قدم الكاتب حسان إدريس الباحث الإريتري في شئون منطقة القرن الأفريقي، دراسة تحليلية عن دور مصر في منطقة الشرق الأوسط وأسباب تفاقم الأزمة المصرية الإثيوبية بسبب سد النهضة، شملت السبب الرئيسي في حدوث الأزمة، وقدم وصفا تحليليا للوضع السياسي في إثيوبيا، مؤكدًا على أن مصر كان بيدها القيام بدور إشرافي على بناء السد بما يخدم مصالحها، خاصة أن لدى مصر خبرات واسعة فى عملية بناء السدود.
وقال إدريس في تصريحات لـ"البوابة نيوز": إن الرئيس المعزول محمد مرسى وحكومة الإرشاد هى السبب الرئيسي في تورط مصر وحدوث أزمة سد النهضة، عندما صرح بـ"ضرب السد"، مما أدى لتعنت الحكومة والقبائل الإثيوبية.
وتساءل الكاتب الإريترى لماذا تلجأ مصر لتحكيم دولى، وتعتبر علاقتها بإثيوبيا علاقة تاريخية وطيدة، حيث كانت مدرسة منيليك الأول، أول مدرسة بنيت فى أديس أبابا وكان المعلمين بها من الإسكندرية.
واستنكر الكاتب الإريترى فى دراسته ربط العلاقات المصرية الإثيوبية بمحاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى أديس أبابا، واصفا الحادث بأنه مقصود للوقيعة بين مصر وإثيوبيا من الجانب السودانى.
وقد قدم إدريس فى دراسته وصف للوضع السياسى الضعيف فى إثيوبيا قائلا: "الدستور الإثيوبى به مواد متعارضة حيث ينص الدستور على مادة حق تقرير المصير إلى الانفصال، وفى مادة أخرى من الدستور تنص على أن الأرض ملك للدولة، بالإضافة إلى أن الحريات الأساسية فى إثيوبيا ممنوعة، وعلى رأسها حق التجمع أو التظاهر، ضاربا مثال حبس صحفية قبطية عام 2013، بسبب اعتراضها على بناء السد ووجه إليها اتهام التعاون مع الإرهاب الإسلامي بالصومال".
وأكد أيضا على ضعف الجيش الإثيوبي بإثيوبيا، والذى يستحيل مقارنته بالجيش المصرى، واصفا الإثيوبى بأنه جيش المشروعات الفوقية التى لا يشعر بنتائجها المواطنين، بعكس الجيش المصرى الذى يقدم مشروعات تنموية هائلة، ويهتم بالبنية التحتية.
وأشار إلى أن الجيش الإثيوبى لا يوجد به تجنيد، وجميع العاملين بالجيش الإثيوبى موظفين فقط، واتخذ الكاتب الإريترى، تلك العوامل والتعقيدات جميعها، كان يجب استغلالها من الحكومة المصرية لحل المشكلة والأزمات بين البلدين.
وقدم الكاتب الإريترى فى دراسته مشروع خطة تعاون وتبادل تجارى بين مصر وإثيوبيا، خاصة أن الإثيوبيين لديهم استعداد قوى فى تقبل أى استثمارات مصرية إثيوبية، بدلا من تركيا التى أصبحت ثانى مستثمر فى إثيوبيا.
متسائلا لماذا تلجأ مصر إلى الاستيراد من الصين، فى حين أن إثيوبيا مليئة بالمنتجات الحيوانية، والموارد الطبيعية وغنية بأشجار الفاكهة والبن وبأرخص الأسعار؟
