بقيت حضارة مصر القديمة ما يقرب من سبعة آلاف سنة غامضة وغير معروفة إلى أن جاء الفرنسى جون فرانسوا شامبليون ليُقرض المصريين علمه، ويرفع الأغطية عن كل أسرار حضارة الفراعنة بعدما فك رموز أكرم أحجارهم «رشيد»، إبان الحملة الفرنسية على مصر «١٧٩٨-١٨٠١» فأوجد بعلمه معنى لكتابات الفراعنة على جدران المعابد والمقابر وأوراق البردى، وعرف العالم عظمة أول دولة فى تاريخ الإنسان، والتى قال عنها نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية: «إنها أهم بلد فى الدنيا».
فى مثل هذا اليوم الثالث والعشرون من ديسمبر ١٧٩٠ ولد «شامبليون» أحد أهم من أثروا فى تاريخ مصر وآثروه، العالم الفرنسى الذى تمكن من فك رموز حجر رشيد الذى كان مكتوبا بثلاث لغات، المصرية القديمة والديموطيقية والهيروغليفية.
برغم العلم الكبير الذى يتميز به العالم الفرنسى إلا أنه لم تطأ قدماه المدرسة فى صغره، ولكنه تلقى دروسًا لتعلم اللغة اليونانية واللاتينية.
وفيما بعد انتقل إلى مدينة جرينوبل بشرق فرنسا ليلتحق بالمدرسة الثانوية، والتقى بـ«فورييه» السكرتير المختص بالبعثة العلمية التى رافقت الحملة الفرنسية على مصر فأشار إليه أن يدرس علم المصريات.
كانت بداية عهد «شامبليون» بحضارة القدماء المصريين حينما قدم بحثًا بعنوان «الأصل القبطى لأسماء الأماكن المصرية فى أعمال المؤلفين اليونانيين واللاتينيين»، وسافر فيما بعد إلى باريس ليصبح أول أمين عام لمجموعة الآثار المصرية فى متحف اللوفر، بالإضافة إلى شغله وظيفة أستاذ كرسى الآثار المصرية بمؤسسة «الكوليج دى فرانس» المتخصصة فى البحث العلمى، وكلل مجهوداته العلمية بوضع معجمًا للغة القبطية.
كانت نهاية رحلته فى الحياة فى الرابع من مارس من عام ١٨٣٢ عن عمر ناهز الواحد والأربعين وكان سبب وفاته توقف القلب.
