الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"حماس" و"داعش".. تصاعد الصراع في غزة "ملف"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التنظيم الإرهابى حاول اغتيال قائد قوى الأمن الفلسطيني بعد منع عناصره من دخول سيناء
اشتد الصراع بين حركة حماس ودواعش غزة، عقب التقارب بين الحركة والحكومة المصرية فى الفترة الأخيرة، بسب اتخاذ الحركة إجراءات أكثر حزمًا لضبط الحدود مع مصر، فضلًا عن توقيع حماس مع حركة فتح فى 21 أكتوبر الماضى اتفاق المصالحة برعاية مصرية، الذى بمقتضاه تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة. 
وبعد التقارب بين القاهرة وحماس، اتهم تنظيم داعش حركة حماس بالكفر والردة. 
وزاد العداء بين التنظيم والحركة، بعد قطع الطريق على التنظيم وفرض حظر على إدخال البضائع المهربة عبر الأنفاق إلى غزة، ورد عليه التنظيم فى أغسطس الماضي، بتفجير أحد العناصر نفسه فى إحدى النقاط الحدودية التى تقع تحت سيطرة كتائب القسام ( الذراع العسكرية لحركة حماس) ما أسفر عن مقتل أحد عناصر كتائب القسام. 
واستهدف الدواعش قائد قوى الأمن الفلسطينى الحاج أبوعبدالله توفيق أبونعيم، إمام مسجد الحصين فى مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، حيث تم زرع عبوة ناسفة فى سيارة «أبونعيم» التى كانت متمركزة أمام المسجد فى انتظار انتهاء الصلاة، ولكن حدث الانفجار قبل أن يستقل السيارة.

130 عضوًا بـ«القسام» انضموا لـ«ولاية سيناء» أبرزهم «أبوشاويش»

 مواجهات بين «حماس» و«أنصار الله» فى رفح تسفر عن مقتل 20

العداء بين داعش وحماس دفع العديد من عناصر التنظيم (وفقًا لمعلومات الأمن الداخلى التابع لحكومة غزة) إلى الانضمام لتنظيم ولاية سيناء، حيث انضم حوالى ١٣٠ داعشيا من غزة لتنظيم ولاية سيناء من عام ٢٠١٣ حتى عام ٢٠١٦، بعضهم كانوا أعضاء بارزين فى كتائب عزالدين القسام مثل «محمد حسن أبوشاويش» (من كبار قادة كتائب القسام فى رفح الفلسطينية)، وانضم لولاية سيناء فى عام ٢٠١٦.

ولهذا العداء جذور تاريخية، حيث تنتمى حركة حماس إلى جماعة الإخوان المسلمين وتحاول تقديم نفسها على أنها حركة تحرر وطنى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن تعاملها مع الغرب وسعيها لتحسين العلاقات مع الدول الكبرى، ما ترفضه الحركات السلفية الجهادية والتى تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ورفض أسلوب الهدنات التى تعقدها حماس مع إسرائيل، كما تتهم الحركة فى نشر التشيع فى غزة للتقرب من إيران، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى مواجهة عسكرية بين هذه التنظيمات وحماس.

وكانت أبرز المواجهات التى وقعت بين الطرفين، فى أغسطس عام ٢٠٠٩ فى أحد المساجد بمدينة رفح الفلسطينية، والتى كان يديرها الشيخ عبداللطيف موسي (رئيس تنظيم جند أنصار الله ينتمى للسلفية الجهادية)، حيث أعلن إقامة إمارة إسلامية فى قطاع غزة، الأمر الذى اعتبرته حماس تحديًا مباشرًا لها، وتعاملت بالقوة مع الأمر، ما أدى إلى مقتل الشيخ و٢٠ شخصا من أتباعه، ما جعل بعض التنظيمات السلفيةالجهادية تدين حماس وتتهمها بأنها «خارجة عن الدين».

وتوالى بعد ذلك، بروز عدد من التنظيمات المسلحة أكثر عنفًا وعداءً لحماس منها تنظيم «أحفاد الصحابة»، وحركة الجهاد الإسلامى التابعتان لتنظيم داعش، واختفاء عدد آخر من التنظيمات التى كانت على صراع مع حماس منها جماعة «جند أنصار الله» و«جيش الإسلام» و«جلجلت».

وهو ما ردت عليه حماس بسلسلة اعتقالات شنتها على الجماعات الجهادية المسلحة وخاصةً المتعاطفة مع تنظيم داعش بالقطاع، أبرزها كان فى النصف الأول من عام ٢٠١٥، وقامت الحركة بتدمير مسجد المتحابين الصغير والذى كان يختبئ به عناصر التنظيم، فردت عناصر داعش بشنّ هجمات ضد حماس، منها هجوم بقذائف الهاون على قاعدة تابعة لكتائب القسام جنوب غزة.

وساند تنظيم ولاية سيناء عام ٢٠١٥، الدواعش التابعون له فى غزة، حيث استغل التنظيم الحصار المفروض على غزة منذ عام ٢٠٠٧ فى ابتزاز حكومة حماس، والضغط عليها لمنعها من البطش بأنصار التنظيم فى غزة، وقام بإغلاق الأنفاق، التى تعتبر شريان الحياة للقطاع المحاصر، وهدد أصحاب الأنفاق بعدم إدخال أى شيء، منها «السجائر» التى تعد بمثابة شريان الحياة لحكومة غزة، حيث يحصلون منها على ضرائب خيالية تقدر بـ ٧ شيكل/ لكل علبة، وهو ما أدى إغلاق الأنفاق إلى نقص حاد فى إيرادات حكومة غزة؛ حماس تعاملت ببرجماتية مع هذه الضغوط فى ظل الحصار المصرى لها، فقامت بتخفيف حملات الاعتقال بحق أعضاء السلفية الجهادية، وأفرجت عن عدد كبير من المعتقلين غير المتورطين فى أحداث عنف.


أستاذ العلوم السياسية أكد أن أوضاع القطاع ستتحسن بعد المصالحة

حسام الدجنى: الحركات الجهادية تهدد مشروع الحركة

 «حماس» وافقت بعد تأزم الأوضاع المعيشية.. والسلطة الفلسطينية لم تقدم على خطوات عملية لتنفيذ المصالحة

أكد الدكتور حسام الدجنى أستاذ العلوم السياسية فى جامعة الأمة بغزة، أن الأوضاع بقطاع غزة بالغة الصعوبة خاصةً بعد سنوات الحصار والعدوان الإسرائيلى على القطاع. وأشار إلى أن حماس وافقت على إتمام المصالحة، لعدة أسباب منها، الشعور بالخطر المحدق بالقضية الفلسطينية فى ظل الحديث عن صفقة القرن وضم الضفة الغربية والاستيطان والتهويد للقدس والمقدسات، وصعوبة الواقع المعيش فى غزة فى ظل الحصار والعقوبات على القطاع وهو ما أنهك المواطن، وأخيرًا رغبة فى التعاون مع القاهرة.

ما طبيعة الأوضاع فى الفترة الحالية بقطاع غزة عقب المصالحة بين حركتى فتح وحماس؟

- الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالغة الصعوبة بعد سنوات من الحصار والعدوان الصهيونى على شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة، التى تتلخص رؤية المواطن للمصالحة التى ترعاها مصر بين الترقب الحذر لاستكمال حلقاتها ونجاحها وتنفيذها على الأرض على قاعدة الشراكة بما ينعكس إيجابا على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبين التفرغ للنهوض بالمشروع الوطنى الفلسطينى للانعتاق من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة.

كيف سيختلف الوضع فى قطاع غزة بعد المصالحة؟

- فى حال تحملت حكومة التوافق لمسئولياتها فى قطاع غزة فمن المؤكد أن الواقع المعيش بعد المصالحة يختلف كثيرًا ما قبلها، فهناك إجراءات فرضها الرئيس على قطاع غزة وهى بالنسبة للمواطن الغزى عقوبات تؤلمه صباح مساء لذا الواقع بعد المصالحة سيكون أفضل من قبلها لو نجحت القاهرة فى دفع الأطراف الفلسطينية لتنفيذ اتفاق ٢٠١١ على الأرض بشكل شامل وكامل.

لماذا قبلت حماس بهذه المصالحة، وما المكاسب التى ستحققها حماس والخسائر أيضًا التى ستتكبدها جراء هذه المصالحة؟

- قبلت حماس المصالحة لثلاثة أسباب: الأول الشعور بالخطر المحدق بالقضية الفلسطينية فى ظل الحديث عن صفقة القرن وضم الضفة الغربية والاستيطان والتهويد للقديس والمقدسات.

الثانى صعوبة الواقع المعيش فى غزة فى ظل الحصار والعقوبات على القطاع وهو ما أنهك المواطن.

الثالث: رغبة حماس فى إنجاح دور القاهرة وفتح صفحة جديدة معها بعد تقييم لمرحلة القطيعة بينهما والتى على ما يبدو أن الحركة خلصت بأن مصر دولة مركز ومحورية وهى القادرة تاريخيًا وحاضرًا ومستقبلًا على احتضان فلسطين وشعب فلسطين. وأن الأمن القومى المصرى له انعكاسات مباشرة على الأمن القومى الفلسطيني.

لماذا ترفض بعض الفصائل الإسلامية فى قطاع غزة هذه المصالحة، وما أبرز الفصائل الرافضة؟

- لا أحد من الفصائل يرفض المصالحة فى قطاع غزة، ولكن قد تكون هناك تباينات حول شكل إدارة الملف.

ما سبب الخلاف الحاد بين حركة حماس وبين الحركات المتشددة فى غزة وأبرزها حركة لواء التوحيد وجيش الإسلام؟

- حركة حماس ترى بحركات السلفية الجهادية بغض النظر عن مسمياتها بأنها تهديد مباشر لها ولمشروعها المقاوم فى قطاع غزة، فجوهر الاختلاف يتركز على ما يلي:

١. تطبيق الشريعة الإسلامية فى إدارة الحكم وهو ما تختلف معه حماس صاحبة الفكر الوسطى حيث ترى أن الانعتاق من الاحتلال الصهيونى مقدّم على تطبيق الشريعة.

٢. الجهاد، فنقطة الخلاف أن حماس تتبنى استراتيجية وطنية تحصر جهادها داخل حدود فلسطين بينما تلك الجماعات تؤمن بالجهاد فى الخارج والداخل.

٣. التهدئة، حيث ترى حماس أن التهدئة والهدنة هى استراحة مقاتل بينما تحرم تلك الجماعات التهدئة مع الاحتلال وتريد أن تجاهد فى أى وقت تريده.

فى رأيك، من وراء محاولة الاغتيال الأخيرة لمسئول الأمن الداخلى بحركة حماس توفيق أبونعيم؟

- المستفيدون من محاولة الاغتيال الفاشلة لتوفيق أبونعيم: داعش للثأر من إنجازات الرجل بالتضييق عليهم واجتثاثهم من غزة... ولنجاح الرجل فى توجيه ضربات ساهمت فى الحد من تجار المخدرات.... جماعات المصالح محلية أو إقليمية كون الرجل يتبنى المصالحة ويعمل على تحقيقها قولا وفعلا....

البعض اتهم حركة حماس بأنهم وراء الكثير من الهجمات التى وقعت بسيناء فى الفترة الأخيرة، ما رأيك فى هذا الأمر؟

- أنا أثق فى القضاء المصرى وبأجهزة الأمن المصرية والتى لو كانت متأكدة بأن حماس ضالعة فى أى مساس بالأمن القومى المصرى ما استقبلت السيد هنية والسنوار وما زار غزة رئيس المخابرات المصرى اللواء خالد فوزي.... أى مساس بالأمن المصرى سيكون انعكاسه بالدرجة الأولى على القضية الفلسطينية وهو ما يدركه الشعب الفلسطينى ويعمل عليه وحماس جزء أصيل من الشعب الفلسطينى والمرحلة الراهنة والمقبلة هى مرحلة تدجين صفحة جديدة من العلاقات البينية بما يخدم المصالح المشتركة...

هل يوجد انقسام داخل حركة حماس؟

- حركة حماس حركة مؤسسية تضبطها مؤسسات شورية وبحثية وهذا يصعب من عملية حدوث انقسامات او انشقاقات لكن فى حماس يوجد تباين واختلافات فى الملفات ولكن عندما تخضع للتصويت فالكل يلتزم بقرار الأغلبية.


متخصص فى الحركات الإسلامية قال إنها ترفض قتال اليهود فى القطاع

جمال أبونحل: علاقات روحية تجمع التكفيريين فى غزة وسيناء

قال الدكتور جمال أبونخل المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية بقطاع غزة، إن هناك العلاقة بين حركة حماس وباقى التنظيمات الجهادية فى القطاع نأخذ شكل المد والجذر فأحيانًا تكون طبيعية وهناك تعاون بين الطرفين، وأحيانًا يشتعل الصراع بينهما وذلك على حسب المصالح التى تجمع بينهما، مشيرًا إلى أن هناك علاقة روحية وعضوية وتنسيقاً بين الحركات التكفيرية بقطاع غزة وشمال سيناء.

ما طبيعة العلاقات بين حماس والحركات الإسلامية بقطاع غزة؟

- العلاقة بين حركة حماس والحركات الإسلامية بقطاع غزة، تأخذ شكل المد والجذر حسب المصالح المشتركة فيما بينهم. ففى الآونة الأخيرة أعادت حماس علاقتها بإيران وحزب الله، أصبح هناك شهر عسل بين حماس وحركة الجهاد التى تربطهما علاقة متينة وقوية بإيران وحزب الله، وكان هناك تناغم وتوافق بوجهات النظر بين الحركتين، حيث أدان بيان الجامعة العربية حول إعلان تنظيم حزب الله إرهابياً.

هل هناك خلافات بين حماس وبين بعض الحركات المتشددة، وما سبب هذه الخلافات؟

- أبرز الخلافات مع تلك الحركات التكفيرية أنها لا تريد قتال اليهود، بل تريد الانضمام لداعش فى سوريا والعراق وسيناء للقتال هناك، وهو ما ترفضه حماس خاصةً بعد إعادة علاقاتها مع مصر عقب اتفاق المصالحة، حيث بدأ قائد قوات الأمن الوطنى بغزة اللواء توفيق أبونعيم بخطوات عملية رسمية، لضبط الحدود ولمنع تسلل اى تكفيرى لسيناء من غزة، ما تسبب فى محاولة الدواعش اغتياله والتى نجا منها بأعجوبة.

ما أبرز الحركات الإسلامية المتشددة فى غزة؟

- الحركات الاسلامية بغزة بعد حماس بالقوة والترتيب، حركة الجهاد الإسلامى والتى يطلق عليها كتائب المجاهدين والتابعة لداعش، وحركة الصابرين فرع للجهاد صغير لكنها متشيعة تماما تتبع إيران، ولواء الناصر صلاح الدين ولجان المقاومة الشعبية.

ما سبب خلافها مع حماس؟

- أصبحت تشكل هذه الحركات خطرًا على أمن غزة، وخاصةً حركة الجهاد الإسلامى التابعة لداعش، وحيث زادت الأزمة بينها وبين حماس عقب اتفاق المصالحة التى وقعته الحركة مع حركة فتح برعاية مصرية، وعودة العلاقات المصرية الحمساوية إلى طبيعتها بعد انقطاع دام لأكثر من خمس سنوات عقب الثورة المصرية فى يناير عام ٢٠١١، وما أعقب عملية المصالحة من إجراءات لضبط الحدود، وهو ما أثار غضب العناصر التكفيرية ومنهم الدواعش، وردت عليه بعمليات إرهابية ضد قيادات حماس، لمنع الحركة من اجتيازهم الحدود مع مصر عبر الأنفاق.

كيف استقبلت الحركات الإسلامية المتشددة فى غزة المصالحة بين حركتى فتح وحماس برعاية مصرية؟

- استقبلت الحركات التكفيرية خبر المصالحة بمحاولات تخريبها لأنها لا تؤمن بفكرة المصالحة ولا التقارب مع مصر بسبب فكرها المنحرف.

كيف سيكون رد فعلهم بعد المصالحة؟

- سيحاولون العبث بملف المصالحة ولكنهم لن يستطيعوا ذلك طالما صدقت النوايا بين حماس وفتح ويستطيعون كبح جماح المتطرفين.

ما الصعاب التى ستواجهها حركة فتح بعد تسليمها الإدارة بغزة فى ظل وجود الحركات الإسلامية المتشددة؟

- الصعوبات التى تواجه حركة فتح، تتمثل فى التكفيريين الدواعش، والحركات المتشددة التى تتبع إيران وقطر وتركيا أصحاب الأجندات الخارجية من حماس ممن تتعطل مصالحهم الشخصية بالمصالحة يحاولون تخريبها بل جر المنطقة لحرب بدلا من أن تكون على إيران وحزب الله يكون وقودها شعب غزة وبأوامر من إيران.

وهل هناك علاقة بين الحركات الإسلامية المتشددة بغزة وبين التنظيمات الإرهابية فى سيناء؟ وما طبيعة هذه العلاقة؟

- توجد علاقة روحية وعضوية بين الحركات الإسلامية المتطرفة التكفيرية بغزة وبين أخواتها فى سيناء فكلاهما يحمل فكرا مشوشا تكفيريا، ويوجد بينهما تنسيق فى العمليات التى تتم سواء فى غزة أو سيناء