الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكايات إبراهيم أصلان العابرة

إبراهيم أصلان
إبراهيم أصلان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إن تلك الحكايات الصغيرة العابرة التي نتبادلها طيلة الوقت في كل مكان هي ما يجمع بيننا، وما يُبقينا على قيد الحياة"..
ابتكر الروائي الراحل إبراهيم أصلان لغة جديدة في كتاباته الروائية تمزج بين العامية الفصيحة والشعبية، واختار أبطال رواياته من قلب الواقع، خرجت منها العديد من الأعمال القصصية مثل "بحيرة المساء، يوسف والرداء، شيء من هذا القبيل، حكايات من فضل الله عثمان، حجرتان وصالة"، وكذلك روايتي "مالك الحزين"، و"عصافير النيل"، وكتب في السيرة "خلوة الغلبان.
جاء السرد لدى أصلان مُتسمًا بالتكثيف والإيجاز والاقتصاد في لغة الوصف، مع الدقة في التراكيب، فجعل الأحداث بديلًا عن جمل الوصف، والانفعالات بديلًا عن وصفها، ما أكسب الرواية عند أصلان طابعًا اختزاليًا، يجعلها كأنها مجموعة من المشاهد القصيرة المتتابعة في الزمن، وإن غلب عليها مكان واحد وزاوية رؤية واحدة، ما أرجعه البعض إلى عمله السابق في هيئة البريد - وكأنه استعمل لغة تلغرافية بسيطة تقترب أحيانًا لفرط اختزالها من التعبير الشعري؛ كما تميزت كتاباته بالمحلية الشديدة، حيث استمد شخوصه ببراعة تامة من "الكيت كات" التي رسم بكتاباته أزقته وحواريه.
ولا يكاد الجمهور العادي يتذكر اسم أصلان إلا وجال بذهنه "الشيخ حسني"، الشخصية التي جسّدها ببراعة الفنان محمود عبد العزيز، وخرجت من رحم الكيت كات منطقة أصلان الأثيرة في فيلم يحمل الاسم نفسه عن راويته الأولى "مالك الحزين"، لتظل في ذاكرة الجميع الشيخ الكفيف الذي حضر واجب عزاء أحد جيرانه، ومع إغفال إغلاق مكبر الصوت عقب انتهاء تلاوة القرآن يبدأ في سرد فضائح أهالي المنطقة ليسمعها الجميع؛ أما رواية "عصافير النيل" التي تحولت بدورها إلى فيلم قام ببطولته فتحي عبد الوهاب"، فجسّدت صراعات العادات والتقاليد التي تربّى عليها البطل في الريف وبين أهالي الحي الشعبي الذي جاء ليسكن فيه، ليقع في حب امرأة جمع بينهما في النهاية المرض ذاته.