الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أسرة شهيد سيناء: "محمود" وهب حياته دفاعًا عن تراب الوطن.. والده: "ابني ما يغلاش على مصر".. وشقيقته: وعد والديه بالحج قبل رحيله

 محررة البوابة نيوز
محررة "البوابة نيوز" مع والد الشهيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ويتوالى سقوط الشهداء على أرض الوطن بيد الإرهاب الغادرة الآثمة، آخر هؤلاء الشهداء الذين لقوا وجه ربهم، فرحين مستبشرين بالدخول إلى جنات عرضها السماوات والأرض، هو النقيب «محمود عبدالعظيم أبوطالب» خبير إدارة المفرقعات بمديرية أمن شمال سيناء، والذى استشهد عقب تعرضه لانفجار عبوة ناسفة، كانت الأجهزة الأمنية قد عثرت عليها، خلال حملة مداهمات لأماكن مشتبه فى وجود عناصر إرهابية بها، فى قرية «أبوالحصيني» بمدينة بئر العبد بشمال سيناء.
البطل الشهيد، الذى ولد فى قرية «كفر فرسيس» التابعة لمدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية، ضرب مثالا رائعا فى البطولة والفداء، على مدار ٦ أعوام، هى سنوات خدمته فى إدارة المفرقعات بمحافظة شمال سيناء، فبالرغم من أنه عايش اسشهاد العديد من رفاقه بأيدى العناصر الإرهابية، لكنه ظل مصمما على تأدية رسالته التى وهب نفسه لها، وهى الدفاع عن قدسية تراب الوطن وتطهيره من الخونة المارقين، حتى استشهد مؤخرا عقب محاولته تفكيك عبوة ناسفة عثرت عليها الأجهزة الأمنية، إلا أنه تبين وجود «شرك خداعي» بها انفجر فى البطل الشهيد ليلقى وجه ربه.
«البوابة» توجهت إلى قرية «كفر فرسيس» حيث التقت أسرة البطل الشهيد ومنهم والده والذى بدأ كلماته قائلا: «ماحدش يقولى محمود مات.. محمود عايش فى الجنة ويضيف قائلا «كان سندى.. وسندى راح.. بس ميغلاش على مصر» مستطردا إنه منذ عمل محمود بإدارة المفرقعات بشمال بسيناء، منذ ٦ سنوات وهو كان يردد دائمًا «إما أحنا أو الإرهاب».
ويدخل الأب المكلوم فى نوبة بكاء متواصل وهو يقول: «أيادى الإرهاب الآثمة يتمت ٤ أطفال أبناء محمود وحرمتهم حنان والدهم الشهيد، لافتا إلى أن الشهيد ترك خلفه ٤ أطفال هم: «فاطمة بالصف الأول الثانوي، عبدالعظيم بالصف الثالث الإعدادي، غازى بالصف الثانى الإعدادي، وأصغرهم طفل رضيع لم يتجاوز ربيعه الأول».
ويستعيد الأب حديثه الأخير مع نجله قبل استشهاده، قائلا: «كثيرًا ما كنت أشعر بغصة فى قلبى خوفًا من أن يأتى ذلك اليوم وأشعر بما أنا فيه الآن، وحينما أقوم بسؤاله عن ما يجرى فى سيناء كان رده «اطمئن ابنك راجل»
ويواصل قائلا: «فى آخر زيارة له وكانت قبل شهر، لم يقض منها سوى يومين حيث اتصل به قائده طالبا منه العودة، لانهم عثروا على ١٠عبوات ناسفة موجودة فى براميل هناك، فعاد محمود إلى وحدته، وتوجه إلى المكان الذى تم العثور فيه على العبوات الناسفة، وبالفعل تمكن من إبطال مفعولها وعاد لاستكمال إجازته، وبعدها توجه إلى عمله فى شمال سيناء ولم يكد يمر ٣ أيام حتى جاءنا خبر استشهاده.
ويختتم الأب كلماته قائلا: «عمرى ما ندمت أن ابنى طلع ظابط ورسالته هى الدفاع عن بلده.. وهاربى أولاده وأطلعهم ظباط زى أبوهم علشان يستكملوا مسيرته ويجيبوا حقه من الإرهابيين».
روح العزم والتصميم تلك تبدت أيضا فى كلمات شقيق الشهيد الأصغر ويدعى محمد أبو طالب قائلا: «وصلنى خبر استشهاد شقيقى وأنا فى عملي، إذ فوجئت بمكالمة تليفونية من قائده يخبرنى فيها باستشهاده، تذكرت وقتها يوم انتهاء إجازته وعودته إلى سيناء، وكانت آخر مرة أودعه فيها أما أمه فكانت تبكى وكأن قلبها كان يسشعر ماحدث بعد ذلك.
أما شقيقة البطل الشهيد وهى أمينة أبو طالب فتقول وهى تبكى: «آخر كلمات شقيقى كانت لو مت أوعوا تنسونى «مضيفة أنه كان قد وعد والديه بالحج إلى بيت الله الحرام قبل رحيله والغريب أنه قبل رحيله لسيناء ودع أطفاله الـ٤ خاصة نجله الرضيع «يزيد» قائلًا «هتبقى تيجى تزورنى مش كده ؟!» وكأنه كان يشعر أن هذا هو اللقاء الأخير، منهية حديثها قائلة: «شقيقى كان يحب بلده وشغله، وأنا فخورة باستشهاده».
«عمرى ما ندمت أن ابنى طلع ظابط ورسالته هى الدفاع عن بلده.. وهاربى أولاده وأطلعهم ظباط زى أبوهم علشان يستكملوا مسيرته ويجيبوا حقه من الإرهابيين»