الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حرب وشيكة في لبنان بتوقيت طهران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذهاب قيس الخزعلي، من قادة ميليشيا الحشد الشعبى العراقية، إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل تطور خطير فى إطار الصراع الإقليمي. زعيم ميليشيا عراقية يتورط فى مهمة إيرانية لفتح قتال بين لبنان وإسرائيل!
الاثنان: «حزب الله» اللبنانى و«الحشد الشعبي» العراقي، من الميليشيات التابعة لقوات الحرس الثورى الإيرانى التى تدار من قبل الجنرال قاسم سليماني. ونحن ندرك أنه لا توجد لحسن نصر الله، ولا لقيس الخزعلي، أى سلطة حقيقية رغم الخطب الرنانة على شاشات التليفزيون، وميليشياتهم ليست قوات لبنانية ولا عراقية. فالجميع يعلم أنها تحارب، ضمن قوات إيران فى سوريا، منذ أكثر من ثلاث سنوات.
لماذا ذهب زعيم الميليشيا العراقية، الخزعلي، ببزة عسكرية إلى كفر كلا على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، فى حين أن الحدود السورية مع إسرائيل أقرب له، حيث توجد ميليشياته مع بقية الحشد الشعبى فى سوريا؟ هذه ليست رسالة تهديد بل عملا استفزازيا هدفه توسيع دائرة الحرب وإدخال لبنان فيها.
الخزعلى يدرك أنه لو زار الجولان السورية المحتلة، وأطل من هناك، وتوعد إسرائيل، فالأرجح أن يكون هدفًا للقوات الإسرائيلية، على اعتبار أن سوريا ساحة حرب مفتوحة لكل القوى. إيران أرسلت الخزعلى إلى لبنان رغبة فى توريطه فى حرب جديدة مع الإسرائيليين الذين سبق أن هددوا «حزب الله» فى لبنان بهجوم مماثل لعام ٢٠٠٦. حرب تلك السنة، كانت هى الأخرى، عملية مدبرة من قبل إيران التى خطفت جنديًا إسرائيليًا ورفضت إطلاق سراحه وسط توتر مع إيران. و«حماس» مثل «حزب الله» مجرد جماعة تديرها إيران. وعندما نجح حسنى مبارك، الرئيس المصرى الأسبق، فى مقايضة الأسير الإسرائيلى شاليط بألف فلسطينى مسجونين عند إسرائيل أجهضها السوريون الذين يمثلون إيران. ثم قام «حزب الله» بمحاولة خطف لإسرائيليين بالقرب من الحدود اللبنانية ونجم عنها قتلهم. هنا شنت إسرائيل حربها، وكانت هى غاية إيران، التى دمرت الكثير من البنى التحتية اللبنانية وقضت على آمال اللبنانيين بالخلاص من الحرب فى حين اختفت قوات الحزب تحت الأرض.
إيران تعيد الكرة، تحاول منذ فترة فتح جبهة حرب عبر لبنان، تحاشيًا لمواجهة الإسرائيليين فى سوريا بعد أن قُصفت ميليشياتها هناك عدة مرات. إيران ترى لبنان أرضًا رخوة، دولة بلا حكومة مركزية حقيقية. وما كلمة وزير الخارجية اللبنانى الأخيرة إلا ترديد لخطاب إيران، الذى يستحيل أن يرضى عنه غالبية اللبنانيين، وفيها يهدد ويتوعد إسرائيل والولايات المتحدة! والخطاب صار محل سخرية العالم. يقول فيه: «نحن فى لبنان لا نتهرب من قدرنا فى المواجهة والمقاومة حتى الشهادة. نحن من هوية القدس لا نعيش إلا أحرارًا وننتفض بوجه كل غاصب ومحتل». ومن المؤكد أنه ليس لغة ولا حبر الوزير المسيحي، بل خرج من مكتب حسن نصر الله. إلى هذه الدرجة من الخضوع والانحطاط بلغت الحكومة اللبنانية الحالية! هانت عليها التضحية بسيادتها، وصارت تقبل التضحية بمواطنيها لصالح أجندة تملى عليها! هذه دولة مخطوفة ولا تقوى على الاعتراف بحقيقة وضعها. وبعد هيمنة إيران على سوريا أصبح لبنان ملحقًا بنتائج الحرب وتفاهماته. وزادت هيمنة طهران التى أصبحت تتجرأ على إرسال ميليشياتها وقياداتها إلى خط التماس مع إسرائيل تستدرجها لحرب جديدة.
ولأن القيادات الحكومية والحزبية اللبنانية لا تعبر عن رفضها لتصرفات الحزب، فإننا أمام مرحلة جديدة فى حياة لبنان السياسية، حيث تدير الجمهورية الإسلامية الإيرانية شئون الجمهورية اللبنانية من حدودها الجنوبية إلى خطاب وزير خارجيتها، وستنتهى عند مذبح الصراعات الإقليمية.
* نقلا عن «الشرق الأوسط»