يعد منظر فسيفساء التجلي بالكنيسة الرئيسية بدير سانت كاترين، من أقدم وأجمل وأكبر الفسيفساء في الشرق الأوسط على الإطلاق، ويعود للقرن التاسع الميلادي، ويغطى مساحة تقدر بنحو ست وأربعين مترا مربعا، واستخدمت فيها أحسن المهارات التقنية والإبداعية وزينت من قطع صغيرة مطلية بمواد ثمينة كأوراق الذهب والفضة. وهو ما أكده أحمد النمر عضو المكتب العلمي لمكتب وزير الآثار. وتخطف فسيفساء " التجلي "، الأنظار وتستحوذ على إعجاب كل من يزور دير سانت كاترين.
وتحتل صورة السيد المسيح منظر فسيفساء التجلي في وسط القوس وعن يمينه وشماله النبي إليا والنبي موسى وفي الأسفل الرسل يوحنا ويعقوب ساجدين يمينًا. والرسول بطرس يركع عند قدمي السيد المسيح، وتحيط بالفسيفساء واحد وثلاثون ميدالية تحتوى علي صور الرسل والأنبياء. ويوجد منظر للنبي موسى يخلع نعليه أمام العليقة الملتهبة. كما توجد ميداليتا الملاكين تمثلان يحيى المعمدان والسيدة مريم العذراء.
وشملت أعمال التطوير ترميم فسيفساء التجلي بدير سانت كاترين والتى تعد واحدة من أروع ما أنتجه الفن البيزنطي وتعــود إلي القرن السادس الميلادي وتغطي قوس محراب الهيكل المقدس وتمثل تجلي السيد المسيح.
وتغطي فسيفساء التجلي مســاحة تقدر بــ46 مترا مربعا وقد استخدمت فيها أحسن المهارات التقنية والإبداعية وبنيت من مكعبات مطلية بمواد ثمينة كأوراق الذهب والفضة والعجينة الزجاجية، كما تم استخدام أكثر من نصف مليون موزاييك لتغطية مساحة 46 مترا مربعا من سطح الجدار أي بواقع 11.700 قطعــة لكل متر، ولم يطرأ علي البنية التحتية للفسيفساء أي تغيير ولم يتم إعادة بناء أو استبدال حتى قطعة واحدة من اللوحة الإجمالية، وتمثل هذه الفسيفساء عمل معقد ومكلف وأصيل تم إنجازه في القرن السادس الميلادى، ما جعلها واحدة من أهم وأروع لوحات الفسيفساء ومن أقيم الفسيفساء على مستوى العالم.
يشار إلى أن اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء رافقه الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية والدكتور خالد عنان وزير الاثار وافتتح امس السبت المرحلة الأولى الجزء الشرقى لمكتبة دير سانت كاترين بعد تطويرها، والتى تعد ثانى أعرق وأقدم مكتبة على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان، وذلك وسط احتفالية ضخمة حضرها سفراء عدد من الدول الاوربية منها كرواتيا وصربيا واليونان والمجر وبلجيكا والمانيا والبرتغال ونائبة وزير السياحة اليونانى وممثل ا لبابا تواضروس ورئيس هيئة تنشيط السياحة ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب وممثلين عن الازهر الشريف ووزارة الاوقاف وعدد كبير من الاعلاميين والكتاب والادباء ورئيس مدينة الانتاج الاعلامى وشيوخ وعواقل البدو.
و يرجع تاريخ المكتبة للقرن السادس الميلادى، وتحتوى المكتبة على 3200 مخطوط أثرى نادر على مستوى العالم، ومجموعة مهمة وفريدة من الوثائق والمستندات الدينية والتاريخية، وتحتوى المكتبة ايضا على مخطوط الكتاب المقدس باللغة الروسية والذي يعود للقرن الحادي عشر ومطلع الثاني عشر الميلادي ومخطوطة الرسول إبركوس ذات التقويم الشهري.
