"مطربة المثقفين" لقب ظل يطارد الفنانة ماجدة الرومي طيلة مشوارها الفني؛ لعدة أسباب، منها ارتباط اسمها بمجموعة كبيرة من الشعراء والمبدعين العرب الذين لهم دور بارز في إثراء الثقافة العربية، منهم نزار قباني والمخرج العالمي يوسف شاهين الذي كان له الفضل في إظهارها لأول مرة على شاشات السينما، فضلًا عن الثقافة الموسوعية التي تتمتع بها "ماجدة" على المستوى الشخصي، ويتجلى ذلك في إتقانها قواعد اللغة العربية وعشقها للشعر العربي بشتى أشكاله.
وقد أسهم الشاعر نزار قباني في تشكيل شخصية ماجدة الرومي، فمن أوائل الأغنيات التي وضعت قدمها على مسار الفن "بيروت ست الدنيا" التي صنعت جزءًا من شهرتها، وكانت من ألحان الملحّن الشهير جمال سلامة.
ولم يكن "نزار" فقط ممن كان لهم الفضل في ظهور "ماجدة" على الساحة الغنائية، إذ أسهم الشاعر سعيد عقل في تلك الشهرة، فغنّت ماجدة أول أغنية لها، وهي "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" من شعر سعيد عقل، وألحان إلياس الرحباني، وغنّت أيضًا قصيدة "كلمات" التي تعتبر من أهم أغنياتها، ولحّنها إحسان المنذر، فضلًا عن قصيدة "مع جريدة" التي لحّنها جمال سلامة، و"طوق الياسمين" من ألحان كاظم الساهر، وقد غنّتها بعد وفاة نزار.
عندما أرادت "ماجدة الرومي" أن تدعم المقاومة العربية في فلسطين، راودتها قصيدة الشاعر محمود درويش الشهيرة "سقط القناع"، فقررت إدخالها إلى عالم النغم بصوتها الشجيّ، ومن أقصى الشمال تحضر سيرة الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد الذي قامت ماجدة برثائه في كلمات بمنتهى الرقة والعزوبة فأسهم في ضجة كبيرة أسهمت في ذيوع شهرة كبيرة لماجدة.
كان السبب الرئيسي في التشبع الفني والثقافي عند ماجدة الرومي التي تحتفل الأوساط الثقافية والفنية بعيد ميلادها، اليوم، هو نشأتها في كنف أسرة فنية في الأساس؛ فوالدها الموسيقار حليم الرومي، ووالدتها الفنانة ماري لطفي، وبدأت موهبتها الفنية في سن العاشرة عندما شاركت في مسابقة غنائية وحصلت على المركز الأول، فلم يستطع الأب أن يقف في وجه ابنته التي شقّت لنفسها طريقًا في العالم الغنائي.
