وُلد بمدينة شيكاغو وسط أسرة تقليدية بسيطة ومُثقفة، لأب مُزارع من أصول أيرلندية ووالدة من أصول ألمانية التحقت بسلك التدريس، هو الرسام والمخرج والسيناريست الأمريكي والت ديزني، والذي وُلد في أوائل القرن التاسع عشر 5 ديسمبر من عام 1901.
بدأ والت حياته بشكل بسيط إلى الغاية، فحبه للقطارات دفعه نحو العمل في السكك الحديدية لبيع الوجبات الخفيفة والجرائد للمُسافرين وذلك خلال سنوات المراهقة، حتى شعر بشغفه وحبه للرسم فالتحق بمدرسة ماكينلي الثانوية بمدينة شيكاغو وتعلم بها الرسم والتصوير حتى تركها في السادسة عشر من عمره.
لم يتمكن ديزني من الإلتحاق بالتجنيد في القوات البحرية لصغر عمره، فالتحق بالصليب الأحمر لمدة عام، وبدأ بعد إتمامه العمل كرسام كاريكاتوري بالجرائد مثل جريدة معهده "صوت القرية" خلال سنوات دراسته وبعد تخرجه رسم في الجرائد الأخرى.
اجتهد ديزني في مجال الرسم ليُطور موهبته التي نشأ عليها - فكان دائمًا ما يرسم ويعرض لوحاته على أصدقائه وأقاربه منذ سنوات طفولته- حتى تمكن أخوه في أن يعثر له على وظيفة جيدة بأحد المعارض، وهنا كانت نقطة تحوله حيث التقى برسام الكارتون "أب أيوركس"، وأدى هذا اللقاء بعد فترة من الوقت إلى إنشاء وتأسيس شركتهم الخاصة.
مر والت ديزني بمجموعة من المراحل قبل تأسيسه الشركة مع أب يوركس، بدأت منذ إلتحاقه بشركة دعايا الأفلام كنساس سيتي والتي نشر فيها وابتكر من خلالها أول إعلانات ذات طابع خاص متعلق بتقنيات الرسوم المتحركة، حتى دفعته هذه الفكرة نحو تجربة العمل بالكاميرا وتأسيس أول شركاته الخاصة بالرسوم المتحركة، واستعان بالرسام الأمريكي فريد هرمان وكان أول موظف ينضم إلى شركته.
توالت الأحداث حتى اجتمع والت ديزني وأخوه روي مع الفنان أب أيوركس بولاية كاليفورنيا حيث جمعوا الأموال نحو تأسيس أستوديو "الإخوة ديزني" لإنتاج الأفلام الكارتونية، وكان أول تعاقد لهم على عرض الأفلام القصيرة مقابل 1500 دولار لكل فيلم.
بدأت الشركة في إنتاج مجموعة من الشخصيات الكارتونية نالت الكثير من الأضواء والشهرة مثل ميكي ماوس وحبيبته ميني ماوس، المنحوس بطوط وبندق صديقه، الكلبه بلوتو، إلى جانب فيلم الزهور والأشجار الحائز على جائزة الأوسكار، ثم فيلم سنو وايت والأقزام السبعة والحائز على نسبة مشاهدة عالية جدا، حتى توالت أعمالهم في سلسلة ديزني نحو خطوات أكثر نجاحا وشهرة.
إستمر والت ديزني في مسيرة النجاح حتى إفتتح مدينة ترفيهية بإسم "ديزني لاند"، ولم يهدأ بل عكف على تطوير مشاريعه حتى يحظى بشهرة ونجاح على أوسع نطاق، إلى أن وافته المنية في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر من عام 1966 وذلك عن عمر ناهز 65 عامًا.
