينهما، وأثق أن تستمر مصر فى الحفاظ على هذا الوفاق بين أبناء الشعب الواحد، سواء كانوا «فتح أو حماس» أو فصائل أخرى، وأن تستمر الوحدة، لأن الاحتلال يستغل انقساماتنا والانقسام يعمق الاحتلال، ولذلك مصر لعبت وتلعب دورا إيجابيا فى ذلك والفضل يرجع للرئيس عبدالفتاح السيسى ورجال المخابرات المصرية والقوات المسلحة، ونشكر الله على ذلك لأنه لا يجوز أن يكون عندنا سلطة واحدة بجيش واحد بأمن واحد بخطة واحدة باستراتيجية واحدة ولا يجوز لأى أحد أن يتدخل ويلعب من الخارج ويستغلون مرة حماس ومرة فتح، نحن شعب فلسطينى واحد لنا قضية عادلة واحدة التى هى جوهر القضايا العربية، وعلم واحد لأننا بلد واحد لأن الوحدة الفلسطينية هى مصلحة وطنية فلسطينية عليا من أجل انتهاء الاحتلال ومن أجل بناء دولة على أسس ديمقراطية، احترام حقوق الإنسان، النوع الاجتماعى وحرية الأديان والتعبير، لأننا لا نقبل كفلسطينيين إلا أن تكون لنا دولة مدنية معاصرة تحترم كل إنسان وتعطى لكل إنسان مواطنة متساوية بالحقوق والواجبات والحض من التنوع وهذا ما نحلم به ونصبو إليه.


 فى كل المحافل الدولية والمؤتمرات والخطابات الإقليمية دائما ما تقول إن «سلام القدس بسلام العالم»، نريد توضيحا لتلك المقولة؟
- نعم، ما دام لا يوجد سلام فى القدس لا يمكن أن يكون هناك سلام فى كل الشرق الأوسط، وإذا لم يوجد سلام بالشرق الأوسط كل العالم سيضر، ونرى اليوم الإرهاب فى قضية سوريا والعراق وكل هذه الأمور هى خطيرة، وإذا كان جوهر القضية الفلسطينية هى القدس، والقدس دائما هى مكان المصالحة ومكان الوئام ومكان السلام ومكان العدالة، ولذلك أطلب من الدول العربية اليوم أن تستيقظ وتنظر أن تكون القدس للثلاثة أديان وللشعبين، عندها سيكون هناك سلام فى منطقة الشرق الأوسط.
حدثنا عن الخطاب الذى وجهه رؤساء الكنائس إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب؟
- توجهنا إلى الرئيس الأمريكى بخطاب موقع عليه من جميع رؤساء الكنائس بالأراضى المقدسة، وتحدثنا معه عن رفضنا للقرار الذى أخذه بإقراره بأن القدس عاصمة إسرائيل، وكان مضمون الخطاب: «نحن رؤساء وبطاركة الكنائس المحلية فى القدس نعلم تمام العلم ونقدر ما توليه سيادتكم لمدينة القدس من اهتمام بالغ، كما أننا نتابع باهتمام الأحداث الجارية ونرى أنه من واجبنا أن نرسل لسعادتكم هذا الخطاب، الذى أرسلنا مثله فى يوم 17 يوليو عام 2000، للقادة الذين اجتمعوا فى كامب ديفيد ليقرروا الحالة القانونية لمدينة القدس وهم بالفعل تعاملوا مع خطابنا بتقدير شديد. واليوم إننا واثقون من أن سيادتكم ستتعاملون مع وجهة نظرنا ورؤيتنا بالتقدير ذاته فى تلك المسألة الحساسة الخاصة بوضع مدينة القدس، وأن مدينتنا يا سيادة الرئيس كانت دائما أرض السلام، مدينة القدس التى تسمى مدينة الله، هى مدينة السلام الذى يرفرف بجناحيه ليس علينا فحسب بل على العالم بأثره، إلا أنها وللأسف الشديد، هى الآن منطقة صراع ونزاع».
«كل الذين يحبون القدس يا سيادة الرئيس على استعداد تام للعمل لإعادتها أرض السلام، وأرض الحياة والكرامة لكل الكائنين فيها، كما أن كل المصلين من المؤمنين بجميع الأديان السماوية الذين يعيشون داخل أروقة القدس يتضرعون إلى الله من أجل السلام، كما قالت المزامير فى الآية 80.14».
«سيادة الرئيس، نحن نتابع بمزيد من القلق التقارير الإخبارية الخاصة بإمكانية تغيير الولايات المتحدة للحالة المتفق عليها لمدينة القدس، وإننا متأكدون من أن تلك الخطوة من شأنها أن تؤجج مشاعر الكره والعنف والصراع فى المدينة المقدسة، مما يبعدنا عن الهدف الذى نسعى إليه من ترسيخ السلام فى المدينة وربما يزيد من حدة التوترات والانقسام. لذا نطلب من سيادتك أن تساعدنا فى المضى قدما نحو تحقيق السلام وترسيخ مزيد من الحب الذى لن يكون أبدا دون أن تكون القدس مدينة للجميع».
لذا فإن نصيحتنا للإدارة الأمريكية الآن أن تستمر فى إقرار الوضع الحالى لمدينة القدس، حيث إن أى تغيير مفاجئ سيخلف ضررا بالغا، ونحن على ثقة بأنه مع المزيد من الدعم من أصدقائنا، سوف يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من العمل معا لخوض مفاوضات السلام والاستقرار، مجنبين بذلك كل المنتمين للمدينة المقدسة الصراع الذى من الممكن أن ينتج عن أى تغيير، إن المدينة من الممكن أن تمتلئ بالحب والسعادة بمجرد أن تساعد العملية السياسية فى تحرير قلوب هؤلاء الذين يعيشون فيها من مخاوف الصراع وعدم الاستقرار الذين يعيشونها الآن
وها نحن على أبواب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وهو عيد السلام، إذ تتضرع وتبتهل الملائكة فى سمائنا، «المجد لله فى الأعالي، والسلام للصالحين على الأرض»، وفى هذا العيد نتمنى ألا يمنع السلام من أن يرفرف فى سماء القدس، لذا نرجو من سيادتكم يا سيادة الرئيس أن تساعدنا على الاستماع لابتهال الملائكة فى مناخ يسوده السلام، وكرؤساء الكنائس المحلية فى القدس نحن ندعوك أن تتكاتف معنا لإفشاء السلام فى تلك المدينة المقدسة».

حدثنا عن دعمكم للحوار اليهودى المسيحى الإسلامي، وأيضا الحوار مع الأديان الوضعية؟
- أدعم ذلك الحوار، وعلينا كأديان أن نجد مع بعضنا البعض القيم المشتركة، التى تدعم السلام والعيش المشترك والمصالحة والوحدة، التى تدعم العدالة فى كل بلد وحقوق الإنسان، ولذلك عندما تتحاور مع الأديان الأخرى، أنت لا تتحاور إلا عن الأمور التى تلعب دورا سلبيا أو مكان خصام فى المجتمع، أو بين الدول أو بين الشعوب، واليوم الدين يجب أن يكون جزءا من الحل وليس من المشكلة، وأيضا الأديان الإبراهيمية يجب أن تقاوم التطرف والإرهاب لأن التطرف والإرهاب لا يعبر عن الدين القويم.
والدين القويم دائمًا هو الدين الذى يحب الله ويحب أخاه الإنسان ولا يمكن محبة أخيك الإنسان الذى يختلف عنك دينا وعقيدة وثقافة وأيديولوجيا واستراتيجيا، لا يمكن أن تحب الله إن لم تحب هذا الأخ أو الأخت، لهذا السبب الحوارات الإبراهيمية هى مهمة، وهى مثل دوائر دائرة تكبر كل ما تحاورنا أكثر مثلما ترمى حجرا فى البحر من صغير إلى كبير، فتجد عندها أنك خمرت المجتمع لقبول الآخر كما خلقه الله ليس كما أنت تريد، وكلما رأيت أن الله يحب التنوع والتعددية مجدت الله على عظمة الاختلافات.
إذا، الأديان الإبراهيمية التى هى قريبة على بعض، لا تستطيع أن تتفهم بعضها البعض، كيف تستطيع الأديان الأخرى؟، فنحن لنا إله واحد، نحن كمسيحيين نؤمن بالإله الواحد الثالوث الأقدس، وهذا الإله هو إلهنا كلنا، وليس إله قبيلة ولا إله عشيرة، إنما هو الإله الذى خلق السماء والأرض هو إله العدالة وإله السلام.
وما دام أن الله إله العدالة والسلام وإله الرحمة، لماذا نحن كرجال دين وكأديان لا نكون نحن سباقين فى خطى الله؟.


  كيف تواجه الكنائس القضايا الشائكة الموجودة الآن فى العالم، كالمثلية الجنسية والإلحاد؟
- هذا أمر عليه اجتهادات واختلافات قوية، وخلافات قد تقسم بعض الكنائس، ولكن ما أراه أولًا أن هذا الموضوع هو أخلاقى اجتماعى أكثر من عقائدي.
ثانيًا: هذا الموضوع يناقش أكثر فى الدول الغربية أكثر من عندنا، لأن الجيد فى كنائس الغرب أنها لا تخفى هذه الأمور تحت الطاولة، ولكن دائما تضعها على الطاولة وتناقشها، أى علينا أن نعترف أن مجتمعنا العربى موجود فيه مثليون، ونحن نتجاهل ولا نناقش هذا الموضوع.
ثالثًا: مهما كان موقفنا، فلا يجوز أن نجرم المثلى بسبب ميوله الجنسية.
رابعًا: أنا ليس مع زواج المثليين لكن أحيانا علينا أن ننظر إلى هذا الأمر من منطلق رعوى اجتماعي، وليس فقط نأخذ الكتاب المقدس ونجرم الآخرين بواسطة الكتاب المقدس، أى لو المسيح اليوم يعيش على الأرض كان سيحتضن هؤلاء المثليين ولا يحمل السوط ويضربهم، لأن هذا موضوع أخلاقى اجتماعي، وعلينا أن ننظر له أن هذا الموضوع لا يجوز أن يقسم الكنيسة، إنما الكنيسة عليها أن تتفهم بأن الله خلقنا متنوعين وخلقنا بميول جنسية مختلفة أحيانًا، ولكل إنسان الحق أن يعبد الله على طريقته ولكن لا يجوز للكنيسة أن تجرم أو تصدر البيانات والإدانات، لأن الكنيسة يجب أن تكون دائما رعوية، وبدون الرعاية لا نستطيع أن نظهر محبتنا للذين نختلف معهم بالميول الجنسية.


هل تحب أن توجه رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي؟
- نحن نصلى من أجل الرئيس السيسي، لأن المهمة التى أمامه ليست مهمة هينة، ولا مهمة يستطيع الواحد أن يستهين بها.
ونحن ككنيسة سندعمه فى كل أمر يساعد فى بناء دولة مصرية قوية، لأنه إذا مصر لم تنجح فى مهامها فى هذا الوقت فهذا خطر على كل الشرق الأوسط.
مصر الآن تقاوم وتحارب الإرهاب، وبالطبع هذا أمر غير سهل، وأحيانا تأتى الانتقادات محليًا وعالميًا، ولكن لا بد من مقاومة التطرف والإرهاب، لأن هؤلاء الإرهابيين ضد الإنسان، ويستغلون المشاكل من أجل مصالحهم، فعلينا أن ندعم الرئيس، لأن رجل السياسة إنسان يحتاج مثلما يحتاج كل واحد منا إلى دعم، ويعرف أنه يوجد ناس فى العالم يدعمون خطه الذى هو خط البناء، خط قبول الآخر، خط العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.