أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعودة الطيران المباشر مع مصر، زخمًا في الأوساط السياحية عالميا، وخاصة في مصر وروسيا، خاصة أن الروس يعتبرون مصر وجهتهم السياحية الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
وكشف وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، عن اتفاق بين موسكو ومصر يمهد لاستئناف حركة الرحلات الجوية بين البلدين، بالإضافة إلى بحث عودة رحلات الطيران العارض (شارتر) الربيع المقبل.
وأشار الوزير الروسي إلى أن خبراء أمن المطارات الروس، سوف يقومون بإجراء عمليات تفتيش أمنية إضافية في مطاري الغردقة وشرم الشيخ، تزامنًا مع تقديم وزارته مرسومًا للحكومة لرفعه للرئيس فلاديمير بوتين، باستئناف الرحلات الجوية مع مصر.
وأضاف "سكولوف" في مؤتمر صحفي عقده اليوم السبت: "وزارة النقل الروسية ستقدم إلى الحكومة قبل نهاية العام مشروع قرار رئاسي حول استئناف الخدمة الجوية مع مصر، ونخطط لتوقيع المرسوم قبل العام الجديد".
وتابع: "البروتوكول الموقع مع مصر يقضي بصدور قرار رسمي في غضون 30 يومًا، وستستخدم الوثيقة كقاعدة لاستئناف الحركة الجوية المنتظمة إلى القاهرة"، وذلك بحسب وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأخبار.
وأشار الوزير إلى أن "الرحلات المنتظمة إلى القاهرة يمكن أن تستأنف في فبراير 2018، ولكن هذا القرار لا ينطبق على الرحلات الجوية المستأجرة الشارتر إلى منتجعات شرم الشيخ أو الغردقة، فمن الممكن أن تحتاج روسيا لمراجعة آخرى أخيرة لإجراءات الأمن في تلك المطارات قبيل السماح بعودة الشارتر إليها".
ومن ناحيته قال الدكتور عادل راضي، رئيس جمعية مستثمري مرسى علم، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستئناف رحلات الطيران بين مصر وروسيا، جاء بناءا على أمرين، أولهما خضوعا لرغبة الشعب الروسي التي تعتبر مصر وجهته المفضلة الأولى في السفر والسياحة، وهو ما اكدته الأفواج الوافدة قبل التوقف والبالغة نحو ٣ ملايين سائح، خاصة مع قرب انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الروسية، والتي ينافس فيها بوتين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن السبب الثاني لعودة الطيران الروسي الآن هو إبرام اتفاقية إنشاء المحطة النووية السلمية المصرية في الضبعة، والتي كان لها أثر كبير في تدعيم العلاقات مع الدب الروسي، ومن أجلها قام بوتين بزيارته الأخيرة لمصر.
وأكد أن السائح الروسي ليس من الجنسيات المتوافدة بكثرة على مدينة مرسى علم، إذا ما قورن بالإيطالي والألماني، حيث يمثل فقط نسبة 20% من الأعداد الوافدة، في حين احتلت ألمانيا المرتبة الأولى في نسب الإشغالات، خاصة بعد تراجع الإيطالية، مشيرا إلى أن خريطة المقاصد السياحية ووجهات السائح اختلفت في الفترة الماضية، وبات بعض المقاصد تستقبل جنسيات لم تكن تعتاد عليها.
وتابع راضي، بأن شرم الشيخ والغردقة هى الوجهات الأكثر أهمية للسائح الروسي، وبنسب متساوية، ولكن بعد إغلاق عدد كبير من الفنادق بشرم الشيخ أصبحت الطاقة الفندقية قليلة وهو ما جعل المدينة تتأثر بشدة بتوقف الحركة، فيما تعتمد حاليا على اللبنانيين وعرب 48، وأوكرانيا، وروسيا البيضاء.
وقال الخبير السياحي علي عقدة: إن إعلان وزير النقل الروسي مكسيم سكولوف اليوم السبت عن أن بلاده تبحث مع مصر عودة رحلات الطيران العارض "شارتر"، في الربيع المقبل هو بشرة خير ويعد خطوة هامة على طريق استعادة الحركة كاملة، موضحا أن عودة السياحة الروسية مرهونة بالطيران الشارتر منخفض التكاليف للمقاصد السياحية المختلفة.
وأضاف عقدة، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": أن ٩٠٪ من الحركة الوافدة من روسيا تأتي من خلال الطيران العارض، لافتا إلى أن السوق الروسي لا يزال أهم الأسواق التى تعتمد عليها شرم الشيخ في السياحة حيث يمثل نسبة ٧٠٪ من الحركة الوافدة لها، ولكن استعادة الحركة يتطلب الاهتمام بتدريب العاملين لتعويض هجرة العمالة المدربة للقطاع، ما يساعد على تحسين مستوى الخدمة المقدمة ومن ثم الارتقاء بنوعية السائح طبقا لرفع الأسعار السياحية.
وتابع: أن استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو فقط، لا يعني الاستفادة السياحية، حيث أن السائح الروسي لا يهتم سوى بالسياحة الشاطئية والتى تتمثل في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، ثم تأتي الرغبة في زيارة القاهرة والأقصر من خلال الرحلات البرية التي لا تتعدى رحلات اليوم الواحد، موضحا أن قرار روسيا ببحث مد خطوط الشارتر منخفض التكاليف لمصر يعد خطوة مهمة تلبي احتياجات السائح الروسي خاصة إذا ما تم فتح الطيران إلى سيناء والبحر الأحمر.
