الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"جولات الشنط" القطرية.. رشاوى لبعض الجهات في أفريقيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زرع خلايا تابعة دويلة آل حمد تعمل على الاستيلاء على السلطة 

بجانب تهديد استقرار الدول العربية، لم تسلم أفريقيا أيضا من إرهاب قطر، ومنذ وصول الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثانى لسدة الحكم بالدوحة، اشتهرت السياسة القطرية فى أفريقيا، خاصة منطقة الساحل والصحراء برحلات مكوكية وزيارات مستمرة، وكان يطلق عليها الأفارقة «جولات الشنط»، إشارة إلى المليارات التى تضخها قطر لبعض النخب والجهات الحكومية والسياسية، غير أن تلك الهبات السخية تخفى وراءها إرادة واضحة للتغلغل فى أفريقيا، خاصة منطقة القرن الأفريقى والساحل من أجل تحقيق أهداف تخريبية تخدم الأجندة القطرية.
ومع تأسيس قناة الجزيرة عام ١٩٩٦، وجهت قطر ترسانتها الإعلامية لغزو وابتزاز المنطقة الأفريقية ممثلة فى «الجزيرة»، إذ لم تكتف بالبث العربى بل أطلقت قناة باللغة السواحلية تستهدف قرابة ١٠٠ مليون نسمة فى جنوب وشرق أفريقيا، وتعمل منذ سنوات على إطلاق قناة ناطقة باللغة الفرنسية تبث من العاصمة السنغالية داكار، لاستهداف سكان غرب القارة السمراء.
وتحت غطاء «عصا الجزيرة الغليظة»، خاصة للأنظمة الأفريقية التى تواجه معارضات سياسية قوية، تمكنت قطر من تذليل الطريق أمام مآربها الاقتصادية والسياسية الغامضة، فحصلت على عقود استثمارية فى هذه الدولة وتلك، لكن هذه المشروعات الاستثمارية سرعان ما تسحبها الدوحة بدون سابق إشعار للطرف الثانى، كما حصل مع موريتانيا بعد دخولها فى مشروع «معدنى كبير»، وأحيانًا تتحفظ الدولة المضيفة على التحركات القطرية من وراء المشروع فتطردها بصمت، ويبقى وراء الكواليس الدبلوماسية ما وراءها، كما حدث مع مشروع «الديار» القطرية فى موريتانيا.
وبدافع الجنوح للزعامة الوهمية لكى تظهر قطر الصغيرة باسطة نفوذها فى القارة الأفريقية، تعمل الدوحة على زرع خلايا تابعة لها تعمل على الاستيلاء على السلطة فى هذا البلد أو ذاك، ولا تستثنى السياسة القطرية أى شبر من القارة السمراء.
وأصبحت إريتريا محطة جديدة من الدعم القطرى للجماعات والتنظيمات الإرهابية والمشبوهة، وتغذية المعارضة المسلحة، إذ لجأت قطر وبوقها «قناة الجزيرة» إلى فبركة الأخبار فى محاولة لجر دولة إريتريا لدائرة الفوضى.
ولم يكتف التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الذى ترعاه دولة قطر، باجتياح بلدان عربية وإسلامية وتهديد استقرارها، بل تمددت سياط الإرهاب والفزع التى يحملها إلى العاصمة الإريترية «أسمرة»، حيث تعمل عناصره على التغلغل فيها.
وروجت القناة القطرية خلال الأيام الماضية، لمظاهرات طلابية فى إريتريا، على خلفية إغلاق مدرسة الضياء الإسلامية من قبل السلطات نتيجة لرفضها الانضمام لمنظومة الضوابط الرسمية للدولة، كما صورت ما يحدث بأنه «فتنة طائفية» بين المسلمين والمسيحيين، ما وصفه نشطاء إريتيريون بمحاولة لـ«دعشنة القضية» وتهديد الأمن القومى وتفكيك النسيج الوطنى. 
وبحسب معهد الدراسات الأمنية الأفريقية، تسعى قطر من خلال تغلغلها فى أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقى تحديدًا، لبسط السيطرة على أحد أهم المناطق التى تؤثر على الملاحة البحرية فى المنطقة، فقد تدخلت فى صراعات بين السودان وإريتريا، والصومال وإثيوبيا، وإريتريا وجيبوتى.
وسعت الدوحة أيضا منذ سنوات إلى الاستحواذ المالى على المؤسسات الكينية عبر بنك قطر، فوقعت قطر مع كينيا مذكرة تفاهم، وتحت ستار العمل الإنسانى والإغاثى قدمت الدوحة مساعدات لبعض الحركات المتطرفة فى كينيا عبر بوابة مؤسسة «قطر الخيرية» التى نشطت هناك منذ سنوات.
وبفضل الدعم القطرى للجماعات الكينية المتطرفة، أصبحت كينيا أحد أهم المصادر لتغذية الإرهاب فى ليبيا بالعناصر التكفيرية المتشددة، خاصة أن انتشار الخلايا المتطرفة فى البلاد شهد تطورا فى ظل تراجع تلك الخلايا الدعوية فى الصومال نتيجة خطط دولية لمحاربة التنظيم، إذ هيمن المتشددون على المناطق التى تعيش فيها الأغلبية المسلمة فى البلاد، وسيطروا على مساجدها والمنابر الدعوية التى فيها، فكان أن ازداد حجم تلك الجماعات وازدادت وتيرة نشاطها والموجهة بالأساس إلى خارج كينيا.