استضاف المركز القومي للترجمة، مساء أمس الاثنين، لقاءً مفتوحًا مع المؤرخ الأمريكي بيتر جران، بمناسبة صدور الترجمة العربية لكتاب "صعود أهل النفوذ" عن المركز، بحضور الدكتور أحمد زكريا الشلق، والدكتور أحمد الشربيني، والدكتور عاصم الدسوقي، وسحر توفيق.
ورحب الدكتور أحمد زكريا الشلق بالكاتب في مصر مُشيرًا إلى أن المركز انتهز فرصة زيارته لاستضافته في لقاء حول الكتاب الصادر حديثًا، وقال إن الكتاب ليس كتابًا في التاريخ فقط "وإنما يفسر برؤية تاريخية جديدة تاريخ العالم الحديث، فهو من أبرز المؤرخين، وله كتاب بعنوان "الجذور الإسلامية الرأسمالية" فى عام 1979، وترجم في عام 1993".
وأضاف الشلق أن الكتاب يتناول الصراع الطبقي بين أهل النفوذ من الطبقات الحاكمة في العالم "فهذه الطبقات الحاكمة في العالم الثالث متعاونة مع الطبقات الحاكمة الغربية فى قمع الشعوب، وهذا الكتاب يعتبر اتجاها مهما للقرون الماضية، فالثقافة تمثل نقطة مهمة في الهيمنة، وينطلق المؤرخ بطريقة أكثر شمولية واتساعا في التاريخ الحديث".
وقال الدكتور أحمد الشربيني الأستاذ بجامعة القاهرة إن الكتاب يقدم منهجا لتفسير التاريخ، ويقود من خلاله ثورة على منهج صعود الغرب، من خلال استخدام منهج جديد يساعد العالم على فهم التاريخ، مثبته بشواهد تاريخية للوصول إلى هذا الكتاب؛ وأضاف أن المنهج الذي يستخدمه المؤرخ يتيح للباحثين فرصة كبيرة للموضوعية وأكثر فهمًا والاتفاق مع هذه الرؤية، حيث يقدم الكتاب قدرًا كبيرًا من المصطلحات والمفاهيم المهمة جدًا لكل الباحثين والدارسين تتعلق بالاقتصاد السياسي والتاريخي.
وأوضح الشربيني أن الكتاب ينقسم إلى قسمين، الأول هو نقد المنهج في صعود الغرب، والقسم الثاني يخصص لمنهج صعود أهل النفوذ، كما استخدم المؤرخ شواهد تاريخية تعطي للقارئ مرونة وسيولة في إيصال المعلومة، مؤكدًا أن الكتاب يساعد على التزويد بالمعلومات واتاحة الفرصة للإطلاع على مناهج مختلفة كثيرة في هذه الدراسة، وتعطي رؤية لتحديد مسار تاريخ العالم في المستقبل.
وأعرب جران، عن شكره للدكتور أنور مغيث على استضافته في المركز، كما توجه بالشكر للناقدة سحر توفيق على جهدها في ترجمة الكتاب "وتحملها الصعوبات التي واجهتها لترجمة هذا الكتاب"؛ وقال جران إن الكتاب يتناول فترة التاريخ الحديث منذ القرن السادس عشر ويبحث تطور مجموعة من العلاقات المضطربة والحميمة للبقاء الحاكمة والعناصر المهيمنة على مستوى العالم، حيث أدت المصالح الطبقية المشتركة لدفع هذه الجماعات نحو تشجيع تطور السوق.
وأضاف جران أن المصالح الطبقية تربح على حساب المصالح القومية في معظم الأوقات، وعندما تتحول الطبقة الحاكمة فجأة ضد قاعدتها الصناعية تدمر معظم الوظائف التى يأمل مواطنوها في الحصول عليها، فلا مفر من أن نعتقد أن شيئا يحدث يتجاوز حدود ما نتوقعه وفقًا للتاريخ الجمعي أو منهج صعود الغرب.
