الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

جسور سلام في عيد الميلاد.. البابا تواضروس يصطحب الأطفال للمرة الأولى للقاء البطاركة للتهنئة.. والروم تستقبله بالألحان ودق الأجراس .. بابا الكاثوليك: نحن إخوة في المسيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جسور سلام فى عيد الميلاد
البابا تواضروس يصطحب الأطفال للمرة الأولى للقاء البطاركة للتهنئة.. والروم تستقبله بالألحان ودق الأجراس .. بابا الكاثوليك: نحن أخوة فى المسيح. 
رغم حرب التراشق بين عدد من أتباع الكنائس خلال الآونة الأخيرة، عبر مواقع التواصل أو تبادل التصريحات والتجريح، نظرًا لاختلاف الطوائف فى الطقوس، لم يعكر صفو الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح للكنائس التى تحتفل وفق التقويم الغربى.
تدخل البابا الطبيب كعادته بتركيبه دواء يطيب آثار الجراح، ويمحو شوائب الصدع، طاف بين الكنائس مهنئًا بالميلاد محملًا بالمحبة ورافعا شعار السلام والإخاء، وفى المقابل كان الاستقبال من الطوائف المسيحية على نفس المنوال.
«التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر»، لعل ذلك المثل هو ما دفع البابا تواضروس، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، يصطحب للمرة الأول أطفال الكنيسة الأرثوذكسية فى جولة زيارته لبطاركة الكنائس الكاثوليكية فى مقر البطريركية والرومية فى كاتدرائية القديس نقولاوس بالحمزاى مهنئين بأعياد الميلاد المجيد.
وسط أجواء مفعمة بالمحبة تعانق بابا الأرثوذكس والأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك، خلال زيارة الأول للتهنئة بمقر البطريركية، كما رتل أبناء الكنيسة القبطية ترنيم احتفالية بالعيد، والتقطا صورًا تذكارية معًا، وقدم البابا تواضروس الثانى هدية تذكارية لبطريرك الكاثوليك.
لم تخل الزيارة من رسائل قادة الكنيسة لأبنائها من خلال المحبة المتبادلة ومساعى الوحدة المأمولة، قدم البابا تواضروس الثاني التهئنة إلى الأقباط الكاثوليك بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، اليوم فى الخامس والعشرين من ديسمبر، قائلا: «كل سنة والجميع بخير وسنة جديدة سعيدة، فى الأعياد نتقابل مع البطريرك والشعب ونتبادل المحبة ونؤكد عليها باستمرار».
وأضاف: «مجيء المسيح محبة وخلاص، فى البداية السيد المسيح ولد فى بيت لحم، وهي- قرية صغيرة- ووجدوا عدم قبول لهم، فى الوقت اللى المسيح جاء من أجل العالم، ولم يتوفر إلا حظيرة ممكن أن نوصفها بأنها «مكان حقير». وأوضح: «أنه حول المسيح اجتمع البشر، وكان المسيح مركز تلاق للجميع، وأوجد فى ميلاده مكانًا لكل أحد». مؤكدًا: «أن رسالة عيد الميلاد أن يكون فى قلبك مكان لكل أحد، ويحوى بشرًا كثيرين بقبول الآخر، فالقلب الضيق يستبعد».
ووجه رسالته لشعب الكنيسة، قائلا: «اسأل نفسك واعرف طبيعة قلبك هل تستطيع أن تستوعب كل شخص؟ إذ توجد فضيلة اتساع القلب بالحب للكل».
واختتم قداسته كلمته قائلا: «فرحة الميلاد بحسب التقويم الغربي، ويمتد الاحتفال حتى ٧ يناير طبقًا للتقويم الشرقي، ونفرح بميلاد المسيح، ونقدم التهانى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ونؤكد على المحبة القائمة والمستمرة، ونهنئ مصر بهذا العيد الذى يتم الاحتفال به والله يديم المحبة».
ومن جانبه، رحب بطريرك الأقباط الكاثوليك بالتهئنة، قائلًا: «كل سنة وحضراتكم طيبين، من كل قلبى نرحب بقداسة البابا تواضروس ونهنئه بعودته بالسلامة وهو فى كامل الشفاء» .وأضاف، زيارة البابا أصبحت تقليدا، وتبادل الزيارات علامة محبة، فنحن إخوة فى المسيح. وتابع: «شرف كبير وجودك علشان نعيش سويا زمن الميلاد وإنشالله نتقابل فى ٧ يناير، ربنا يديك الصحة من أجل كل المسيحيين فى مصر».
وفى إطار جولة البابا تواضروس لتهنئة الكنائس زار كاتدرائية القديس نقولاوس بالحمزاى ليهنئ البابا ثيؤدروس، بطريرك الروم الأرثوذكس، وتعُد المرة الأولى- دق أجراس الكنيسة- احتفاء بقدومه والكشافة تطرق طبولها، والشمامسة يرتلون بالترحاب بألحان وأنغام يونانية، وأطفال فى صحبة بابا الكنيسة القبطية خلال الزيارة- كما لو أراد - ترسيخ مفهوم المحبة بعيدا عن عادة تبادل تهانى كبار الكنائس فى احتفالات الميلاد وغيرها.
عبر البابا تواضروس بابا الكنيسة القبطية لمصر والكرازة المرقسية، عن سعادته للقاء بطريرك الروم، قائلا: «ربنا أعطانا عطايا كثيرة، ومن هذه العطايا أننا نأتى إلى هنا ونتبارك معكم، سعادتى أنا والوفد القبطى كبيرة، نحن نأتى بكل الفرح والمحبة، فنحن عائلة واحدة».
وأضاف: «أفرح بنشاط غبطتك فى أفريقيا والزيارات الكثيرة التى تقومون بها والصلوات التى ترفعوها لنا، وأنا أشكر قداستكم على نقل المحبه والتحية من غبطة البطريرك المسكونى والبطريرك كيرل والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، كل هذه نعم كثيرة تفرح قلوبنا». وتابع: «أتذكر زيارتى لروسيا فى مايو الماضى وروح المحبة التى وجدتها هناك، وقد قدمت الكنيسة الروسية جائزة باسم البطريرك الكنسي».
وقال: «إن المحبة متبادلة وتنمو يومًا بعد يوم، حتى نصير واحدًا فى المسيح، ونصلى لكى نصل إلى اتحاد الإيمان، فالمسيح جاء إلى العالم كله وقدم لنا ثلاثة مفاتيح للحياة بمثابة روشتة، الأول «المجد لله فى الأعالي» وأن يكون الله أولًا فى حياة الإنسان، والثاني«أن يكون صانعًا للسلام مع كل شخص، ورسالة المسيحى هى رسالة سلام للجميع، والثالث: «وبالناس المسرة»، فالإنسان يبحث عن السعادة، والتى تبدأ بالبحث عن الله، وتقديم السلام ثم يقتنى المسرة.
فيما نقل البابا ثيؤدروس، بطريرك الروم الأرثوذكس، تحية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى البابا تواضروس الثاني، وقال ثيؤدروس، خلال استقباله البابا تواضروس: «أخى الحبيب والصديق العزيز، اليوم من القداس خصصتها علشانك، كنت ببص على المسيح المصلوب لصاحب القداسه البابا تواضروس لكى ما يمنحه الرب الصحة والعمر».
وتابع: «أشكرك لحضورك على التهئنة، فأنت تحمل هم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى العالم، ومساندتكم لكنيستنا، فنحن عائلة واحدة وإيمان واحد». وأضاف: «من فترة كنت فى إسطنبول وروسيا، وتقابلت مع البطريرك كيرل، والبطريرك برتلماوس، وطلب الأخير إيصال محبته وسلامه»، وقدم البابا ثيؤدروس، كأسًا مقدسة، من روسيا، متابعًا: «أتمنى أن يجمعنا تناول واحد».