الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أخطر رسائل للرئيس في قناة السويس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد نجاح الدبلوماسية المصرية فى إلحاق أول هزيمة سياسية للولايات المتحدة وإسرائيل، بعد مشروع القرار الذى تقدمت به مصر والمجموعة العربية إلى مجلس الأمن لرفض قرار الرئيس الأمريكى باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، وصوتت على القرار بالإجماع ١٤ دولة واعترضت الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أسبوع قدمت مصر نفس مشروع القرار للأمم المتحدة، وقد صوت على مشروع القرار المصرى بالإجماع ١٢٨ دولة، وامتنعت عن التصويت ٣٥ دولة وعارضت ٩ دول.. وهى الهزيمة الثانية للولايات المتحدة وإسرائيل فى موقعة القدس، وانتصار المجتمع الدولى للقدس العربية والإسلامية.
بعد تأييد المنظمتين الدوليتين لحماية القدس من التهويد من خلال قرارى مجلس الأمن والأمم المتحدة بالإجماع برفض القرار الأمريكى، خرج الرئيس الأمريكى بعد الهزيمة وعزلة واشنطن السياسية يهدد بقطع المعونة والمساعدات عن الدول التى صوتت لصالح مشروع القرار المصرى فى الأمم المتحدة، وهو بالطبع ابتزاز مرفوض؛ لأن مصر التى تتلقى معونات عسكرية ليست ذات قيمة، وبالتالى مصداقية مصر وثوابتها تجعلها والأمة العربية يرفضون التخلى عن القدس العربية والإسلامية، حتى لو كانت هذه المساعدات مثبتة فى اتفاقية كامب ديفيد، ولو كانت بمليارات الدولارات!
ومصر التى لا تعرفها الولايات المتحدة أصبحت بعد ثورة ٣٠ يونيو مستقلة القرار والإرادة، ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية وأمتها العربية راسخة، لا ينفع معها الصفقات أو التنازلات أو الإملاءات.
ولأن قائد مصر الرئيس السيسى مقاتل شرس وشجاع، عاشق لتراب الوطن ومستعد للتضحية من أجل تراب هذا الوطن، كانت رسائل الرئيس السيسى فى هيئة قناة السويس- كعادته- قوية وواضحة، تؤكد لشعب مصر أن قائده يقف على أرض صلبة ويعرف كيف ينتصر فى معاركه السياسية والاقتصادية ضد أعداء الوطن فى الخارج والداخل.
بدأ الرئيس رسائله إلى شعب مصر: «لا تقلقوا ولا تخافوا من أى تهديد خارجي، وأقسم بالله العظيم أننا ندافع عن بلدنا بالعرق والجهد والدم ما دام المصريون على قلب رجل واحد وإيد واحدة».
والرسالة الثانية، زف فيها الرئيس السيسى بشارة سارة وعظيمة للمصريين، عندما أكد أننا سوف نعبر من أنفاق بورسعيد والإسماعيلية إلى سيناء فى ٣٠ يونيو القادم، وهو ما يعنى انتهاء عزلة سيناء الغالية عن أرض الوطن، وهو ما يعنى أيضًا أن التنمية فى سيناء هى سلاح الردع ضد الإرهابيين والمتآمرين والطامعين فى أراضى الغير.
والرسالة الثالثة أن مصر رصدت ١٠٠ مليار جنيه لتنفيذ أضخم مشروع عمرانى عملاق فى سيناء خلال ثلاثة أعوام، وهذه الرسالة تؤكد الكثير من المعانى والدلالات، منها أن مصر على أبواب تنمية شاملة لأرض الفيروز صناعيًا وزراعيًا وسياحيًا، ومنها أن مصر لم ولن تسمح للمشروع الصهيونى الأمريكى بتهجير أو طرد أشقائنا الفلسطينيين من أرضهم ليستوطنوا فى سيناء، التى ارتوت على مدى عدة عقود بدماء ١٠٠ ألف شهيد من أبنائها الشهداء.
وأظن أن رسائل الرئيس السيسى هذه فى هيئة قناة السويس قد زلزلت الأرض تحت أقدام أعداء مصر والعرب فى الولايات المتحدة وإسرائيل، ونظرًا لقوة هذه الرسائل، فقد أوردتها جميع وسائل الإعلام فى العالم، لأنها أثبتت أن مصر دولة قوية، ودومًا هى القاهرة للأعداء بفضل قائدها وجيشها وشرطتها.