الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مواجهة الإرهاب "فكريًا" مطلب "السيسي" المتكرر في خطاباته ولقاءاته وجولاته الخارجية والداخلية.. و"اجتماعيون": فتح ساحات النقاش مع الشباب لترسيخ مبادئ الفكر الصحيح أولى خطوات مواجهة التطرف

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاباته بتوجيه الرسائل مضمونها أن الإرهاب يدمر كل فرص العمل القائمة بالفعل، ويستنزف الموارد، وأن هناك دولًا كما وصفها الرئيس بــ "أهل الشر"،حيث تستخدم الإرهاب لتدمير دول أخرى ولتحقيق مصالحها، لذا فهو آفة تتوغل داخل الشعوب، وأنه يجب أن نتصدى لها ونحاربها جميعا.

وخلال حواراته مع الشباب أوضح أيضًا أن مجابهة الإرهاب ليست عملية أمنية فقط، بل هي عملية ثقافية واجتماعية ودينية، ومواجهة ضد الفقر والجهل وطرق التفكير المتطرفة.
كما يدعو دائمًا الرئيس السيسي، خلال لقاءاته وجولاته الخارجية والداخلية مع جميع قادة وملوك وأمراء العالم والوفود المجتمع الدولي، إلى ضرورة تبني استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وإلي التصدي للدول التي تمول الإرهاب وتوفر لها الغطاء السياسي والإعلامي، قائلا: "إن هناك أفكارا يتبناها البعض ونتج عنها ما يشهده العالم الآن من إرهاب وتشدد فكري وطائفي، والتي تعتبر قراءة خاطئة للإسلام من جانب المنظمات المتشددة"، كما قال إن "تجديد الخطاب الديني يعني تنقيح مثل هذه الأفكار والأيديولوجيات المغلوطة حتى لا نرى ما نراه اليوم حولنا".
وأكد "السيسي" على أهمية تناول دور الأجهزة التنفيذية بالدولة في دعم المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، والمساعدة في تحقيق أهدافه، ومن بينها تطوير المناهج والمقررات الدراسية، وتنقية الكتب من المفاهيم والأفكار غير الصحيحة التي تسبب التخلف في فكر الأجيال الصاعدة، وتكثيف برامج التدريب للأئمة ورجال الدين لنشر صحيح الدين والتصدي للفكر المتطرف، والعمل على نشر القيم الإيجابية في المجتمع، خاصة بين الشباب، لنبذ العنف وترسيخ مفهوم المواطنة.

كما صرح نقيب الصحفيين، مرارًا وتكرارًا، علي أنه متفق تماما مع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي حول ضرورة أن يكون الإعلام شريكا أساسيا في دعم الدولة في إستراتيجيتها في مكافحة الإرهاب، من خلال التوقف نشر الشائعات والتأكد من الأخبار قبل إذاعتها ومراعاة مشاعر الناس وتوخي الحذر في المعالجة والتغطية للأحداث حتي يتم تخطي الأزمة.
وأكد عبدالمحسن سلامة، أنه الإعلام له دور مهم وأساسي ولا يقل أهمية عن أي هيئة أو جهة او مؤسسة في الدولة في مواجهة الإرهاب والتطرف، مطالبا الدولة عند وضع استراتيجية يشارك بها كافة الجهات وفي القلب منها الإعلام الذي يقوم يكشف الحقائق والتواصل مع الجماهير والرأي العام.
وشدد علي أن الإعلام عليه أن يأخذ دوره الكامل في مواجهة الفكر المتطرف، وكشف بؤر الإرهاب ومراجعة أساليب التضليل التي يتخذها البعض لجذب الشباب.
وأشار "سلامة" إلى أن الحرب على الإرهاب تتطلب وقفة من المجتمع الدولي في مواجهة الفكر المتشدد والجماعات المتشددة استنادًا إلى "إستراتيجية شاملة لا تقتصر على الوسائل العسكرية والأمنية فقط، ولكن تشمل أيضًا العناصر الأخرى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، قائلًا: "إن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة المحور الأهم على الإطلاق"، مشيرا إلى أن دعوته لتجديد الخطاب الديني جاءت سعيا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير.

محمد السيد، أستاذ علم الاجتماع، قال إن محاربة الإرهاب لابد أن تكون على المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي كما دعا الرئيس السيسي وكافة مؤسسات الدولة عدة مرات، وأن الدولة تقوم بدورها الامني لمواجهة الجماعات الارهابية والمتطرفة ولكن لابد من تحرك أفراد الشعب أيضا تجاه الموقف وتتكاتف العقول لمواجهة الازمة.
كما أكد السيد لــ "البوابة نيوز"، على أن مواجهة محاربة الفكر بالفكر، واعتماد أساليب الحوار القائم على الحجة، والإقناع، والتنوير بمخاطرة، واثاره خصوصا ما يطرح في وسائل الإعلام الحديثة، التي تعتمد على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة قادرة على الهروب من الرقابة.
وأشار "السيد" إلى أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية، لن تتكلل بالنجاح في غياب مواجهة الفكر المنتج للظاهرة، وهو الأمر الذي يجب ان يستدعي تعاون دولي مكثف، وعدم اختزال محاربته على طائفة، أو شريحة، أو جماعة، أو دولة بعينه، من أجل وضع التصورات، والسياسات الإجرائية التي تكفل مواجهته، والتصدي الى التطرف، وممارسة العنف، ومواجهة هذا الفكر، وهو معيار النجاح الذي نسعى له.
ونوّه "السيد" بضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، وتنظيم الندوات والمؤتمرات التي تنشر الفكر الصحيح ومواجهة التطرف بفتح ساحات النقاش مع الشباب بشكل خاص لنشر التوعية الثقافية والدينية حتى لا يتم استخدامهم واستدراجهم من قبل الجماعات المتطرفة الإرهابية، وفتح باب النقاش ومواجه الأفكار مع الشباب لترسيخ المبادئ الصحيحة في عقولهم.

فيما أوضح الدكتور مصطفي حسين، أستاذ علم الاجتماع، لــ "البوابة نيوز" أن الشباب الذين ينخدعون ويدخلون في دائرة الفكر المتطرف، يرجع هذا الى انعدام دور الأسرة اولا في تعليم أبنائها الفكر الصحيح حول أمور الحياة بشكل عام، والأمور الدينية والاجتماعية بشكل خاص وعدم تعزيز الدور الثقافي للأبناء، فبالتالي من السهل أن ينجرفون وراء التطرف لقلة وعيهم.
وأشار "حسين" إلي أهمية دور الأسر في تربية الأبناء ومراقبة الأشخاص الملتفون حولهم حتى لا يبث الفكر الإجرامي الإرهابي بداخل عقولهم، وعقد المؤتمرات التى تنمى ونتشر الفكر الصحيح حفاظا على الاجيال الصاعدة التي ستشكل الوعى في المجتمع مستقبلا.