الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. خبير آثار يرصد كنيسة القيامة بين التخريب عناية المسلمين

كنيسة القيامة
كنيسة القيامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء، أن كنيسة القيامة اشتهرت في التاريخ الإسلامي بأنها الكنيسة التي رفض الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يصلي بصحنها حتى لا يطمع فيها أحد من المسلمين من بعده واكتفى بالصلاة على الدرجة التي على باب كنيسة قسطنطين.
ويشير الدكتور ريحان في تصريح خاص لــ"البوابة نيوز"، إلى أن القدس ارتبطت بالمسيحية، حيث ولد السيد المسيح على أرضها المقدسة ببيت لحم وشهدت حياة السيد المسيح وبعد الاعتراف بالمسيحية في عهد الإمبراطور قسطنطين قامت أمه الملكة هيلانة ببناء كنيسة القيامة بناءً على طلب من أسقف القدس مكاريوس عام 335م، فأصبحت قبلة الناظرين من كل أنحاء العالم المسيحي حتى يومنا هذا وارتبطت القدس بعد ذلك بمسرى النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج وبناء المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة الأسيرين تحت سلطة الاحتلال.
ويعرض الدكتور ريحان لتاريخ الكنيسة وملامحها المعمارية من خلال دراسة أثرية للباحثة سلفانا جورج عطا الله باحثة دكتوراه بمعهد الدراسات والبحوث القبطية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، موضحًا أن الكنيسة على الطراز البيزنطي كما كانت بعصر قسطنطين من خلال تصويرها على قطعة فسيفساء موجودة اليوم في كنيسة سانتا بودنزيانا في روما ربما ترجع الى القرن الرابع الميلادي أو الخامس الميلادي وكذلك قطعة فسيفساء أخرى بمأدبا بشرقي الأردن وقطعة من العاج في متحف ميلانو، وظلت كنيسة القيامة قائمة لمدة 300 عام حتى عام 614م حتى قام الفرس بتخريبها مع باقي كنائس فلسطين ونهب كنوزها وهدم أعمدتها وأسر بطريركها حينئذ والكثير من المسيحيين وكانت تلك من أعظم النكبات التي حلت بكنيسة القيامة في التاريخ.
ويشير من خلال الدراسة، إلى إعمار الكنيسة حيث قام مودستس رئيس دير ثيؤدسيوس بمساعدة بطريرك الإسكندرية البابا يوحنا بمحاولة إعمار الكنيسة وجمع التبرعات لإعادة بناء ما تم تخريبه ولكن ما تمت إعماره لم يكن مثل سابقه من الناحية المعمارية أو التماثل في البناء، وحاول مودستس إضفاء مسحة من الجمال على البناء بما تبقى من آثار البناء البيزنطي واستغرق البناء حوالي 12 عامًا وانتهى على الأرجح عام 629م.
ويوضح الدكتور ريحان أن معظم المؤرخين يؤكدون أن هناك 4 كنائس تم بناؤها في تلك الفترة واحدة في الشرق وهي كنيسة جبل الجلجثة وبازيليكا قسطنطين وفي الجنوب كنيسة القديسة مريم وفي الغرب كنيسة القبر المقدس وبين تلك الكنائس الأربعة ممرات بلا أسقف وتألقت الجدران بالذهب وأرضية الكنائس كانت مزينة برخام ثمين ويحيط بالقبر من الجانب الشرقى 12 عامود أما كنيسة الجلجثة فكانت أكبرهما مساحة وكانت مقسمة إلى ثلاثة أجنحة.
ويتابع بأن قباب الكنيسة من أجمل القباب بالكنائس قبة كنيسة القيامة لما فيها من إبداع معماري وفي منتصف القبة من أعلى شكل الشمس التي تنشر أشعتها الذهبية أما القبة الثانية الموجودة في الشرق تحتوي في منتصفها على رسم للسيد المسيح داخل دائرتين باللونين الأحمر والأزرق ويحمل السيد المسيح بيديه اليمنى الكتاب المقدس ويشير بيده الأخرى بالبركة ويحيط به التلاميذ والسيدة العذراء والملائكة وتميزت كنيسة القيامة بالكثير من الفسيفساء ذات الموضوعات المختلفة التي امتزجت فيها التأثيرات الفنية البيزنطية واليونانية والسريانية لتخرج وكأنها صورة حية للأحداث كذلك توجد الكثير من التماثيل للسيدة العذراء والقناديل الأثرية.
وينوه الدكتور ريحان إلى أنه بعد دخول المسلمين القدس عام 637م حظيت الكنيسة بالرعاية حيث قام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالإبقاء على مباني الكنيسة وإعطاء الحرية للمسيحيين وأعطى لبطريرك الكنيسة صك العهد المعروف بالعهدة العمرية.