الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"مطاريد الإخوان" على طاولة مباحثات "أردوغان والبشير"

أردوغان والبشير
أردوغان والبشير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مطاريد الإخوان» على طاولة مباحثات «أردوغان والبشير»


كتبت - هند أحمد - حسام الحداد - علي طريافة

جمعهم دعم مطاريد الإخوان، وحلم خلافة لن يعود، رئيسان ينتميان إلى أفكار الجماعة الإرهابية، يسعيان لاستغلالها لبسط نفوذهما واللعب بورقتها فى السياسة الدولية والتدخل فى شئون الآخرين، ويعتبراها ذراعهما لتنفيذ مخططهما، ربما يكون أحدهما أكثر قدرة على التخطيط، والآخر مجرد يد يستخدمها الآخرون، إنهما الرئيسان التركى رجب طيب أردوغان والسودانى عمر البشير. حل أردوغان ضيفا على الخرطوم، فى زيارة لم تحمل معنى السلام بقدر ما حملت من ترتيبات ومؤامرات تحاك بالمنطقة، جعلت مطاريد الجماعة الإرهابية على رأس قائمة المشاورات بين الطرفين، ولم تخل الزيارة، فى محاولة إعادة ترتيب صفوف الجماعات الإرهابية فى القارة الأفريقية بالتزامن مع هزيمة الإرهاب فى العراق وسوريا.
وأجرى الرئيس التركي، أمس الأول الثلاثاء، زيارة لتونس تستغرق يومين، فى إطار دعم العلاقات التونسية التركية وتوسيع مجالاتها السياسية والاقتصادية.
خبراء اعتبروا أن زيارة أردوغان للسودان، ومن بعدها تونس ليست من باب الصدفة، وإنما الهدف من تلك الزيارات إعادة رص صفوف الجماعات الإرهابية فى أفريقيا، وأن حركة «النهضة» التونسية هى الواجهة السياسية لساحة خلفية أكثر خطورة وهى السودان، مشيرة إلى أن هناك تنسيقا بين الجماعات الإرهابية فى السودان «القاعدة والإخوان»، وحركة النهضة «الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى تونس»، من أجل إعادة الجماعات المتشددة فى ليبيا إلى الحكم مجددًا، وهو ما تنشده تركيا لضرب استقرار مصر والجزائر عبر ليبيا.
محاولات لدفع «الخرطوم» للانقلاب على التفاهمات مع الخليج
كتبت- هند أحمد
ملف أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصريين الهاربين إلى السودان، كان حاضرا فى مباحثات الرئيس السودانى عمر البشير، ونظيره التركى رجب طيب أردوغان، خلال زيارة الأخير إلى الخرطوم، التى جاءت بعد ساعات من إعلان بريطانيا تصنيف تنظيمي «لواء الثورة» و«حركة حسم» ذراعى الإخوان العسكريين، على لوائح الجماعات الإرهابية.
ويقف أردوغان داعما لقطر فى صراعها مع السعودية والإمارات ومصر، حيث موقف الرياض والقاهرة وأبوظبى من الإخوان المسلمين واضحا ولا لبس فيه، فيما تعتبر مدينة اسطنبول التركية البيت الآمن لمطاريد الإخوان، كما تشكل السودان أحد أهم ملاجئ الإخوان الهاربين من أحكام قانونية ومطلوبين للقضاء فى مصر. كما يدرس المئات من طلاب جماعة الإخوان حاليا فى مدارس وجامعات السودان، وتيسر الحكومة السودانية توفيق أوضاع وإقامة المتسللين منهم بصورة غير شرعية، كما أن السودان، على خلفية تلك التسهيلات، أصبح من أهم معابر وملاذات أعضاء الجماعة وقياداتهم، سواء للإقامة به، أو للمرور منه إلى دول أخرى.
أردوغان يحاول أن يخفف خلال زيارته إلى السودان من الضغوط على الخرطوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج ومصر فى تعاملها مع ملف «الإخوان»، بعدما نجحت التفاهمات التى تجريها السودان مع أمريكا والخليج بشأن تخفيف القيود المفروضة على السودان اقتصاديا وحقوقيا، برفع بعض العقوبات والحظر الاقتصادي، لذلك تسعى الخرطوم من أجل التعاون مع أردوغان لتخفيف الضغوط الخليجية الأمريكية على نظام البشير.
وأوقفت السودان ٩ من الإخوان الهاربين بينهم برلمانى سابق، فى مارس ٢٠١٧، تحت شبهة العلاقة بالإرهاب إثر حادث تفجير بإحدى العمارات السكنية بالخرطوم، وغير معلوم مصيرهم إلى الآن، ولم تحدث من قبل سابقات تسليم عدد من أعضاء جماعة الإخوان بين مصر والسودان، لكن فى بداية ٢٠١٧ أبلغت السودان القيادى الإخوانى الهارب جمال حشمت برفضها حضوره مؤتمرا دوليا بناءً على احتجاج مصرى على وجود اسمه بين ضيوف المؤتمر.
ونشر الباحث المتخصص فى الشئون السودانية «إريك ريفز» فى فبراير الماضي، وثائق مسرّبة لاجتماع حكومى سودانى ترأسه البشير، أوصى فيه بمساعدة أعضاء جماعة الإخوان الهاربين من مصر إلى السودان، وتأمينهم وتوفير فرص الاستثمار لهم. وأوضح الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن النظام السودانى يؤوى عناصر إرهابية ومطلوبين من جماعة الإخوان الإرهابية، تهدد أمن واستقرار مصر. وأكد رسلان فى المؤتمر السنوى للمجلس المصرى للشئون الخارجية «أن النظام الحالى فى السودان يصنف مصر بأنها دولة عدو، وأن هذا واضح تماما فى كل وسائل الإعلام والصحف السودانية، وأن النظام الحالى يرى مصر خصما وعدوًا، وبالتالى تنسق مع التنظيمات الإرهابية فى ليبيا وتتحالف مع قطر وإثيوبيا، وتعمل على تهديد مصر ومصالحها. وفى مارس الماضي، كشف القيادى الإخواني، هيثم أبوخليل، الهارب خارج البلاد، عن تجدد الخلافات داخل أروقة جماعة الإخوان الإرهابية، بين جناحى الشباب وقيادات الجماعة داخل فرعها فى السودان، والحديث عن طرد جناح «محمود عزت»، ١١ من شباب الجماعة، المصريين الهاربين فى السودان، من سكنهم؛ حيث يتعرضون للذل والتنكيل من القيادات الإخوانية المتواجدة هناك، بسبب الخلافات الفكرية بين أطراف الأزمة فى مصر.
أوضح المراقبون أن نظام البشير قد يبقى على الإخوان فى السودان، أولًا لأن النظام الحاكم فى الخرطوم ينتمى إلى التيار الإسلامى «الإخوان»، وهو ما يمثل قوة للنظام فى التنظيم الدولى للإخوان بدعم السودان ماليا.
كما أن البشير حريص على توظيف ورقة جماعة الإخوان بما يخدم نظامه، وذلك بتعزيز ارتباطه بالتنظيم الدولى للإخوان. فى مواجهة حالات الانقسام والصراعات التى تشهدها التيارات الإسلامية فى السودان.
الأمر هو أن أردوغان والبشير، لن يتخليا عن الإخوان، وزيارة الرئيس التركى إلى السودان تأتى فى إطار تقديم دعم سياسى وإعلامى لنظام البشير فى ظل «الشد والجذب» وعدم الثقة بين نظام البشير ومصر.
الأمر الآخر هو التأكيد على أن السودان سيظل تحت المظلة الإخوانية، ورغم العلاقات القوية بين السودان والمملكة العربية السعودية، فإن علاقة الخرطوم بقطر وتركيا أكثر عمقا وثقة من علاقة البشير بالرياض.
فى النهاية، ملف الإخوان يشكل ملفًا مهمًا لـ«البشير» و«أردوغان»؛ فالإخوان هم الحاضنة الشعبية للنظامين فى المنطقة، ويشكلان عاملا مهما فى بنية النظام السودانى «البشير» والتركي «أردوغان»، وورقة أساسية يوظفها النظام التركى لتمرير نفوذه فى المنطقة.

*************

رقصة «الشيطان» الأخيرة


جانب من زيارة أردوغان للسودان
وثائق مسرّبة: الرئيس السودانى يوصى بمساعدة أعضاء «الإخوان»
الرئيس التركى اعترف بتوجه عناصر «داعش» إلى سيناء
كتب- حسام الحداد
«رجب طيب أردوغان».. رئيس لا يفكر إلا فى حياكة المؤامرات، وتخريب الدول وتشريد الشعوب، وتحول إلى شيطان لا يشغل تفكيره سوى التآمر والتخطيط والتدمير، ويوما بعد يوم تتضح خيوط المؤامرة التى يقودها أردوغان والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، على مصر وشعبها، ليصطدم بصمود الدولة المصرية أمام تلك المؤامرات التى ينسجها، والتى تصطدم جميعها بصخرة صمود أجهزة الأمن المصرية لإجهاض محاولاته التخريبية، وكان آخرها ما أعلنته وزارة الداخلية الأحد ٢٤ ديسمبر ٢٠١٧، فى بيان رسمى لها، وكشفت خلاله أنه تم استهداف إحدى المزارع بمنطقة الصالحية بمحافظة الشرقية بدلتا النيل شمال القاهرة، وحال مداهمة القوات فوجئت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، حيث تم التعامل مع مصدر النيران، مما أسفر عن مصرع ٩ عناصر من قوة الشر الكامنة داخل المزرعة». وعثرت قوات الأمن على ٧ بنادق آلية بالإضافة إلى كمية من الذخيرة مختلفة الأعيرة وكمية من وسائل الإعاشة، وبعض الأوراق التنظيمية.
استهداف المنشآت الحيوية
كما أسفرت عمليات الرصد والمتابعة، التى قامت بها أجهزة الوزارة عن تحديد إحدى البؤر الإرهابية بنطاق محافظة القاهرة، حيث تم توجيه ضربة أمنية لأوكار اختبائهم، وأسفرت عن ضبط ٩ عناصر، وذلك بحسب بيان الداخلية. وأضافت الوزارة فى بيانها: «أكدت المعلومات تورط العناصر المشار إليها فى زرع العبوات الناسفة واستهداف بعض نقاط التمركز الأمنية والآليات العسكرية بمحافظة شمال سيناء، والتى أدت إلى استشهاد عدد من رجال القوات المسلحة والشرطة، كما قاموا بالتخطيط لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه المنشآت الهامة والحيوية بالمحافظة».
التنظيم فى سيناء
تلك العناصر التى تحركها ولاية سيناء الموالية لجماعة الإخوان ورجب طيب أردوغان، الذى قال، إن عناصر تنظيم داعش الإرهابى التى غادرت محافظة الرقة السورية التى تم تحريرها من التنظيم فى عملية مشتركة بين التحالف الدولى للحرب على «داعش» بقيادة أمريكا وتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) فى أكتوبر الماضى أرسلوا إلى مصر.
وأضاف أردوغان، فى كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمقر البرلمان التركى فى أنقرة الثلاثاء ٥ ديسمبر ٢٠١٧، أن «الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك فى صحراء سيناء».
ولم يكشف أردوغان، الذى قال إن بلاده حققت نجاحا كبيرا فى محاربة تنظيم داعش فى الوقت الذى تتحالف فيه دول أخرى مع «التنظيمات الإرهابية» (فى إشارة إلى التنسيق بين واشنطن ووحدات حماية الشعب الكردية فى سوريا) مزيد من التفاصيل حول عدد الإرهابيين، الذين انتقلوا لسيناء أو طريقة دخولهم الأراضى المصرية.
واتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها ستستخدم الأسلحة التى أرسلتها إلى المنطقة (فى إشارة إلى الأسلحة التى أرسلتها إلى وحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا) ضد إيران أو تركيا أو روسيا، إذا استطاعت ذلك. وفى سياق متصل، كشفت تقارير صحفية عن تحذير أنقرة لأوروبا من أن مئات الإرهابيين من عناصر «داعش» الفارين من الرقة سيستأنفون نشاطهم الإرهابى هناك.
مغادرة سوريا
وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، حينها، أن المئات من عناصر «داعش» استطاعت مغادرة الرقة، المعقل الرئيسى السابق للتنظيم فى سوريا قبل سقوطه فى أكتوبر الماضي، ضمن ترتيب هدف لإخراج المدنيين منها قبيل السيطرة عليها وآخر لإخراج المسلحين المحليين إلى دير الزور المجاورة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الخروج الآمن للكثير من مقاتلى «داعش» من الرقة شكل أحد ألغاز المعركة التى لم تحل حتى الآن، خاصة مع نفى تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات النظام السورى إخراج المسلحين الأجانب، لكنهم بالفعل خرجوا، كما تقول الصحيفة البريطانية.وأضافت «التايمز» أن السلطات التركية والفصائل السورية الموالية لها ألقتا القبض على العشرات من عناصر «داعش» أثناء عبورهم أو محاولة عبورهم الحدود التركية مستغلين طرق التهريب.
تسهيل تهريب الإرهابيين
ونقلت الصحيفة فى مقابلة مع أحد عناصر «داعش»، ويدعى صدام حمادى (٢٦ عاما) أنه استفاد من الحركة التى أعقبت صفقة إخلاء المدينة للمغادرة إلى تركيا وأن الكثير من الأشخاص فعلوا ذلك، نحو نصفهم من المقاتلين، وكان طريقا سهلا للعبور. وأضاف: «حتى لو ألقت القوات الكردية القبض عليك فإنه سيجرى احتجازك لفترة ١٠ إلى ١٥ يوما ثم يجرى إطلاق سراحك». ولفتت الصحيفة إلى أن شهادة حمادى تعزز المخاوف من أن المقاتلين الذين سمح لهم بمغادرة الرقة فى طريقهم الآن إلى أوروبا لتنفيذ اعتداءات.
خروج آمن للمسلحين
كانت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولى سمحا بمغادرة بعض مسلحى «داعش» وعائلاتهم من الرقة قبل سقوطها فى أكتوبر الماضي، على أن يكونوا من المقاتلين المحليين ويذهبوا إلى مناطق «داعش» فى محافظة دير الزور المجاورة، لكن لاحقا تبين أن مئات المسلحين من «داعش» وضمنهم العشرات من الأجانب تمكنوا من الفرار فى قوافل المغادرين آخذين معهم أسلحتهم وآخرين مثل الحمادى الذى كاد يصل تركيا. وقال حمادى إنه عبر الكثير من القرى والبلدات حتى وصل الحدود السورية، ولم يتعرض للسؤال من قبل القوات الكردية. وادعى أنه كان يعمل فى دائرة الهجرة فى الرقة وانشق عن «داعش» منذ شهور، وقال إن الصفقة أحدثت انشقاقا داخل قيادة «داعش» فى الرقة، خصوصا بين العناصر من الأوروبيين والسوريين... بعض السوريين والعرب أرادوا القتال حتى الموت لكن الأوروبيين رفضوا وفضلوا الهرب. وقال مصدر مقرب من المخابرات البريطانية للصحيفة، إن التوتر مع أوروبا بسبب «بريكست» ربما يسهل عودة إرهابيى «داعش»، إذ قد لا يتم نقل المعلومات الاستخبارية بين الطرفين بالسرعة التى كانت فى السابق.
أرض الفيروز ساحة حرب
وما يؤكد أيضا على حديث أردوغان والتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، وإصرارهم على ممارسة الإرهاب فى مصر وتصعيد العمليات الإرهابية فى الداخل المصرى من قبل تلك العناصر الداعشية التى فرت من الرقة، التطور النوعى الذى حدث به آخر عمليات ولاية سيناء، والذى استهدف مطار العريش فى ظل وجود وزيرى الدفاع والداخلية فى ١٩ ديسمبر الجاري، وهو ما يؤكد أن تنظيم «داعش» وولاية سيناء قاما بتغيير استراتيجيتهما الهجومية، حيث إنهما سوف يقومان بالهجوم على الأماكن الحيوية ويستهدفان المدنيين، خصوصا كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة للتدليل على فشل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ملف الإرهاب، من وجهة نظرهم.

******************

تدريبات عناصر «داعش»
أنقرة تُعيد تنظيم صفوف الإرهاب فى أفريقيا
«المورالى»: تنسيق بين الجماعات المتطرفة
فى السودان وحركة النهضة للسيطرة على ليبيا
كتب - على طرفاية
من السودان إلى الصومال إلى تونس، يحاول الرئيس التركي، رجب أردوغان، إعادة ترتيب صفوف الجماعات الإرهابية فى القارة الأفريقية بالتزامن مع هزيمة الإرهاب فى العراق وسوريا، وأجرى الرئيس التركي، أمس الثلاثاء، زيارة لتونس تستغرق يومين، فى إطار دعم العلاقات التونسية التركية وتوسيع مجالاتها السياسية والاقتصادية.
أكدت الدكتورة ريم المورالي، الأمين العام لحركة الاستقلال التونسي، فى تصريح خاص لـ«البوابة» أن زيارة أردوغان للسودان، ومن بعده تونس ليست من باب الصدفة، وإنما الهدف من تلك الزيارات إعادة رص صفوف الجماعات الإرهابية فى أفريقيا.
وأضافت أن حركة النهضة التونسية هى الواجهة السياسية لساحة خلفية أكثر خطورة وهى السودان، مشيرة إلى أن هناك تنسيقا بين الجماعات الإرهابية فى السودان «القاعدة والإخوان»، وحركة النهضة «الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى تونس»، من أجل إعادة الجماعات المتشددة فى ليبيا إلى الحكم مجددا، وهو ما تنشده تركيا لضرب استقرار مصر والجزائر عبر ليبيا.
وقالت «المورالي» إن زيارة «أردوغان» غير مرحب بها إلا من قبل حركة النهضة، التى يعتبرها الرئيس التونسى حتى الآن حركة مدنية رغم الأدلة والبراهين التى تؤكد ضلوعها فى أعمال إرهابية.
وأشارت «المورالى» إلى أن الخطر على المنطقة العربية من الإرهاب يظل قائما ما لم يتم إنهاء الأزمتين السورية والليبية، وتقديم ملف تورط جماعة الإخوان فى دعم الإرهاب فى المنطقة إلى المحكمة الدولية فى لاهاي، فلن تجدى التصريحات الصحفية المطالبة بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية فى تونس أو فى أى مكان آخر.
وأكدت وجود تنسيق قطرى تركى مع إخوان تونس لمواجهة الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، مشيرة إلى أن إخوان تونس قاموا بتغذية الأزمة بين تونس والإمارات، على خلفية منع طائرة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية، تونسية من رحلتها المتجهة من تونس إلى دبى الجمعة الماضى، لأسباب أمنية. وأوضحت أن حركة النهضة الإخوانية تعمل على إشعال هذه الحرب لتفسح المجال للنفوذ القطرى والتركى فى البلاد لمساندة حلفائها فى ليبيا ممثلين فى مجموعات فجر ليبيا التى تضم الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة.
من جانبه، أكد منذر ثابت، المحلل السياسى التونسي، أن زيارة أردوغان إلى تونس غدا من شأنها أن تزيد من حدة التوتر بين تونس والإمارات.
وأوضح ثابت أن المقاصد السياسية لزيارة أردوغان واضحة، فأنقرة ترى أنها منصة للإسلام الراديكالي، وكذلك حركة النهضة الذراع السياسية لجماعة الإخوان التونسية النافذة فى تونس، حيث يعتبرها الرئيس الباجى السيبسى حزبا مدنيا، ويرى أن تركيا هى المنصة الرئيسية لحركات الإسلام السياسى فى المنطقة.
وأضاف ثابت، أن أردوغان يوظف ذلك فى توسيع مجال نفوذه من خلال توطيد علاقاته بدول الشمال الأفريقي، فهذا أمر حيوى بالنسبة لحاكم أنقرة بعد أن فقد الأمل فى عضوية الاتحاد الأوروبي، فهو يعمل ليكون مؤثرا فى المنطقة الأفريقية.
وتابع: إن من شأن هذا أن يزيد حدة التوتر ما بين الإمارات وتونس، لاسيما أن الأولى تعمل ضمن تحالف الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، فى الوقت الذى تسعى فيه تركيا لإنعاش الإسلام السياسى فى شمال أفريقيا على حساب التيارات السياسية الأخرى، بما يخدم أطماعها التوسعية فى المنطقة، فضلا عن التطاول الأخير للرئيس التركى على العرب، فتونس بزيارة أردوغان سوف تدخل حلبة صراع المحاور فى الشرق الأوسط.
وأشار ثابت، إلى أن زيارة أردوغان لتونس تمثل دعما كبيرا لحركة النهضة المستفيدة من ضعف وتشتت القوى السياسية الأخرى، وإن نجحت فى أن تتخذ من حركة علمانية كنداء تونس واجهة تتحرك من خلفها بحرفية شديدة، غير أن النظام التونسى لن يسلم لها مفاتيح السلطة بسهولة.
وأضاف أن إعادة ترتيب صفوف جماعات الإرهاب، حتى إن وجدت دعما من النهضة فى تونس غير أن تونس ليست هدفها وإنما دول المنطقة ككل.