الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل يفعلها السيسي؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل يفعلها السيسي؟ لو فعلها لأثلج صدور أكثر من مليار مسلم حول العالم ونحو مائتي مليون عربي بالشرق الأوسط، نعم، تلك هي الحقيقة، فالرئيس السيسي يمتلك القدرة على الحسم وأيضًا المبادرة التي تمكنه من البحث عن حلول غير تقليدية لأزمات المنطقة، فمع بداية زيارة الرئيس بوتين للقاهرة أبلغني صديق عزيز وأحد أبرز القيادات اليسارية المصرية والذي يقيم حاليا في مدينة "بطرسبرج" الروسية، أن الأهداف المعلنة حول زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة تختلف تماما عن السبب الحقيقي وراء الزيارة، مؤكدًا أن لديه معلومات من مصادر داخل دوائر صنع القرار بالحكومة الروسية، وأن اجتماعا موسعا سيعقد قريبا بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء عرب والرئيس محمود عباس أبومازن رئيس السلطة الفلسطينية، وسيحمل مفاجأة للعالم كله، وبالطبع لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وسيعلن المجتمعون قيام دولة فلسطينية ذات سيادة غير منقوصة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مع دعوة جميع دول العالم إلى الاعتراف بها، وحسب كلامه فالقرار يأتي ردا على القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى مدينة القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وبعد انتهاء المحادثة بيني وبين صديقي، لم يتوقف عقلي عن التفكير فيما قد تحمله الأيام القادمة، وهل بالفعل يمكن أن تحمل أخبارا طيبة تُخرجنا من حالة الضعف والوهن التي يشعر بها كل مواطن عربي ومسلم أم أن ذلك درب من دروب الخيال الذي نسجته عقولنا هربا من الواقع السيئ الذي نعيشه ويعيشه أشقاؤنا الفلسطينيون؟ 
جميل أن تشهد الزيارة التوقيع على وثيقة البدء في تفعيل وتنفيذ عقود مشروع المحطة النووية المصرية بالضبعة، ومن الرائع أيضًا أن يتفق الطرفان على استئناف رحلات الطيران وعودة السياحة الروسية لمصر، أو أن يتم التوقيع على صفقات أسلحة وغيرها من الاتفاقيات التي وقعت خلال الزيارة، لكن قضية القدس لما لها من مكانة دينية وقومية لدى المواطن العربي تظل على رأس اهتمام الجميع شعبا وحكومة صغيرا كان أم كبيرا.
لفت نظري أيضا خلال الأيام الماضية مطالبة البعض الحكام العرب بالرد بالمثل على القرار الأمريكي المشئوم، بأن تعلن الدول العربية مجتمعة نقل سفاراتها للقدس والاعتراف بها عاصمة للدولة الفلسطينية، وإن كان الهدف من وراء تلك المطالب نبيلا لكنها تعبر بكل أسف عن سذاجة سياسية وضيق أفق، فمن غير الممكن تنفيذ ذلك على أرض الواقع أو حتى على المستوى الإعلامي، فمن المعروف أن مدينة القدس واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي مثلها مثل العديد من المدن الفلسطينية المحتلة، فلا يستطيع أحد الدخول أو الخروج منها دون الحصول على التصاريح اللازمة من الجانب الإسرائيلي، ولا أعرف كيف سيعلن العرب عن نقل سفاراتهم إلى مدينة محتلة؟ إلا إن كان المقصود هو نقل السفارات بما يخدم المصالح الإسرائيلية والقرار الأمريكي. وأذهلني أيضا الهجوم الذي تعرض له الدكتور ناجح إبراهيم أحد أبرز قيادات الإسلام السياسي، عندما قال في تصريحات لأحد البرامج، إن الدفاع عن القدس على أساس ديني سيتسبب في أزمة كبيرة، وسيؤدي إلى ابتعاد الناس عن القضية، مضيفًا أنه "يجب دائمًا أن نطرح القضية في ضوء نظرية الحق التي تجذب المسلم والمسيحي وحتى اليهودي نفسه". 
وتابع: "هناك فرق كبير بين اليهودي والصهيوني، فنحن ليس بيننا وبين اليهود أي عداء، لكن مشكلتنا مع الصهيوني الذي يحتل أرضنا، وإذا كانت تصريحات ناجح إبراهيم أصابت الحقيقة من وجهة نظري، باعتبارها تمثل اللغة التي يجب أن نخاطب بها العالم، كما أنها تتطابق مع قناعاتي الشخصية بأن قضية القدس هي قضية قومية ووطنية وليست قضية دينية، كما يزعم من يطلقون على أنفسهم علماء دين، أغضبتهم تصريحات الرجل، لمجرد قوله: إن القدس يجب أن تكون قضية سياسية للجميع مسلمين ومسيحيين ويهود من غير الصهاينة.