الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

فتش عن أصابع الدوحة.. اليمن يواجه خطر التقسيم

الصراع دمر أجزاء
الصراع دمر أجزاء واسعة من اليمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيناريوهات المستقبل.. بين الحوار مع السعودية.. واستمرار الحرب الأهلية
خبراء: استقرار البلاد مرهون بخروج قطر وإيران ووقف دعمهما للحوثيين
سيناريوهات متعددة تنتظرها الساحة اليمنية، بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على يد جماعة الحوثيين، ويأتي في مقدمة هذه السيناريوهات استمرار الحكومة الشرعية بدعم من التحالف العربى فى عملياته ضد الحوثيين، بعد أن وجه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في يوم الاثنين ٤ ديسمبر٢٠١٧، ببدء عملية عسكرية تحت اسم «صنعاء العروبة»، تتجه للعاصمة لتحريرها من الميليشيات الحوثية المدعومة والممولة من إيران، بينما أعلن رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، أن الرئيس هادي سيصدر عفوًا عامًا عن كل من يقطع تعاونه مع الحوثيين.
وتهدف عملية صنعاء العروبة إلى إنهاء سيطرة الإنقلابيين الحوثيين على العاصمة اليمنية، فيما تشتد المعارك بصنعاء بين ميليشيات الحوثي وقوات المؤتمر الشعبي العام، الموالية للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح والذي أغتيل على يد الحوثيين.
كما أكد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، أن المملكة تقف دوما مع الأشقاء في اليمن مهما حدث من «جرائم حوثية».
وفى هذا السياق يرى سايمون هندرسون، الخبير فى شئون دول الخليج العربى بمعهد واشنطن، أن الدعم الإيراني للحوثيين يشكل عائقًا أساسيًا في إنهاء الحرب، كما أكد على أهمية زيادة الضغط العسكرى على الحوثيين في شمال اليمن، ويرى أنه يمكن القيام بذلك من خلال تعزيز الوحدات السعودية المتمركزة عند الحدود بواسطة قوات إماراتية أكثر كفاءة.
صراع قبلي
ويأتي الصراع بين القبائل، كسيناريو ثان في إطار استمرار الدماء، فإذا كانت الحكومة الشرعية في اليمن تواصل حربها ضد الحوثيين، فإن مقتل «صالح» اعتبرته جماعة عبد الملك الحوثي ثأرا لمقتل السيد حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة.
ووصف زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي، الإثنين، اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، باليوم «الاستثنائي والتاريخي».
‏ واعتبار الحوثي مقتل صالح بأنه يوم تاريخي، يؤكد على إزكاء حالة الثأر داخل البيت اليمني، لأن بيت «علي صالح» وقبيلته «سنحان» لن تسكت عن حق الثأر بعد مقتل صالح والتمثيل بجثته، ما يعني فتح حرب «دماء ثأرية» بين الحوثيين وبيت «صالح»، والثأر عادة عربية اختفت من مناطق عديدة، لكنها ما زالت متواجدة بقوة فى المناطق القبلية ومنها اليمن، وهى تتمثل فى ترصد عائلة أى قتيل، ولو في خلاف عادي، لعائلة قاتله إلى أن يتم قتل شخص من عائلة القاتل.
وفي حساب شخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منسوب لصلاح نجل علي عبد الله صالح، دعا الشعب للثأر: «يا شعب يا شعب الثأر الثأر، ولعن الله من جلس ببيته بعد الآن، ثأر أبي ثأر كل يمني، قاتلوهم أينما وجدوا، تحركوا».
وقال السياسي اليمني فاروق حمزة، رئيس تجمع أبناء قبيلة عدن، جنوب اليمن، علي عبد الله صالح ختم حياته بتوجيه أعضاء ومناصري حزب المؤتمر الشعبي العام إلى الوجهة الصحيحة، وهي مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية والانتصار للجمهورية، واستشهد بعد أن دشن بنفسه معركة تحرير صنعاء من جبروت طهران.
وأكدت تقارير يمنية، أن أحمد نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، يتولى قيادة العمليات العسكرية ضد ميليشيات الحوثي.
ومن جانبه غرد أمجد طه، الإعلامي والرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، والخبير في الشئون السياسية، قائلًا: «على طريقة قتل وتصوير القذافي مقتل علي عبدالله صالح لأن المخرج وأحد والممول واحد؛ نظام قطر، وبالتحالف مع الإخوان والحوثيين، أمس رجع لإنقاذ صنعاء العروبة من إيران.. فــقُتل اليوم برصاص الغدر والخيانة».
في هذا الشان يرى سايمون هندرسون، أهمية دعم القبائل غير الحوثية، لافتًا إلى أنه يمكن اللجوء إلى القبائل الأخرى في شمال اليمن للتصدي لمحاولات الحوثيين السيطرة على المناطق غير الحوثية.
انفصال الجنوب
السيناريو الثالث، التقسيم وانفصال اليمن، وعودته إلى ما قبل ١٩٩٠، ليعيد الجنوبيون تأسيس اليمن الجنوبي ويبقى الشمال تحت حكم الحوثيين، وهذا السيناريو مرتبط بوجود الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.
فقد أكد نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، هاني بن بريك، أن أحداث صنعاء تؤكد أهمية تمسك وإصرار الجنوبيين على إعادة إعلان دولتهم في الجنوب.
الفيدرالية
كما يرى مراقبون أن مشروع الدولة الاتحادية من ستة أقاليم قد يكون حاضرا في مستقبل اليمن، وهو الذي أُقر في الدستور اليمني في فبراير ٢٠١٤، فقد تم إعلان الجمهورية اليمنية رسميًا «دولة اتحادية» تضم ستة أقاليم، بناءً على قرار اللجنة التى قرر الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، تشكيلها فى نهاية ٢٠١٤.
كما تم الاتفاق على أن تكون أمانة العاصمة صنعاء مدينة اتحادية غير خاضعة لسلطة أى إقليم، ويتم وضع ترتيبات خاصة بها في الدستور، لضمان حياديتها واستقلالها.
أما بالنسبة لمدينة عدن، فقد تم التوافق على أنها مدينة إدارية واقتصادية ذات طابع خاص فى إطار إقليم عدن، وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة، تُحدد في الدستور الاتحادي.
الحوار مع السعودية
أما السيناريو الرابع، فيتمثل في الحوار مع السعودية، ويذهب إلى أن تفتح جماعة الحوثيين حوارًا مع السعودية عبر وسيط دولي قد يكون روسيا، وهو سيناريو غير مستبعد مع تصريحات حوثية تشير إلى هذا الاتجاه.
وفي رأي سايمون هندرسون، فإن إحداث شرخ بين الحوثيين وإيران، عبر إغراء الحوثيين بالمال، لتحقيق هذا النهج، ولكن الحوثيين قد لا يشعرون بعد بالضغط الكافي لقبول أي عرض يقدَّم لهم.. وأكد القيادي في جماعة الحوثيين (محمد البخيتي)، أن الجماعة مستعدة للحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة.. وأوضح الخبير في شئون دول الخليج العربي «هندرسون»، أنه أيًا كان المسار الذي يختاره التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، فإنه يبدو أن المعارك سوف تستمر في الأيام المقبلة.