سيكون التعامل مع حسام البدري المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالأهلي، واحدًا من الملفات التي ينبغي على محمود الخطيب، الرئيس الجديد للنادي، حسمها سريعًا بعد نجاحه في الانتخابات، لوضع النقاط فوق الحروف وتوضيح الصورة بشكل لا يقبل اللبس، خصوصًا أن العلاقة بينهما متوترة منذ أن استقال المدرب من منصبه عام ٢٠١٢، حين كان «بيبو» نائبا لرئيس النادي ولجنة الكرة، وحينها أصدرت الأخيرة بيانًا ناريًا هاجمت فيه «أبوزينة» بشدة.
وشاءت الأقدار أن يقرر محمود طاهر، الرئيس السابق للنادي، إعادة «البدري» إلى قيادة الأهلي من جديد، ونجح المدرب في إعادة الفريق للطريق الصحيح، وفاز بالدوري والكأس، وكاد يفوز بدوري أبطال أفريقيا، لولا خسارته أمام الوداد المغربي في المباراة النهائية.
وهناك ٣ عوامل تدعم بقاء «البدري» خلال المرحلة المقبلة، إلا لو كان للرئيس الجديد رأي آخر، وأول هذه العوامل أن الأهلي يسير بشكل جيد في المرحلة الحالية، ويحقق انتصارات متتالية في الدوري، والثاني أن النادي الأهلي عادة لا يُغير مدربه وسط الموسم، وهذا العرف معمول به داخل القلعة الحمراء منذ تأسيسها، ولا يتم التدخل إلا في أضيق الحدود، كما أن الدوري متلاحم في هذه المرحلة، والأهلي فى طريقه لتصدر الترتيب لو واصل حصد النقاط كما فعل في الجولات الماضية.
أما العامل الثالث فهو أن الخطيب لا يريد توجيه رسالة بأنه عاد لينتقم، بل يريد فتح صفحة جديدة مع جميع العناصر داخل القلعة الحمراء، ليحقق نجاحًا يتوازى مع شعبيته التي منحتها له الجماهير، والثقة التي أعطته إياها الجمعية العمومية للنادي.
الأكيد أن الخطيب في طريقه لتشكيل لجنة الكرة للإشراف على هذا الملف خلال المرحلة المقبلة، وسيتم تقييم الموقف بشكل أكثر هدوءا، بعد أن تخلص من ضغوط مرحلة الانتخابات، ولكن من المؤكد أيضًا أن «البدري» يعمل بمعزل عن كل هذه التفاصيل، فهو يدرك أن التركيز مع الفريق مهم في هذه الفترة، وهو رجل محترف على كل حال، ويثبت في كل مرة أنه على قدر المسئولية التي أولته إياها إدارة النادي السابقة، في توقيت كان الفريق يعاني فيه من الانفلات.