الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد انهيار 3 عقارات.. الحزن يخيم على أهالي روض الفرج.. والمتضررون: الحي تجاهلنا

عقار روض الفرج
عقار روض الفرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استيقظ سكان منطقة روض الفرج على واقعة مفجعة بانهيار 3 عقارات متهالكة وتسببت في مصرع اثنين بينهما سيدة وطفلة وإصابة 6 آخرين، بالإضافة إلى وجود شاب آخر أسفل الأنقاض لم يتم إنقاذة.
وكثفت قوات الحماية المدنية جهودها محاولًة انتشال ذلك الشاب وإزالة أنقاض ذلك العقار.


" البوابة نيوز" انتقلت إلى موقع الحادث والتقت ببعض الناجين من ذلك الانهيار، وأهالي الضحايا الذين رووا قصصًا مأسوية عن الحادث.
كانت في محافظة الإسماعيلية في الوقت الذي انهار فيه العقار، مضيفة أنهم أخبروها بأن العقار قد انهار وأن رامي تحت الأنقاض، وأن والدته وأخيه قد تم نقلهما إلى المستشفى للعلاج.
وأضافت عمة رامي لـ"البوابة نيوز"، أن رامي كان متبقيًا على عرسه حوالي 14 يومًا، كما أن خطيبته تبكي عليه بعد أن علمت بالخبر، حيث كانت تجمعهما قصة حب كبيرة، وكانا ينتويان الزواج قريبًا.
وطالبت الحكومة بضرورة التحرك سريعًا لنجدة رامي، موضحة أنه محبوب من الجميع في المنطقة، قائلة: "قلبي بيصرخ عليك يا رامي، وندعو الرب أن يكون حيًا أسفل الأنقاض".





المتضررون: الحي تجاهلنا 
كما التقت "البوابة نيوز" بإحدى السيدات من سكان عقارات روض الفرج المنهارة، والتي قالت إنه من عام 1990 وهم يقومون بتقديم بلاغات للحي من أجل تنكيس العقارات التي يقيمون فيها، وكان ردهم "متخافوش".
وتابعت: كما قمنا بالإبلاغ عن عقاراتنا المتهالكة أكثر من مرة حيث كانوا يأتون لمعاينة تلك العقارات ويرحلون دون أي جدوى.
وأضافت لـ"البوابة نيوز"، أننا قمنا بترميم منازلنا على نفقتنا الخاصة، دون أدنى تدخل من الحي، كما أن زوجي قام بترميم منزلنا مرتين قبل وفاته، وقد أصبحنا الآن في الشارع دون مأوى، متسائلة "أين المحافظة، أين الحي".
وقالت سيدة أخرى بأنهم اشتكوا كثيرًا من حالة المنازل المتهالكة، وكانت صاحبة المنزل ترد علينا "أنا مالي، خليه يقع بيكم، ماليش دعوة، مش عارفين ندخل جوه، ولا ناخد حاجاتنا الموجودة أسفل الأنقاض، ومش عايزين يخلونا ندخل نشوف حاجتنا".



عجوز روض الفرج وزوجته: البرد هيموتنا
"لا هنتحمل البرد ولا البهدلة في الشارع"، ليست جملة تحمل في طياتها معنى اليأس والحزن بقدر ما تشير إلى حقيقة تجسدت في أرض الواقع وبالتحديد في شارع الترعة بجزيرة بدران بمنطقة روض الفرج.
فمبجرد تفقدك لحادث انهيار 3 عقارات بالمنطقة والذي هز أركان المنطقة، ستلاحظ عجوزًا وزوجته جالسين على رصيف الشارع، الحزن واليأس يسيطران عليهما، تكاد الدمعة أن تنزل من عينيهما، فلم يعودا قادرين على تحمل ما نسمية "البهدلة".
"البوابة نيوز" تحدثت معهما لمعرفة تفاصيل المأساة التي حلت بهما وسكان الـ3 عقارات المنهارة.
تقول زوجة حامد على الليثي، تلك العجوزة المسكينة، إنها وزوجها يقيمان في شقة بالطابق الثالث من العقار المنهار رقم 43 منذ نحو 50 عامًا، وتفاجئنا بالأهالي يخبروننا على أول الشارع بأن العقار الذي نقيم به أنهار تمامًا.
تضيف والدموع تذرف من عينيها، أنها كانت عائدة مع زوجها من التأمين الصحي، ورأينا أطفالًا يتم انتشالهم من أسفل أنقاض العقار ووجدنا المنزل كله قد أنهار تمامًا.
التقط الزوج العجوز أطراف الحديث مؤكدًا أنه لا يوجد لهم أي مأوى ومسكن على الإطلاق غير تلك الشقة التي كانت تأويهم، كما أنه ليس لهم أي أقارب في القاهرة يمكن أن يلجأوا إليهم، قائلًا: "أنا وزوجتي دلوقتي أصبحنا في الشارع، وعندي 75 سنة ومش قادرين حتى نتحرك من مكاننا".
وأوضح أن معاشه لا يتعدى 500 جنيه، كان يدفع منهم الإيجار والباقي للمعيشة، مشيرًا إلى أنه ليست لديه القدرة على تحمل البرد الشديد قائلًا: "أنا خايف أموت من البرد، وقاعد وزوجتي في الشارع، يا ريت حد يلحقنا، ومالناش حد"، مطالبًا الحكومة بنجدته.


تفاصيل الواقعة بدأت عندما ورد إخطار للواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، من الرائد قدري الغرباوي رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج، عن انهيار عدد من العقارات ووجود ضحايا ومصابين ومحاصرين تحت الأنقاض، وعلى الفور انتقلت الأجهزة المعنية وقوات الإنقاذ إلى مكان الواقعة واستخرجت جثتين و4 عالقين من تحت الأنقاض.
وبالفحص تبين انهيار العقار رقم 45 حارة البرنس من شارع الترعة جزيرة بدران روض الفرج مكون من 5 طوابق، ما أدى لانهيار العقار رقم 43 (3 طوابق) انهيار كلي، والعقار رقم 47 (3 طوابق) انهيار جزئي.
وفرضت قوات أمن القاهرة، كردونا حول المكان، واستعانت إدارة الحماية المدنية بالأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية للكشف عن أحياء أسفل الأنقاض، وتمكنت من إنقاذ 4 مصابين، وتوفيت كل من صباح عبدالمنعم محمد 45 سنة وهنا طه ياسين 5 سنوات.


وبمجرد انهيار العقار، انتقل اللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، واللواء عزت زهران حكمدار القاهرة، واللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، وعدد من القيادات الأمنية بالمديرية بينهم اللواء علاء عبدالظاهر نائب مدير الحماية المدنية إلى موقع الحادث لمتابعة انتشال الضحايا، كما تم إخلاء العقارات المجاورة للعقار المنهار، حفاظًا على أرواح الأهالي، وتم إنقاذ 5 مصابين، وانتشال جثتين إحداهما لسيدة والأخرى لطفل.
كما قامت الأجهزة الأمنية بإخلاء عدد كبير من العقارات المجاورة للعقار المنهار بعد تصدعها، خشية سقوطها، وتم انتداب لجنة من المحافظة للمعاينة.







أبطال في مواجهة الموت 
ما بين تراب وأنقاض على الأرض، ورجال حماية مدنية يعافرون من أجل استخراج الجثث والمصابين، وسط صرخات السيدات من الفاجعة، هناك أبطال تصدروا المشهد منذ بدايته، فكان لهم دور كبير في إنقاذ 4 أطفال فور وقوع الانهيار بلحظات. 
" البوابة نيوز" تحدثت مع حمادة حنفي 35 سنة، و"ميمو" 51 سنة، اللذان رووا تفاصيل تلك المغامرة التي قاما بها من أجل إنقاذ 4 أطفال كانوا موجودين داخل أحد العقارات التي أنهارت صباح الثلاثاء.
يقول حمادة حنفي، إنه كان يجلس مع أصدقائه على إحدى المقاهي الموجودة بالمنطقة في نفس التوقيت الذي وقع فيه الحادث وتفاجأ انهيار جزء من أحد العقارات وتلاها بعد ذلك انهيار العقار على عقارين بجواره، حيث أسرع على الفور بصحبة المدعو ميمو إلى ذلك العقار عندما سمع أصوات أطفال يستنجدون ويصرخون "الحقونا"، حيث كان بكاؤهما وصرخاتهما مرتفعة تملأ أرجاء المنطقة.
وأضاف حنفي، حينها لم نتردد لحظة أن نتسلل إلى ذلك العقار، فلم يهمنا حياتنا على الإطلاق، فقد كان كل ما يشغلنا هو كيف يمكننا إنقاذ هؤلاء الأطفال الصغار وبالفعل تسللنا داخل العقار وصعدنا إلى أعلى وقمنا بحمل الأطفال واستخراجهما من داخل العقار بسلام.
وأشار إلى أنه أثناء محاولته استخراج الأطفال، أصيب فى قدمه نتيجة لسقوط جزء من عقار على قدميه ولكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار من الإنقاذ، وقد كان من ضمن الذين قمنا باستخراجهم اثنين متوفين، واثنين مصابين.
وأوضح أن المنزل الأول المنهار قد سقط جزء منه على العقار الثاني والثالث، وقمنا بإنقاذ 4 من المنزل الثالث، وأثناء قيامنا بإنقاذهم سقط علينا سقف إحدى تلك العقارات أدى إلى إصابتنا، ورغم الإصابة صممنا على استكمال مغامرة الإنقاذ، وقمنا بالتهوية بملابسنا حتى نستطيع رؤية الأطفال داخل العقار، وتمكنا في النهاية من إنقاذهم.



تعود تفاصيل الواقعة عندما ورد إخطار للواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، من الرائد قدري الغرباوي، رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج، مفاده انهيار عدد من العقارات ووجود ضحايا ومصابين ومحاصرين تحت الأنقاض، وعلى الفور انتقلت الأجهزة المعنية وقوات الإنقاذ إلى مكان الواقعة واستخرجت جثتين و4 عالقين من تحت الأنقاض. 
وبالفحص تبين انهيار العقار رقم 45 حارة البرنس من شارع الترعة جزيرة بدران روض الفرج مكون من 5 طوابق، ما أدى لانهيار العقار رقم 43 (3 طوابق) انهيار كلي، والعقار رقم 47 (3 طوابق) انهيار جزئي.
وقامت الأجهزة الأمنية، بفرض كردون بمعرفة قوات أمن القاهرة، واستعانت إدارة الحماية المدنية بالأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية للكشف عن أحياء أسفل الأنقاض، حيث تمكنت من إنقاذ 4 مصابين، وتوفيت كل من صباح عبد المنعممحمد 45 سنة وهنا طه ياسين 5 سنوات.