الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بركان الغضب.. صحف غربية وإسرائيلية ترحب بانتفاضة الإيرانيين.. الجارديان: أكبر تحد للرئيس روحاني منذ 2009.. المتظاهرون يكسبون أرضًا جديدة.. ومدن صغرى تنضم لـ"الثورة"

التظاهرات فى أنحاء
التظاهرات فى أنحاء إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتبرت الصحف الغربية والإسرائيلية الاحتجاجات التى تشهدها إيران بمثابة اختبار للرئيس «حسن روحاني» الذى وصل لسدة الحكم بفضل وعوده الاقتصادية، متسائلة هل يتمكن من التوصل لحل سلمى لهذه الاضطرابات أم سيلجأ للقمع مثل ٢٠٠٩.
وانتشرت التظاهرات فى أنحاء إيران احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية، قتل خلالها متظاهرون، وأوقف العشرات، ووقعت هجمات على مبان عامة؛ وهى أكبر تظاهرات منذ الاحتجاجات على إعادة انتخاب الرئيس السابق المحافظ المتشدد محمود أحمدى نجاد عام ٢٠٠٩ والتى قابلتها السلطات بحملة قمع شديدة.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية: إن الاحتجاجات التى تشهدها إيران حاليا، بمثابة أكبر تحد سياسى داخلي، يواجه قادتها منذ القمع الدموى للاحتجاجات «الانتفاضة الخضراء» المطالبة بالإصلاحات عام ٢٠٠٩.
وتابعت، أن هناك بالفعل حالة من الإحباط العميق لدى الشعب الإيرانى نتيجة للعقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران، والتى جعلت معظم البنوك العالمية حذرة من التعاملات المالية مع طهران، مشيرة إلى أنه رغم إبرام الاتفاق النووى بين القوى العظمى الدولية وإيران فى ٢٠١٥ وما تبعه من رفع العقوبات الدولية حتى تتمكن من بيع النفط مرة أخرى فى الأسواق الدولية إلا أن طهران لا تزال تكافح من أجل إطلاق العنان للنمو الاقتصادى الذى كان يأمل الرئيس الإيرانى حسن روحانى ومؤيدوه فى تحقيقه.
وتساءلت الصحيفة إذا ما كان روحانى سيتمكن من التوصل إلى حل سلمى لهذه الاضطرابات أم سيلجأ إلى القمع كما فعل الرئيس أحمدى نجاد فى ٢٠٠٩.
وفى مقال بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قال الكاتب الإيرانى «مزيار باهار»: إن تجمع مئات الأشخاص فى مدينة مشهد الإيرانية، الخميس الماضي، للتظاهر ضد السياسات الاقتصادية التى اتبعتها الحكومة الإيرانية، وحدثت تلك المظاهرات فى المدينة التى تعتبر مكانًا مقدسًا بالنسبة لـ٢٥٠ مليون مسلم شيعى حول العالم.
وسلطت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية فى تحليل الخبير بالشئون الإيرانية «أنشيل بفايفر» الضوء على الاحتجاجات التى تشهدها إيران، وألقت باللوم على ما وصفته بسياسة طهران فى تبديد مليارات الدولارات على حروبها الوهمية بالشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة «يبدو أن الجدل الدائر وراء الأبواب المغلقة فى طهران قد انسكب فى الشوارع»، مضيفة «الشعب الإيرانى طرح تساؤلات حول كيف سيكون حال الاقتصاد إذا أنفقت الحكومة الإيرانية تلك الأموال فى الداخل».
طهران: اعتقال 370 مثير شغب.. وثوار: العدد أكبر.. ابن رضا بهلوى: النظام غير قابل للإصلاح 
تحدى متظاهرون إيرانيون أمس الاثنين، تحذيرات طهران باستخدام القوة لوقف احتجاجاتهم، وتجاهلوا طلب الرئيس حسن روحانى بالتهدئة، اخرجوا فى مظاهرات حاشدة صباح أمس، بل واتسعت مساحة الغضب لتشمل مدنًا صغيرة للمرة الأولى من الاحتجاجات.
وأعلنت السلطات الإيرانية اعتقال أكثر من ٣٧٠ شخصًا خلال الأيام الأربعة الماضية، فى حين يقول ناشطون: إن عدد المعتقلين يفوق ما أعلنه النظام رسميًا.
وحذر الرئيس الإيرانى أمس الاثنين، من أن الشعب «سيرد على مثيرى الاضطرابات ومخالفى القانون» الذين يتظاهرون منذ أيام فى أنحاء إيران.
وقال روحانى فى تصريح على موقعه الإلكترونى الرسمى «إن أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التى تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها».
وأضاف «أن الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدًا، والشعب سيرد بنفسه على مثيرى الاضطرابات ومخالفى القانون».
لكن روحانى قال، الأحد الماضى، إن الأجهزة الحكومية ينبغى أن تؤمن لمواطنيها «مساحة للنقد»، محذرًا فى الوقت نفسه المتظاهرين من أى أعمال عنف.
وانطلقت أولى المسيرات الاحتجاجية لانتفاضة إيران المستمرة من مدينة يزد جنوب إيران، ذات الأغلبية الفارسية، وقبل موعدها المقرر بساعة، حيث بدأ المتظاهرون بهتاف «الموت للديكتاتور»، بحسب مقطع نشرته صفحات وحساب وقنوات تغطى الاحتجاجات، منها صفحة «شهرونديار» عبر موقع «فيسبوك».
كما خرج أهالى طهران حيث كان مقررًا أن تخرج مظاهرات موحدة مع سائر المحافظات الإيرانية وهتف المحتجون: «الموت للديكتاتور»، لكن الشرطة أطلقت على المحتجين الغاز المسيل للدموع.
واستمرت المظاهرات مساء أمس الأول، ليلًا فى عشرات المدن حيث امتدت من العاصمة طهران إلى شمال غرب البلاد فى أرومية وزنجان وخوى إلى بلوشستان، وشرقًا بمدن زاهدان وتشابهار، وشمالًا إلى رشت، وجنوبًا إلى شيراز وكرمان والأهواز وغربًا فى كردستان وكرمنشاه.
وفى وسط طهران نشرت صور ومقاطع عن تجمعات واشتباكات مع الأمن بعد توجه المتظاهرين نحو بيت المرشد، وكذلك صدامات فى أصفهان وهمدان ونهاوند ودرود وخرم أباد وأراك ودماوند.
ونقل التليفزيون الإيرانى عن مصدر حكومى قوله: إن جهات أمنية عليا قررت تقييد استخدام تطبيقات «تلجرام» و«إنستجرام» فى إيران. وأفاد المستخدمون يوم الأحد أنهم فقدوا الاتصال بالتطبيقين عبر شبكة الهاتف النقال.
ونفى وزير الاتصالات الإيرانى، محمد جهرمى، خلال تغريدة له على موقع «تويتر» حجب مواقع التواصل الاجتماعى فى إيران بشكل دائم وقال إن حجب موقعى «تلغرام» و«إنستجرام» لن يستمر.
وتداول إيرانيون عبر مواقع التواصل، أمس الاثنين، ملصقًا ومنشورات تحدد نقاط التظاهر فى حوالى ٧٠ مدينة فى تمام الساعة الخامسة بتوقيت طهران، من عصر الاثنين، بأول يوم من عام ٢٠١٨.
وكشف أصغر ناصر بخت، مساعد رئيس إدارة الأمن فى محافظة طهران أن الشرطة اعتقلت حوالى ٢٠٠ شخص بالعاصمة طهران خلال ساعات الليل التى شهدت حضورا كبيرا من المحتجين.
وأضاف المسئول الإيرانى أن ٤٠ من المعتقلين، كانوا يقودون المظاهرات.
من جانبه قال على آقازاده، محافظ «مركزي»: إن شرطة المحافظة اعتقلت فى اليوم الرابع أكثر من ١٠٠ متظاهر فى احتجاجات وصفها بـ«غير المرخصة».
وفى هذه الأثناء نشر رضا بهلوى نجل شاه إيران السابق، تغريدة عبر حسابه فى «تويتر»، أعلن فيها دعمه للمحتجين فى المدن الإيرانية ووصف النظام فى طهران بأنه «غير قابل للإصلاح».
وأضاف نجل شاه إيران السابق، أن النظام كانت لديه فرصة خلال ٣٨ عامًا، لم يستغلها، بل أهدر ثروات البلاد فى قضايا خارجية ومن أجل الحفاظ على وجوده قتل آلاف الإيرانيين.