الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

بعد اتهامه باقتباس عنوان روايته.. بهيج إسماعيل في حواره لـ"البوابة نيوز": "المنفى والملكوت" مصطلح فلسفي متداول وليس حكرًا على "ألبير كامو".. التطبيع تهمة جائرة لاحقت على سالم

بهيج إسماعيل في حواره
بهيج إسماعيل في حواره لـ البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طالت اتهامات اقتباس العناوين أحد أبرز أدباء جيل السبعينيات من كتاب المسرح المصريين وذلك فور انفراد "البوابة" بخبر استعداد دار العين للنشر والتوزيع لإصدار رواية جديدة له بعنوان "المنفى والملكوت" وهي تعتبر الأولى في مسيرته الأدبية، إذ اعتاد على كتابة الشعر والأعمال المسرحية فقط؛ إنه الكاتب بهيج إسماعيل..
يعد "بهيج" مبدعا مختلفا في حياته وكتاباته درس "البيولوجي" ثم الفلسفة ثم السيناريو؛ ومع ذلك لم يعمل إلا ثلاث سنوات في بداية حياته كمدرس لتلك المواد إلا ثلاث سنوات فقط تنقل خلالها ما بين القاهرة والصعيد مغضوبا عليه في الغالب؛ هو شاعر وكاتب مسرحي وكاتب مقال بالإهرام وأخيرا روائي؛ تحاورت معه "البوابة" حول مسيرته مسلطة الضوء على روايته الجديدة واتهامات اقتباس عنوانها الجديد؛ وإلى نص الحوار...

اتهمك البعض بعد نشر خبر صدور روايتك الأولى "المنفى والملكوت" أنك مقتبس الاسم من رواية لألبير كامو صدرت في الأربعينيات من القرن الماضي؟
- أنا كدارس فلسفة وقارئ أيضا لها لا أنفي ذلك؛ ولكن الاسم شامل للحياة ككل وليس ملكا لأحد؛ فالحياة كلها تتأرجح بين مفهومين هما "المنفى" و"الملكوت" فإما أن تكون منفى للإنسان اسما وفعلا وإما أن تكون ملكوتا له وبالمناسبة فنحن كتراث واختيار قنعنا بالمفهوم الاول "المنفى" فاعتبرنا الحياة الدنيا عقابا أو مجرد "رحلة عبور" وزدنا على ذلك أنها مغضوب عليها وكذلك فعلينا ألا نعطيها الاهتمام اللازم فتخلفنا بينما هم في الغرب خاصة أمريكا فقد اعتبرتها "ملكوتا" وفي هذا الملكوت أمكن لهم أن يستمتعوا بالحياة والحرية والتقدم.
وما هي ميولك أنت أو قناعتك أو كسؤال مباشر هل أنت وجودي؟
أنا ملتزم بمبادئ وأخلاقيات الحياة اما الوجودية كمذهب دنيوي خالص فقد ظهرت في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية كرد فعل عنيف لتلك الحرب التي حصدت رقاب وأحلام عشرات الملايين من الشباب ونحن في مصر حاليا.. وفي المنطقة العربية كلها نحيا ما يشبه ذلك بسبب الإرهاب؛ ولذلك فلا تندهش إذا وجدت الكثير من الشباب يتجه إلى أن يحيا حياة وجودية إما بالحضور أو الغياب
ماذا تعني بالحضور أو الغياب؟
الحضور ان يتصرفوا تصرفات فردية بغض النظر عن العادات أو التقاليد أو حتى القانون "أنا أحيا كما أريد ولا علاقة لي بالآخرين" وتصل المسألة إلى عدم الانتماء لأحد أو حتى للوطن.. والغياب له وسائله الكثيرة بمثل المخدرات مثلا.

قلت إن الغرب خاصة أمريكا قد تقدمت بينما تخلفنا نحن ألا يعود ذلك لأسباب محددة؟
لقد تقدموا وأنتجوا بينما أصبحنا نحن مستهلكين أو سوق لهم وفي سبيل التقدم خاضت أوروبا حروبا دينية بين فصائلها أشبه بما يحدث عندنا اليوم.. خاضتها في قرون سابقة وانتهت منها لكننا ما زلنا نخوضها وتتسع رقعتها تدريجيا حتى وصل الإرهاب إلى درجة لا يمكن التحكم فيها ووصل إلى ما يمكن التحكم فيه وهو "تفجير النسف" اعتقادا أنه بذلك يتطهر سعيا إلى الخلود في عالم الآخرة مع أن قتل النفس وقتل الغير محرم في جميع الأديان.. سماوية وغير سماوية.
بدأت في أواخر الستينات وأوائل السبعينات في كتابة السيناريو للسينما وحصلت على جوائز؟
-نعم.. وليست جوائز محلية فقط وإنما عالمية أيضا فقد كتبت أول فيلم تجريبي طليعي مصري يحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الإسكندرية السينمائي وكان الفيلم الأول للمخرج الكبير الراحل محمد راضي وكونا ثنائيا بعد ذلك فكتبت له أربعة أفلام أخرى هم "الحاجز" بطولة نادية لطفي ويحيى شاهين ونور الشريف والذي لا يذاع في التليفزيون كثيرا بسبب موضوعه حيث تختل الرؤى أمام البطل الشاب الذي فشل في تشريح الضفدعة المصلوبة أمامه نظرا لحساسيته المفرطة وانتهى به الامر إلى تشريح محبوبته زوجة شقيقه؛ ثم انتقلت للمسرح آخذا معي الشعر فكتبت "الآلهة عقبى" التي منعت ليلة عرضها حيث أنها تهاجم ديكتاتورية الحاكم واستجوبت بسببها ولولا تدخل وزير الثقافة ثروت عكاشة أيامها لكان مصيري سجن الواحات؛ ثم كتبت مسرحية "حلم يوسف" التي فازت بالجائزة الاولى في مهرجان عالمي في روسيا ضم خمسين دولة وهي أشهر مسرحية تقدم سنويا في معظم أقاليم مصر حتى اليوم وحين فازت بالجائزة الاولى في ذلك المهرجان طيرت الخبر وكالة أنباء رويترز وتناقلتها كل الصحف وأفردت لها جريدة الأهرام في مصر صفحتها الأخيرة والتي كان يحررها "كمال الملاخ" وأحست وزارة الثقافة في مصر بالخجل والحرج فأسرعت ومنحتني جائزة الدولة التشجيعية وأخيرا ربما بدافع الخجل أيضا منحوني في العام الماضي جائزة التفوق في الآداب.

أنا أول من قدم عفاف راضي وإسعاد يونس إلى عالم الفن
هل انت فعلا أول من قدم عفاف راضي في المسرح؟
-نعم.. قدمتها في مسرحية أوبرالية بمسرح البالون أوائل السبعينات وحصلت بعدها على منحة تفرغ امتدت طويلا بتوصيات من الكاتب الكبير يحيى حقي وشاهدها الكبار حتى وصل الأمر لعبد الوهاب وأم كلثوم وبليغ حمدي الذي تبناها بعد ذلك وأثناء ذلك وكنا في شهر يناير ونقدم المسرحية بالمجان تقريبا فهاجمها رجاء النقاش على لسان أحد محرريه في مجلة الكواكب ثم مالبثت نفس المجلة بعد أسبوعين إثنين أن أفردت لها 4 صفحات تحت عنوان الصوت الذي شهد له عبد الوهاب وأم كلثوم؛ وقدمت أيضا إسعاد يونس لأول مرة على المسرح في مسرحية "الدخول بالملابس الرسمية مع سهير البابلي.
نعود لرواية المنفى والملكوت؟
-هي تتحدث عن رحلة الإنسان في الحياة ما بين المنفى والملكوت من خلال قصة حب عميقة يصل إلى درجة العشق والذي يصل إلى حد الموت؛ وما يهم فيها هو طريقة السرد.. الأسلوب الخاص وأزعم انه أسلوب خاص بي كما صرح بذلك النقاد الذين أتيح لهم أن يقرأوها في نسختها الخطية الأولى.
هل ستكتب روايات أخرى؟
-أنا أعيش حاليا في حالة عصف ذهني وأنا أكتب رواية جديدة أنجزت فيها جزءا كبيرا كما انتهيت من كتابة أكثر من مسرحية وديوانين من الشعر مستلهمها جميعا من مآسي الحرب حولنا.

"التطبيع" تهمة جائرة طاردت على سالم طيلة حياته
في مسيرتك الفنية كانت لك عدة صداقات أبرزها علاقتك بالكاتب المسرحي الكبير علي سالم فماذا عنه؟
بداية تعارفي مع الكاتب الكبير على سالم جاءت منذ أول مسرحية قدمت لي وهي مسرحية "محاكمة رأس السنة" صرنا من بعدها أصدقاء واصطحبني للعمل معه في مجلة "كاريكتير" التي كان يرأس تحريرها الفنان مصطفى حسين؛ كان علي سالم من أكثر الأصدقاء المقربين إلى قلبي جدا لعدة أسبابه أبرزها أنه شخص موسوعي الثقافة ثانيا إنه رجل عصامي أعتمد على نفسه طيلة مسيرته الحياتية؛ وأود أن أشير إلى أنه من ظلم طيلة حياته بسبب اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل؛ وهذا اتهام باطل؛ فقد حالفني الحظ أن أكون آخر من يلتقيهم علي سالم قبل ذهابه إلى إسرائيل؛ كل ما في الأمر أن سالم كان ليبرالي الأيديولوجية فلم يذهب إلى النظام الإسرائيلي، بل ذهب إلى الحزب الليبرالي هناك، ففكر سالم لم يكن مؤيدا للتطبيع أو غيره هو كان مؤيدا للحريات فقط.