الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اليمن.. حروب قبلية تهدد البلد البائس.. "داعش" ينفذ استراتيجية "الإنهاك وإدارة التوحش والتمكين"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الشهور الأخيرة، بخاصة بعد عملية اغتيال الحوثيين للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، أحد أبرز الأطراف الفاعلة فى اليمن، تغير شكل الصراع اليمنى كثيرًا، ودخل مرحلة جديدة من المتوقع أن تتسبب فى تبديل مساره خلال عام ٢٠١٨، الذى ربما يشهد اليمن فيه تصعيدًا أكثر خطورة، يؤدى إلى مزيد من التفرقة والتجزئة، وهذا إن حدث سيكون بفضل تحول النزاع السياسى الإيديولوجى إلى نزاع قبلي، تنتج عنه حروب قبلية تحت مسميات الثأر والعصبية.
فضلًا عما سبق سنرى محاولات أكثر لطهران، للانخراط فى النزاع اليمنى الذى سيكون متفجرًا للغاية، إن لم يتم التوصل إلى حل ممكن يضع نهاية لهذا النزاع الذى قد يطول حتى نهاية عام ٢٠١٨ على الأقل، هذا رغم بداية الشرعية فى اليمن بفرض سلطتها على ثلاثة أرباع البلاد، ليبقى حسم المعركة على مدينتى صنعاء وميناء الحديدة، وفى حال تحريرهما ستتغير خريطة الصراع بشكل جذري، قياسًا على الوضع الحالى لأفغانستان، التى حصرت تواجد طالبان فى المناطق الجبلية.
وفيما يخص تنظيمى «القاعدة» و«داعش» داخل الأراضى اليمنية، لا يجوز الفصل بينهما فى الخطوط العريضة كثيرًا نظرًا لخصوصية الملف اليمني، فهما على كل حال لهما مصير متشابه على هذه الأرض، رغم فشل تنظيم «داعش» الوليد فى اليمن، فى إظهار نفسه بنفس قوة «القاعدة»، مقارنة بتنظيم «داعش» المركزى فى الشام والعراق.
ومن المنتظر فى الشهور القليلة القادمة، رفع وتيرة الضغط من قبل تحالف دعم الشرعية، مما سيؤدى إلى تقوقع إرهابيى «داعش» و«القاعدة» داخل نطاقات أقل مساحة وتأثيرًا، فالتنظيمان سيخسران يوميًا المزيد من الأرض والموالين وعناصر القيادة، بفضل نجاح التحالف العربى فى قطع الطريق عليهما فى أغلب مناطقه التقليدية شمال وجنوب ووسط اليمن.
ومع نهاية العام ٢٠١٧، عاش التنظيمان مرحلة هى الأسوأ، والأكثر ضعفًا؛ حيث فقد تنظيم القاعدة أهم عناصره التى كان يعتمد عليها ميدانيًا وإعلاميًا، وفر إلى مخابئه القديمة فى الكهوف والجبال وشعاب الأودية، فيما أصبح تنظيم داعش أضعف من أن يكون له تهديدات خارجية، وبالتالى سيمر التنظيمان فى ٢٠١٨ بمرحلة هى الأصعب، نظرًا لتلقيهما هزائم ضخمة أثرت فى كيانهما ووجودهما، وكذلك أفقدتهما القدرة على الاستقطاب والتمدد.
ولأن «داعش اليمن» لم يحظ بقبول داخل الأوساط اليمنية مقارنة بتنظيم القاعدة، لكونه أكثر تشددًا مع المخالفين لأفكاره، فضلًا عن ما يدور من شبهات حول ارتباطاته بأجهزة وقوى مشبوهة، فلم يجد الحاضنة الشعبية التى تُشجعه على إعلان نفسه رسميًّا، وغالبًا لن يجد فى اليمن قاعدة لبسط نفوذه وتمكنه من التحكم والسيطرة كما يطمح.
وبالتالى مستقبل «داعش» فى اليمن، قد يكون معدومًا، ولن يخرج عن مستوى محاولات «إثبات الوجود» التى سيقوم بها عبر تنفيذ هجمات غير مؤثرة، وهذا يأتى رغم احتضان عدة محافظات يمنية كالعاصمة صنعاء شمالًا، والبيضاء بوسط اليمن، وحضرموت جنوبًا، قلة من عناصر «داعش» الأجنبية، والعربية، ممن يسكنون فى أماكن تسمى «المأوى»، يتخذون منها منطلقًا لنشر الفكر المتطرف، وإعداد مقاتليهم، والتجهيز لعملياتهم، والشواهد تقول إنهم لن يستطيعوا إحداث تغيير ملحوظ سواء فى واقع التنظيم السيئ، أو على مستوى خريطة الصراع على أرض اليمن.
من المؤكد أن خريطة التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة فى الإقليم- حيث المنبع الرئيسى لكل هؤلاء- ستشهد تطورات وتغييرات عدة، كنتيجة واقعية وضرورية، بعد انحسار وتقزم قدرات تنظيم البغدادي، وهو ما سيعود حتمًا على دور وتأثير أغلب التنظيمات الفاعلة والنشطة، فى الشرق الأوسط وأفريقيا، مثل: «القاعدة» فروعها وأتباعها، و«داعش» بفروعه، و«هيئة تحرير الشام»، و«بوكو حرام»، و«جند الخلافة»، وغيرها.
وعن ذلك توجد أسباب أخرى كفيلة بتغيير خريطة وشكل التنظيمات المتطرفة، من ضمنها الطبيعة الجغرافية والسكانية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بمناطق تمركزها، نظرًا لاعتماد المتطرفين على استغلال الأوضاع الاقتصادية، الضعيفة، والتركيبة الاجتماعية الهشة، لاستقطاب عناصر جديدة.. وبالتوقف عند هذه النقطة، سيحيلنا الأمر إلى تلك الأدبيات التى يعتمدها تنظيم داعش، كمفهوم إدارة الفوضى المتوحشة، المنقسمة إلى ٣ مراحل، ألا وهي: (الإنهاك، وإدارة التوحش، والتمكين).
وترتبط عوامل التحول فى البيئة السياسية والأمنية الجارية بالشرق الأوسط، بمسألة الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادي، كعامل مهم فى مدى فاعلية ونشاط هذه التنظيمات، وقياسًا على ذلك بالفترة التى أعقبت ما سمى بـ «الربيع العربي»، أسفرت عن حالة من عدم الاستقرار السياسي، ساعدت بشكل مباشر على توسع وتوحش هذه المجموعات، التى تنطلق من واقع فكرى وعقائدى نظرته تنظيمات إرهابية عابرة للحدود، وهو ما ينطبق بطبيعة الحال على فروع وخلايا «داعش»، فكلما تراجع التنظيم المركزى أثر ذلك فى قدرة باقى الأفرع.
وانطلاقًا من هنا، فمن المتوقع أن تفك بعض الخلايا المرتبطة بالتنظيم المركزى تنظيميًا وعقائديًا، وتندمج مع تنظيمات أخرى، أو تشكل تنظيما مستقلا على غرار تنظيم «هيئة تحرير الشام»- جبهة النصرة سابقًا- الذى أعلن فك الارتباط بتنظيم القاعدة، وإنهاء البيعة لزعيمه أيمن الظواهري، مع الإبقاء على المنطلقات الفكرية للتنظيم الأم.
ومن المرجح أيضًا، لجوء هذه التجمعات إلى حل نفسها على غرار ما حدث بالنسبة لتنظيم «أنصار الشريعة» فى درنة بدولة ليبيا خلال شهر مايو من العام ٢٠١٧، وتنظيم «سرايا الدفاع عن بنغازي»، والذى أعلن عن حل نفسه خلال شهر يونيو ٢٠١٧. 
وفى كل الحالات، من المحتمل ظهور تنظيمات متطرفة جديدة تأخذ الطابع الجغرافى، والاجتماعى بكل دولة على حدة، وهو ما أطلق عليه الخبراء مصطلح «التنظيمات الإرهابية المناطقية»، التى اكتسبت مهارات قتالية من تبعيتها لتنظيم «داعش» من ناحية، ومن فقه القاعدة من ناحية أخرى، وهو ما يطلق عليه «التنظيمات القاعدية الفكر الداعشية التكتيك»، بما يعنى دخول خريطة التنظيمات الإرهابية، مرحلة جديدة من التطور من حيث البنية التنظيمية، والمنطلقات الفكرية، والتكتيكات القتالية.
من المتوقع أن ينشق بعض الخلايا المرتبطة بالتنظيم المركزى تنظيميًا وعقائديًا، وتندمج مع تنظيمات أخرى، أو تشكل تنظيما مستقلا
من المؤكد أن الشهور المقبلة ستجيب بشكل قاطع عن المكان الذى يعيش فيه أو يختبئ فيه، أبو بكر البغدادى وباقى قيادات الصف الأول للتنظيم، ففى الفترة الأخيرة، تناول البعض رواية تفيد بإلقاء قوات أمريكية القبض على أبو بكر البغدادى مؤسس تنظيم «داعش» الإرهابي، وهى الرواية التى ساهم فى تضخيمها ممثل البنتاجون «أدريان رانكين»، عندما رفض التعليق عليها عندما تلقى سؤالًا بشأن احتجازه داخل قاعدة «رميلان» التابعة للولايات المتحدة بمحافظة الحسكة شمال سوريا.
وهى الرواية التى زعمتها مصادر سورية، وأضافت، أن عملية القبض عليه تمت وبرفقته ٧ من قيادات «داعش»، بينهم عراقى والآخرون أجانب، وفى وقت سابق صرح المتحدث الرسمى لوزارة الدفاع العراقية، يحيى رسول- استنادًا إلى تقرير للمخابرات العراقية- أن زعيم تنظيم «داعش»، لا يزال على قيد الحياة ويختبئ بالقرب من الحدود العراقية السورية، وإضافة إلى ذلك صرحت قيادات بالحشد الشعبى العراقى أن البغدادى محتجز لدى القوات الأمريكية.
وعلى مدار السنوات السابقة أثير حول «البغدادي» العديد من التساؤلات حول مكان اختبائه، فمنذ ظهوره الأول، فى تسجيل مصور بالجامع الكبير فى مدينة الموصل العراقية، الجمعة ٤ يوليو ٢٠١٤، لم يعلم أحد مكانه.
وقد ظهرت العديد من السيناريوهات المحتملة، عن المكان الذى يحيا فيه؛ فإن لم يكن فى قبضة الأمريكان؛ فإنه على الأرجح يتواجد إما فى «جبال حمرين» بمحافظة ديالى، التى تتمتع بطبيعة جبلية وعرة، أو فى منطقة الحدود (السورية- العراقية)، وهى المنطقة التى يسميها التنظيم «ولاية الفرات»، أو بمدينة البوكمال شرق سوريا، بحسب ما تناقله البعض عن رؤيتهم لاثنين من مساعديه فيها.
كما ظهرت أيضًا على السطح روايات عدة، تحدثت عن احتمالية هروبه إلى تركيا، وأخرى أشارت إلى إمكانية وجوده فى ليبيا، استنادًا إلى واقعة العثور على رسائل له فى الجنوب الليبي، وذكرت صحيفة إنجليزية فى وقت سابق إن البغدادى فر إلى مدينة سرت فى ليبيا عقب نجاته من غارة جوية فى العراق، واختفاء الرجل الأول فى التنظيم بأى حال سواء تم قتله أو القبض عليه أو اختبائه؛ فإن فشل التنظيم مؤخرًا يعنى أنه لم يعد لديه دور خلال العام ٢٠١٨، وإن بات له دور، سيكون بتأثير أقل من ذى قبل.
وبحسب آخر المستجدات، فمن المتوقع بالنسبة للقيادة المركزية لـ «داعش»، وعلى رأسها البغدادي، أنها ستعمل على إعادة تشكيل التنظيم من جديد داخل إحدى ولاياته، فى إطار سيناريو محتمل من ناحية، أو قد تتبنى سياسة اللامركزية، بالسماح لكل فرع يعمل تحت لافتة التنظيم وحلم الخلافة، دون الالتزام بالقواعد الرئيسية للتنظيم المركزي، وفى كلتا الحالتين يجدر بنا التأكيد من جديد على استمرار بقاء إرهاب «داعش» على قدر أوضاعه الجديدة.
وبالنظر فى الهيكل التنظيمى العام لـ «داعش» يتبين أولًا أن النخبة القيادية للتنظيم هى تقريبًا عراقية بالكامل، بما فيها رءوس الفروع فى كل من سوريا وليبيا وشمال سيناء، بما يجعله تنظيمًا عراقيًا، أكثر منه تنظيمًا دوليًا.
وثانيًا، بالعودة إلى تاريخ تشكيل هيكل القيادة المركزية أواخر عام ٢٠١٠، مع تولى أبو بكر البغدادى القيادة، ظهر أنه رحب بانخراط عدد من رجال الأمن العراقى ممن كانوا خارج الخدمة أو من تركوها فيما بعد، لرفع كفاءة قدرات التنظيم العسكرية، رغم عدم اعتقادهم بالفكر الدينى للتنظيم، وانضمامهم كان للثأر من النظام العراقى الحاكم، ومحاولة استعادة هيمنة السنة على النظام السياسي، وهى العناصر التى تعتبر العمود الفقرى للتنظيم، ويستبعد تخليهم عن بلدهم العراق. وهذان الأمران يشيران مبدئيًا إلى أن المستقبل قد يحمل تغييرات جذرية فى البنية الإدارية للتنظيم المركزي، إذا أراد أو استطاع الحفاظ على وجوده.
«الخلافة المزعومة».. حلم ينتهى وإرهاب يتمدد
الدوحة تشترى الغرب بالصفقات العسكرية وتوقعات باستمرار المقاطعة العربية
وبالنظر إلى أسباب استمرار بقاء التنظيم واستمرار إرهابه خلال العام ٢٠١٨، تبين أن التنظيم قد يستغل الانتصارات التى حققها، فى تصديرها لعناصر التنظيم نفسه والتنظيمات الموالية له، كمصدر للفخر والإلهام، وسيركز فى دعاياته المستقبلية على استعادة أمجاد «داعش» السابقة وإمكانية العودة، من خلال نشاطاته فى المجال الافتراضى وعبر صفحات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى التى لا يتطلب استخدامها موارد مالية تذكر.
وكما تقول النظريات، إن هزيمة التنظيمات المسلحة أو المتمردة أو الإرهابية ذات الطابع الدينى أو الإيديولوجي، قليلًا ما تنتهى بانهيار التنظيم أو اختفائه نهائيًا؛ لأنها تمتلك القدرة على تجاوز الهزائم والخسائر، والبدء من جديد، بهيكل وتنظيم مختلف، أو بالعودة إلى المربع الأول.
وفيما يخص مسائل التمويل، من المؤكد أن الوضع الجديد للتنظيم تسبب فى انخفاض وتراجع موارده المالية والاقتصادية، وفى الوقت نفسه لديه القدرة على توفير الأموال عبر عدة طرق منها وسائل الابتزاز، والتهريب، والإتاوات، والفدية، وهى الأساليب التى ستوفر ما يحتاجه التنظيم لتحقيق هجماته التى ستكون أقل وأخف وطأة، وكذلك الهجمات الانتحارية، ووضع كمائن، وتنفيذ عمليات اغتيال وقنص.
فيما يخص الأزمة الخليجية، من المرجح أن العام المرتقب لن يشهد اختراقًا فى ملف الأزمة مع قطر، خاصة أن كل الأطراف غير مستعدة لتقديم تنازلات خلال العام المقبل، فالقيادة القطرية مستمرة فى التحدي، فهى تعتمد على تركيا وإيران لمحاولة التعاون، كما أن استراتيجية قطر أصبحت واضحة، فهى تعتمد على الاستثمار فى الدبلوماسية وبالصفقات العسكرية والمالية مع الدول الغربية.
لذا، نجد أنه منذ بداية الأزمة الخليجية، كان التساؤل الرئيسى يتمثل فى: هل تريد قطر أن تخرج من حاضنتها الاجتماعية والثقافية؟ وهو ما ظهرت إجابته فى تحركات قطر بالمضى والاعتماد على قوى إقليمية غير عربية وقوى غربية، كما أن احتمالية انفراج الأزمة القطرية الخليجية فى ظل التصرفات الحالية ضئيل للغاية وقد يتراوح ما بين ٣٠٪ و٤٠٪.
«الذئاب المنفردة» والقتل دهسًا أسلحة «الإرهاب» فى الغرب 
ربما يتوقع البعض أن أوروبا قد تتأثر كثيرًا بخروج بريطانيا من «البريكس»، خلال العام ٢٠١٨، ولكن المفاجأة تكمن فى أن القارة العجوز، ستتأثر أكثر بالإرهاب والتطرف الدينى بشكل أكبر من كل الأزمات الأخرى، وهذا يعود بالضرورة إلى خطورة ظاهرة «الإرهاب العابر للحدود»، فقد شكلت موجة الهجمات الإرهابية وعمليات «الذئاب المنفردة»، وهجرة الشباب الأوروبيين والتحاقهم بالتنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا، أزمات أمنية ساعدت فى إدراك هذه الدول لأهمية التعاون ومشاركة المعلومات.
وبالتالى من التوقع أن تشهد أوروبا فترة من الهدوء النسبى العام ٢٠١٨، لكن يمكن للأعداد القليلة نوعًا ما- مقارنة بأعداد المهاجرين- عادوا من ساحات القتال، أن يشكلوا قنبلة موقوتة فى قلب أوروبا، ويأتى هذا فى ظلال انتشار ظاهرة الشعبوية والقومية المتطرفة، والإسلاموفوبيا فى الكثير من أوروبا الغربية فى النمسا، وألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وهى إشكالية قد تزيد مع الوقت، نظرًا لكون هذه الجماعات لها ارتباطات عالمية مع مثيلاتها فى أمريكا، بما يجعلها فى ازدياد أكثر عام ٢٠١٨، ليصبح من المحتمل أيضًا وقوع هجمات إرهابية داخل الأراضى الأمريكية. 
وعند الحديث عن مستقبل التنظيمات المسلحة بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا، فيجب التطرق إلى استراتيجيات وأساليب الإرهابيين فى الغرب، وتأتى ظاهرة إرهاب «الذئاب المنفردة» فى المقدمة، فبعد أن كانت قبل عقد من الزمان فقط مجرد «اتجاه فرعي» فى ظاهرة الإرهاب العالمى بشكل عام، ومن الأدلة على ذلك أنه منذ عام ٢٠٠٦ حتى ٢٠١٦، نتج ٩٨٪ من قتلى العمليات الإرهابية فى الولايات المتحدة الأمريكية عن عمليات نفذها «الذئاب المنفردة»، وأدت إلى مقتل (١٥٦) شخصًا.
وهو ما ينطبق أيضًا على استراتيجية «الخيل المسمومة»، والمقصود بها القتل دهسًا، التى يلجأ إليها التنظيم لزعزعة استقرار الغرب، واتجه اهتمام التنظيم لتنشيط ذئابه المنفردة وخلاياه النائمة فى أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية تهدد الأمن، وتحدث دويًا إعلاميًا، وتجنيد مزيد من الشباب الذى لديه حماسة للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة، وانتقامًا من الدول المشاركة فى التحالف الدولى ضد الإرهاب.
واعتاد التنظيم الإرهابى اللجوء إلى هذه الطريقة غير المكلفة التى لا تثير فى العادة حفيظة قوات الأمن، ولا تتطلب إلا مركبات فقط، تقاد بسرعة كبيرة للانقضاض على الهدف، حتى بات هذا الأسلوب الأكثر مرونة وسهولة فى تنفيذ الأهداف.