الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فلسطين: العالم في انتظار مخطط السلام الأمريكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد قرار دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ينتظر الجميع معرفة مضمون مخطط السلام الأمريكي، الذى يفترض أن يرافق هذا القرار، الذى يتنافى والقانون الدولي، وأثار غضب العالم العربى المسلم.
لقد قام صهر ترامب، جارد كوشنير، والذى يولى أهمية كبيرة بشئون الشرق الأوسط، بزيارات عديدة إلى الرياض وتل أبيب. ومن جهته، قام رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بزيارتين إلى المملكة العربية السعودية، لمحاولة الاستفسار أكثر عن مخطط السلام الأمريكى المزعوم.
لكن الزعيم الفلسطيني، يلتزم الصمت كلما سأل حول ما يحاك فى الكواليس، ومن المحتمل أن السبب فى ذلك هو أن ما يخطط حاليا حول مصير القضية الفلسطينية لا ينبئ بأخبار سارة. ووفق أخبار سربتها صحيفة نيويورك تايمز، فإنه لن يكون أمام الفلسطينيين خيار آخر سوى الرضوخ للأفكار الأمريكية السعودية التى يتم التخطيط لها. هل ستحمل هذه المقترحات السلام المشهود بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذى لا بد أن يمر بمرحلة بناء دولة فلسطين معترف بها مع إعلان القدس الشرقية عاصمة لها، قرب إسرائيل تعيش على حدود آمنة وعاصمتها القدس الغربية؟ يجب فعلا الشك فى ذلك.
لم تكن الحكومة الإسرائيلية فى تاريخها أكثر توجها لليمين مثل اليوم. كيف يمكن لها إذن أن توقع على اتفاقية سلام تسمح بإعلان دولة فلسطين؟ حين نسمع لتصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين، نفهم جيدا، أن المعطيات تغيرت كليا فى الدولة العبرية. 
بعض المسئولين الإسرائيليين، يتجاهلون تماما الأمر الواقع ويرفضون حتى الحديث عن احتلال الأراضى الفلسطينية. ويشجعهم فى ذلك سفير الو.م.أ دافيد فريدمان، الذى طلب من إدارته بواشنطن عدم استعمال مصطلح «احتلال» من الآن فصاعدا.
يا له من ترد للأوضاع، بعد ثلاث وعشرين سنة على توقيع اتقاقيات أوسلو بين إسحاق رابين وياسر عرفات!
ومع ذلك لا يوجد ما يثير العجب، منذ ٢٠٠٥ مع الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة، لم تقم الدولة العبرية بأى تنازل للأراضى للفلسطينيين. وعملية السلام ماتت. تتظاهر الدولة العبرية منذ زمن طويل، بالرغبة فى مواصلة المحادثات. ويؤكد دبلوماسى فرنسى عمل طويلا فى القدس إسرائيل مهتمة بالمخطط لكن ليس بالسلام». لم يعد للخطابات أهمية اليوم. ولن يكون هناك تقسيم «الأرض مقابل السلام» على المدى القصير، المبدأ الذى يرتكز عليه معاداة أوسلو. وما ستكون ردة فعل الفلسطينيين؟ لقد فهم محمود عباس وأصدقاؤه درس فشل الانتفاضة الثانية التى أطلقت فى ٢٠٠٠. وهذه المرة، لا مجال لتسليح الثورة التى تتأجج فى الضفة الغربية والقدس الشرقية.
لكن كيف يمكن الرد على الاستفزازات الإسرائيلية الأمريكية؟ لا يمكن للرد إلا أن يكون دبلوماسيا. وفى الوقت الراهن، يجب أن ننتظر الكشف عن مخطط السلام الأمريكي. ومحمود عباس حذر من أن الفلسطينيين سيرفضون أى وساطة أمريكية فى المستقبل. هل يمكن حينها للعديد من الوسطاء أن يحلوا محل الو.م.أ؟ بالنسبة لإسرائيل الأمر مرفوض تماما. أوروبا التى تعانى من انقسامات عديدة، تبدى شيئا من الرغبة فى ذلك، كمثال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى يحاول بكل جهده المشاركة فى حل الصراع. أما روسيا، العائدة من الشرق الأوسط، هى كذلك لا تتمتع بالإمكانيات الكافية لذلك. المهم، حتى لو أن الظرف مستعجل، وإن لم يتم وضع سياسة معينة، فإن سياسة الانتظار ستحل مرة أخرى كقاعدة فى العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.