الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أرض اللواء تصدر منتجاتها لـ"فرنسا"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الحاج محمود» شيخ صنايعية الأرابيسك: «أنا عندى فنانين نحت على الخشب»

ورشة تبدو كأنها عادية، تترمى فى حضن شارع يتسع للعديد غيرها، لكن صوت نقير يخرج منها كعزف على آلة خشبية، وكأن الصنايعية بها يغنون «الرزق يحب الخفية.. والصنعة دى زى عنيا.. ويدور الزمن ويروح وهى أغلى ما ليا».
للوهلة الأولى تحسبها ورشة نجارة تقليدية.. ولكن حينما تخطو نحوها تجد مجموعة من المبدعين لا من الأسطوات.. شغلهم الشاغل إحياء مهنة الأرابيسك والنحت على الخشب، بعدما اندثرت فى كثير من ورش المحروسة، البعض أغلق ورشته لعدم إقبال الزبائن، والآخرون ذهبوا بعيدا عن هذه المهنة بلا رجعة، أصواتهم تخطف أنظارك بل تخطفك أنت لتبحث عما هو خلف هذه الأبواب، عن حكايات هؤلاء الشيوخ الذين يتمسكون بمهنة عمرها ألف عام.
يقف صاحب الورشة فى مقدمتها وما إن تشرع فى سؤاله حتى يشير لك بالتوجه إلى شيخ الصنايعية قائلا: «لا يفتى والحاج محمود فى الورشة»
محمود الطائش فى عقده السادس، لم يعرف منذ نعومة أظافره غيرها مهنة، حتى أصبحت أحد أبنائه التى يحتفظ بسرها وتاريخها إلى هذا اليوم، يقول الحاج: «زمان كان الموظفون يحسدوننا على أننا صنايعية ويقول مش لو إحنا صنايعية مكناش استنينا لحد آخر الشهر المرتب، كنا هنلاقى دخل كل يوم، دلوقتى العكس بقينا نقول يا ريت اللى جرا ما كان بس حبنا لمهنة الأرابيسك والنحت على الخشب هون علينا كتير، لو لفيت أرض اللواء كلها مش هتلاقى حد خبرة زى هنا، شغلنا بيتصدر لفرنسا بس مبيتكتبش عليه اسمنا وبياخدوه يضيفوا عليه حاجات ويرجعوا مصر تانى عشان يتباع بالضعف ١٠٠ مرة، والناس هنا ولا واخدا بالها، أصل الهانم لو مجابتش الكرسى مرسوم من فرنسا مش هتكمل الجوازة، رغم إننا إحنا اللى عملناه أنا بقالى ٤٠ سنة فى المهنة دى والمهنة زى ما هى بحلوها وبمرها، الفرق بس إن مفيش حد ييجى يطلب منك يتعلم، دلوقتى متلاقيش فى أى ورشة صبي، يعنى زمان كنت تلاقى الورشة كلها صبيان أما دلوقتى فيجيلك العيل منهم يقعد يوم ويزهق ويمشى عشان هى محتاجة صبر وفكر أكتر من الجهد، ورغم كل دا مش عايز أورثها لحد من عيالى لأن الصنايعى دلوقتي، مبقاش ليه حقوق تديله العلاج حتى النقابات اللى بيعملوها مش بتضيف لينا حاجة جديدة، شايف كل اللى فى الورشة دول مهندسين بيشتغلوا شغل مش هتلاقيه، هنا مش بنعمل شغل مكرر ولا اتعمل قبل كدا ودا اللى بيميزنا عن غيرنا، وكل زبون بيكون ليه طلبه الخاص، فيه اللى بيطلب الغالى وبيطلب خشب معين.. بس دول قليلين لأن الناس مبقتش تتذوق الفن، بس معظم شغلنا من خشب الزان، وبنحاول ندى المهنة أكتر ماهى ادّتنا».