اندلعت حرب كلامية بين روسيا وأمريكا على خلفية التطورات الأخيرة على الساحة السورية، ففي الوقت الذي شككت فيه أمريكا في التصريحات الروسية بسحب القوات من سوريا، عبر السياسيين الروس عن سخريتهم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتصاره في سوريا.
شككت الولايات المتحدة الأمريكية في صدق النوايا الروسية حول إعلانها سحب جزء كبير من قواتها من سوريا، مؤكدة على أن إعلان تحقيق النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي "سابق لأوانه".
وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "نعتقد أن الإعلان الروسي عن هزيمة داعش سابق لأوانه.. رأينا مرارا في التاريخ الحديث أن أي إعلان عن النصر سابق لأوانه يعقبه فشل في تدعيم المكاسب العسكرية واستقرار الوضع وتهيئة الظروف التي تحول دون إعادة ظهور الإرهابيين".
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أدريان رانكين جالاوي: إن الولايات المتحدة لم تلحظ أي سحب كبير للقوات الروسية منذ إعلان بوتين وأنه لم يحدث خفض كبير في القوات المقاتلة في أعقاب الإعلانات الروسية السابقة بسحب قواتها من سوريا.
وكان بوتين أعلن خلال زيارته المفاجئة لقاعدة حميميم في سوريا أن مهمة القوات الروسية أُنجزت بشكل كبير في دعم النظام السوري، وإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي.
فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن بلاده حققت انتصارا على داعش في سوريا والعراق، ما أثار ردودا ساخرة لدى سياسيين روس
وقال ترامب في الكونجرس خلال مراسم التوقيع على الميزانية الدفاعية الجديدة الثلاثاء: "انتصرنا في سوريا، وانتصرنا في العراق، لكنهم (الإرهابيين) ينتشرون في مناطق أخرى. ونلاحقهم بذات السرعة التي ينتشرون بها".
وقال السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف، في تغريدة له على موقع "تويتر"، إن "الكلمات التي لفظها ترامب، لا تقنع حتى الإعلام الأمريكي، الذي يقول إن روسيا هي التي انتصرت في سوريا. ومن كان هناك (في سوريا) أمس، هو بوتين وليس ترامب"، في إشارة إلى أن التصريحات الأمريكية جاءت بعد يوم واحد من زيارة بوتين إلى قاعدة "أحميم" السورية.
وأضاف أن كلام ترامب يشبه خطاب المؤرخين الأمريكيين، الذين يعتقدون أن ألمانيا النازية لم تمن بهزيمة إلا بفضل انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب ضدها.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد ذكرت في وقت سابق، أن كثيرين في الغرب يحاولون سرقة الانتصار الروسي في سوريا، مشيرة بسخرية إلى أن من الأجدر لهم الافتخار بـ"إنجازاتهم" السابقة في العراق وليبيا وأفغانستان.
وفي سياق متصل، أعلن وفد المعارضة السورية الموحد في جنيف تمسكه بتطبيق بيان جنيف واحد وقرار مجلس الأمن الدولي ألفان ومئتان وأربعة وخمسون، مشيرًا في بيان إلى عدم وضعه شروطا مسبقة لأي مفاوضات مباشرة.
