الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

معنى الأسماء في قصة الميلاد.. دلالات خاصة

القس سهيل سعود
القس سهيل سعود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس سهيل سعود، أحد قساوسة السنودس الإنجيلى بلبنان، إنه عندما نقرأ الكتاب المقدس ننذهل للأهمية والرمزية الكبرى التى يعطيها كتّاب الكتاب المقدس للأسماء. فمثلًا: قبل أن يسرد البشير متى قصة الميلاد، فإنه فى بدء إنجيله يذكر أسماء عديدة تتضمن ٣٢ جيلًا، هم أجداد يسوع بحسب العائلة التى ولد فيها (متى ١: ١-١٧).
وأشار إلى أن يسوع المسيح، ولد فى العالم من نسل ملوكى (من داود الملك)، ومن نسل روحى (هو نسل إبراهيم). أما البشير لوقا، فإنه فى الأصحاح الثالث من إنجيله. وقبل أن يبدأ المسيح خدمته فى الثلاثين من عمره، فإنه يذكر لائحة طويلة من الأسماء، لكنه يبدأ مباشرة من يوسف، ويرجع فى ذكر أسماء إلى الأجداد، وصولا إلى آدم عليه السلام. 
وقال: «إن تلك اللوائح الطويلة من الأسماء التى تضجرنا فنقفز فوقها، فهى إن دلت على شيء، فإنها تدل على أهمية الاسم فى الكتاب المقدس. فالاسم ليس مجرّد لقب نطلقه، وليس مجرّد رقم نعدّه، بل يحمل فى جوهره معنى كبيرًا».
وأضاف أن أهمية الاسم فى الكتاب المقدس، هو للتأكيد بأن الإنسان هو شخص مخلوق على صورة الله ومثاله، للتأكيد على أن له كيانا روحيا ونفسيا وجسديا مترابطا، فالاسم يشير إلى شخص مستقل ويتمتع بالإدراك الذاتي، مما يجعله مسئولًا أمام الله وأمام نفسه. يذكر سفر أيوب، قولًا ينسجم مع ارتباط الاسم بالشخص المسئول، فيشير إلى أن الناس الحمقى الذين يتصرفون بجهل وعدم مسئولية، يخسرون اسمهم فيصبحون بلا اسم، فيقول: «أبناء الحماقة بل أبناء أناس، بلا اسم سيطوا من الأرض» «أيوب ٣٠».
واستطرد، «أن الاسم يرمز إلى العلاقة الشخصية الذى يريد الله أن يقيمها بينه وبيننا نحن الإنسان، إنه يريد أن يتعامل مع كل منا شخصيا وبالاسم تظهر أهمية معانى الأسماء فى قصة الميلاد، لأن الأسماء التى ذكرت قبل قصة الميلاد، تسرد المعنى والهدف من ولادة المسيح فى عالمنا، فعائلة المعمدان التى كلّفها الله لإعداد الطريق من أجل مجيء المسيح إلى العالم، مؤلفة من زكريا الكاهن وأليصابات وابنهما يوحنا المعمدان».
وأوضح أن لكل اسم منهم معنى يساهم فى سرد قصة الميلاد فاسم زكريا يعنى «الله يتذكر»؛ واسم أليصابات يعنى «الله يفى بوعده»؛ واسم يوحنا يعنى «الله يتحنّن» هذه الأسماء تشير إلى قصد الله العظيم فى ميلاد المسيح فالله تحنّن على شعبه، وتذكّرهم وافتقدهم، ووفى بوعده لهم بإرسال المسيح إلى عالمنا. 
واستشهد بما جاء بإنجيل لوقا (١: ٥٧-٦٦ ) أنه فى اليوم الثامن، لولادة الطفل يوحنا المعمدان. وهو يوم الختان وتسمية المولود الجديد، حصل جدل بين أهل يوحنا والأقارب والجيران، إذ أرادوا أن يسمّوه باسم أبيه زكريا، بحسب العادة اليهودية. لكن أليصابات ومن ثم زكريا، الذى كتب اسم ابنه يوحنا على لوح، كونه لم يكن قادرًا على الكلام، قد أصرا على تسميته يوحنا كما قال الملاك، إنفاذًا للقصد الإلهى وهكذا تثبّت اسم يوحنا.
وتابع: «كما سمّى الله اسم يوحنا من خلال الملاك، أيضًا سمّى الله من خلال الملاك، اسمى «عمانوئيل، ويسوع» لطفل المذود وهذان الاسمان يلخّصان الهدف الأساسى من ولادة المسيح فى عالمنا. يقول البشير متى، «هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعو اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا» (متى ١: ٢٢-٢٣).
وأشار إلى أن اسم عمانوئيل يعني، أنه فى الميلاد أتى الله إلينا، ليكون معنا ويرافقنا فى كل ظروف حياتنا ويسد احتياجاتنا ويمنحنا القوة والرجاء والمحبة، وهكذا أيضًا الحال بالنسبة للاسم «يسوع» الذى سماه الملاك جبرائيل عند بشارته لمريم العذراء. «فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم» (متى ١: ٢٢-٢٣). 
أما عن اسم يسوع فقال: «إنه يعنى «يهوه يساعد ويخلص» الناس الذين يأتون إليه بالتوبة عن خطاياهم. فاسم يسوع يلخّص كامل الهدف من مجيء المسيح على الأرض، والذى بدأ فى الولادة وتحقّق بموت المسيح الكفارى على الصليب وقيامته من الأموات؛ حتى أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا والحياة الأبدية. وأشار إلى ما ورد بإنجيل متى، وذكر اسم يسوع ٨٠ مرة، لأن هذا الاسم يتضمن قوة روحية، فاسم يسوع يعنى شخص يسوع المسيح، بكل أبعاده وقوته وعمله من أجل الإنسان. 
وتابع: «إن الرسول بولس تغنى باسم يسوع، فى رسالته إلى فيلبى»، الأصحاح الثاني، مؤكدا أن اسم يسوع، هو أعظم من أى اسم آخر أعطى على الإطلاق فى السماء والأرض، فقال: «لذلك رفّعه الله وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الأب (فيلبى ٢: ٩-١١). فلنأت إلى يسوع كل منا بالاسم، ونحقّق معنى اسمه فى حياتنا بالتوبة، لنختبر غفران خطايانا، وهكذا نشترك مع باقى المؤمنين، فنجثو ونسجد لاسم يسوع، ونعترف بألسنتنا أن يسوع المسيح هو رب المجد».
قال الشيخ أحمد صابر، أحد شيوخ الأزهر، إنه مسيح البناء بين الأرض والسماء، سلامًا لكل العالم فى عيد ميلاد راعى الحب والسلام حبيب العالم أجمع، المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، صاحب المعجزات من رب الأرض والسموات، المسيح إذا ذكر اسمه مقرونا برسالة ونسبه ومعجزاته وميلاده وحياته وصعوده حيا إلى السماء وعودته، شرفت الألسنة بذكر اسمه.