السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر تنتصر للقدس في الأمم المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بكل قوة ومصداقية أعربت مصر عن استنكارها لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، مشددة على رفضها لأية آثار على ذلك، وأكدت مصر قلقها البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوى عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية، فضلا عن تأثيراته السلبية للغاية على مستقبل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتى تأسست مرجعيتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد إحدى قضايا الوضع النهائى التى سوف يتحدد مصيرها بين الأطراف من خلال المفاوضات.
جاء ذلك فى كلمة مصر، والتى ألقاها المندوب الدائم السفير عمرو أبوالعطا أمام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن.. وحذرت مصر مجلس الأمن من تداعيات قرار واشنطن على استقرار المنطقة، وأكدت مصر أن القرار الأمريكى يخالف القانون الدولى وعواقبه وخيمة، وأن هذا القرار مخالف للشرعية الدولية، وبالتالى فإنها قرارات غير ذات أثر على الوضع القانونى لمدينة القدس، كونها مدينة واقعة تحت الاحتلال، ولا يجوز قانونًا القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم فى المدينة.
وقد أدان المجتمع الدولى والمنظمات الدولية والعرب القرار الباطل الذى أصدره الرئيس الأمريكى بشأن القدس، واندلعت الانتفاضة والاحتجاجات والإدانات فى العالمين العربى والإسلامى فى جمعة الغضب التى شهدت مسيرات غضب ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، ففى مصر خرجت المظاهرات من مساجد الأزهر والنور وعمرو بن العاص تندد بقرار ترامب بشأن القدس، ورفض شيخ الأزهر لقاء نائب الرئيس الأمريكي، كما اندلعت المظاهرات العارمة فى الأرض المحتلة فى الضفة وغزة والقدس ورام الله وبيت لحم، واستشهد العشرات من الفلسطينيين وإصابة المئات فى انتفاضة الغضب دفاعًا عن عروبة القدس.. كما شهدت عواصم الدول الإسلامية والعربية انتفاضة شعبية حاشدة بعد قرار ترامب الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما جعل الولايات المتحدة تواجه عزلة دولية فى المظاهرات الحاشدة فى إندونيسيا وماليزيا وباكستان، كما أعلن العرب موقفًا موحدًا بشأن القدس، وقدمت فلسطين فى اجتماع وزراء الخارجية العرب فى القاهرة، مشروع قرار يدعو لإلغاء قرار الرئيس الأمريكى واعتباره باطلاً.
وأكد مراقب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة أن بلاده قدمت شكوى لمجلس الأمن ضد الولايات المتحدة بشأن قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
كما قررت فلسطين التوجه إلى المحكمة الدولية بشأن قرار ترامب حول القدس.
وقد تعهدت جميع القوى الوطنية فى فلسطين على الالتحام والاصطفاف بعد المصالحة الوطنية التاريخية التى قامت بها مصر لجمع شمل الفلسطينيين على قلب رجل واحد، من أجل تحقيق إرادة الشعب الفلسطينى فى تحرير أرضه وعاصمتها القدس.
وإذا كانت إرادة الشعب الفلسطينى بدت صامدة وقوية بعد القرار المشين للرئيس الأمريكى ترامب، يساندها التزام عربى وإسلامى ودولى من أجل حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، فحتما سوف ينجح العرب فى مواجهة المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية، ولنا أن نفخر بالموقف الصارم والقوى لمجلس الأمن فى مواجهة القرار الأمريكى المخالف للقانون الدولى والشرعية الدولية، وهو يعزز الموقف العربى والفلسطيني.
وإذا كانت هناك آثار سلبية لقرار الولايات المتحدة بشأن القدس، فأهمها الخسائر الاستراتيجية التى أصابت الولايات المتحدة من جراء هذا القرار الباطل، منها العزلة التى تعانى منها الولايات المتحدة من كل أصدقائها وحلفائها من الدول العربية والأوروبية، لأنها عصفت بالقانون الدولى والشرعية الدولية، أيضًا باتت الولايات المتحدة وإسرائيل مهددتين فى أمنهما القومي، وباتت المصالح الأمريكية فى العالم فى خطر برًا وبحرًا وجوًا.
ومع الغضبة الشعبية فى العالم وفلسطين المحتلة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، حتما سوف يسقط الشهداء والضحايا، لكنهما الوقود لنصرة القضية وعروبة القدس.. وإذا كان للقدس رب يحميه.. فحتما إنا لمنتصرون.