منذ الوهلة الأولى لظهورها على الساحة الفنية عُرفت بصوتها الطربى الأصيل الذى أهلها لغناء مجموعة من أصعب الأغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم، والتى تعد من أهم مطربات العالم العربي، الأمر الذى يجعل من الصعب أن يؤدى أى فنان أغنياتها، إلا إذا كان لديه من الإمكانيات الصوتية والخبرات الموسيقية ما يؤهله.
وقد ورثت جينات الفن والأداء الصوتى الراقى من والدتها الفنانة الكبيرة فاطمة عيد، التى عرفت بلونها الشعبي، فشاركت جمهورها أفراحها، ونالت شهرة واسعة بين أرجاء الوطن العربي.
هى الفنانة الشابة شيماء الشايب التى كشفت فى حوارها لـ«البوابة» عن تفاصيل ألبومها الجديد «دنيتى جنة»، وعن أسباب ابتعادها عن الساحة الفنية مدة تجاوزت العشر سنوات، وعن تعاونها مع الفنان الهندى شاروخان، وغيرها من التفاصيل.
■ لماذا ابتعدت كل هذه الفترة عن الساحة الفنية، خاصة أنك بدأت بمجموعة من «أم كلثوم»؟
- لم يكن ذلك البعد بيدي، ولكن لظروف الإنتاج التى وصفتها بالصعبة، جعل هناك فتورا فى تقديم أعمال فنية جديدة ذات قيمة؛ حيث إن معظم الشركات الإنتاجية الكبرى قد تعاقدت منذ فترة مع أسماء فنية كبيرة ومنهم من اكتفى بذلك.
وأضافت: لكنى بالفعل تعاقدت مع شركة إنتاج كبرى بدولة الإمارات منذ عدة سنوات، وأنتجنا ألبومًا غنائيًا كاملًا، ولكن لظروف لم أعلمها حتى يومنا هذا لم ير الألبوم النور، ولا حتى وزعت منه أغنية واحدة بسوق الغناء، رغم أننى تعاونت فيه مع باقة من أهم شعراء وملحنى الوطن العربي، وأبرزهم الملحن الكبير وليد سعد.
■ لكن الساحة الفنية فى فترة غيابك قد شهدت ظهور العديد من الأسماء الغنائية أقل كفاءة صوتية منك.. كيف تعاملت مع ذلك؟
- بالطبع أصابتنى حالة من الانزعاج والإحباط التى تصيب الفنان بشكل عام، عندما تخيب آماله وتنهار أحلامه، ويرى أصواتا ذات إمكانات فنية ضعيفة، تحتل مساحة كبيرة وتنال شهرة واسعة دون داع، الأمر الذى عرضنى لحالة نفسية سيئة، حتى إن والدى قرر أن ينتج لى أغنية سينجل على نفقته الخاصة، ولكننى رفضت؛ لأن التشجيع والدعم الداخلى وحده لا يكفي، ولكن لا بد من تدخل المنتجين والمسوقين المسئولين عن إظهار الفنان والألبوم بشكل مميز، وهو ما دفعنى للتعاون مع المنتج اللبنانى الكبير ريتشارد الحاج، لما لديه من خبرة واسعة بعالم الفن، تجعل الفنانين المتعاونين معه لديهم حالة من الأمان والثقة فى أنه سيوفر لهم كل ما هو أفضل.
■ كيف تعاونت مع الحاج؟
- ريتشارد الحاج منتج محترف، وهو شاهد حلقة من برنامج «معكم» للإعلامية منى الشاذلى التى استضافتنى أنا ووالدتي، وحاول التواصل معى وأبدى إعجابه الشديد بصوتي، وفى الوقت نفسه كنت قد أنوى الذهاب إليه لعرض فكرة ملحمة غنائية طربية تدعى «ناعسة وأيوب» للشاعر سامح العلى، تجمعنى بصحبة والدتى الفنانة فاطمة عيد، والفنان أحمد سعد، وبالفعل عرضتها عليه لأنه يحب هذه النوعية، فى الوقت ذاته طلب منى أن يتبنى صوتي؛ لأنه يميل للطرب، والجمهور يبحث عن الصوت الطربي، فهناك من يقدم هذا النوع ولكنهم قليلون جدا.
وتابعت: «وبالطبع قد وافقت على هذا التبني، وقمنا بعمل ألبوم يضم ١١ أغنية تعاونت فيه مع عدد من الشعراء والملحنين منهم خالد البكرى فى أغنية «يفرق كتير»، وهى أغنية طربية جدا وستكون مفاجأة للجمهور، من كلمات نادر عزت، والشاعر سامر أبو طالب قدم لى أغنيتين، من نوعية الدراما، وهناك أيضًا تجارب شعرية جديدة داخل الألبوم، وعلى رأسهم محمد أشرف، ومؤمن سالم، كما شمل التعاون الشعراء تامر عاشور وخالد عز وحسين البجرمى وشاكر الموجى الملحن، وإيهاب عبدالواحد».
■ وكيف قابلت فكرة عرض أغنياتك عن طريق «المينى ألبوم»؟
- تحمست لها كثيرًا لأن الجمهور الحالى لم يكن لديه القدرة الكافية لسماع ألبوم يحمل ١٠ أغان أو أكثر، مما يتسبب فى ظلم العديد من أغنيات الألبوم التى لم تحظ باهتمام كبير كى تأخذ حظها الكافى من النجاح، وهذا الأمر بدا واضحًا عندما طرحت المينى ألبوم الجديد «دنيتى جنة»، والذى ضم أربع أغنيات، استطاعت أن تصل إلى شريحة كبيرة من المتابعين، وتحقق نسبة مشاهدة عالية، وأتمنى أن يحقق المينى ألبوم المقبل الذى سيصدر بعد ثلاثة أشهر نجاحا أكبر من ذلك.
■ هل رأيت أن انحصارك فى تقديم الأغنيات الطربية القديمة فحسب سبب فى غيابك عن الساحة الفنية الفترة الماضية؟
- بالطبع نعم، ولكن كان لتلك الفترة فائدتها أيضًا؛ لأنه كان من الصعب أن أظهر للجمهور فجأة بشكل يختلف كثيرًا على ما اعتادوا على رؤيتى به، خاصة بعد تقديم ٣ ألبومات للأغانى الطربية، الأمر الذى جعل من الصعب عليهم أن يروا شيماء بشكل عصرى كما بدا فى ألبومى الجديد.
وتابعت: «ولكنى حرصت كل الحرص على الحفاظ على اللون الطربى وتقديمه بشكل عصري، وهو ما كان يريده الحاج من تعاونه معى؛ لأنه أراد تقديم أغنيات عصرية ولكن بشكل طربى أصيل، وهذا ما وجدته بجميع تعليقات المستمعين، والتى سعدت بها كثيرًا، وأتمنى أن تدوم وتزيد».
■ عودتك للساحة الفنية مجددًا كانت بمثابة عودة تاريخية؛ خاصة أنها كانت مع النجم الهندى الكبير شاروخان.. كيف التقيت شاروخان؟
- فى بادئ الأمر شكل هذا الترشيح الذى جاء من قبل المنتج ريتشارد الحاج، صدمة كبيرة لى خاصة بعدما سمعت الأغنية، وعرفت أنها ذات رتم سريع، وهو مختلف تمامًا عما اعتدت على تقديمه، إضافة إلى عدم معرفتى للغة الهندية من قبل، ولكننى أصررت على خوض هذه التجربة التى اعتبرتها فرصة عظيمة لا تعوض، وبالفعل قمت بحفظ المقطوعة الأولى من الأغنية التى تتغنى باللغة الهندية، إضافة إلى مشاركتى العربية.
وأضافت: «بالفعل حققت الأغنية نجاحًا واسعًا، وأبدى النجم الكبير شاروخان إعجابه الشديد بذلك التعاون، وهو ما مثّل لى دفعة للعودة بقوة».
■ هل من الممكن أن نرى شيماء الشايب بتجربة تمثيلية؟
- ولم لا.. ولكنى فى الوقت الحالى تركت تركيزى بأكمله للغناء، لتحقيق ما حلمت به منذ صغري، ولكن إذا وجدت عملا فنيا يجعلنى أنساق وراءه، فسأخوض تلك التجربة.
■ ماذا عن تعاونك مع والدتك الفنانة فاطمة عيد؟
- بالطبع هذا شرف كبير لى، ولكنى أريد أن أخرج من عباءتها التى حصرنى فيها الجمهور سنوات طويلة، خاصة أنها كانت السبب الرئيسى فى ظهورى واقتحامى الساحة الفنية، ولكنى أريد فى الوقت الحالى أن أظهر للجمهور الجانب المستقل مني، وتلك الخطوة بدأت ترى النور بـ«دنيتى جنة».
