رغم أعماله القليلة، لكن الأمريكي أوجين أونيل، الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 1936، كان سببا في الكثير من التغيير الذي أصاب المسرح الأمريكي، حيث تطور ليصبح شكلًا وجنسًا أدبيًا بسبب أعماله التي استقطبت الجمهور والنقاد، ومن خلال مسرحياته العديدة استطاع أن يقدم إلى المسرح سلسلة من الأساليب والمواضيع الجديدة، فكانت كل مسرحية من مسرحياته اكتشافًا جديدًا.
ولد أونيل في أكتوبر 1888 لأب كان يعمل بالمسرح وأورثه حبه رغم رفضه في البداية، وقضى الأب حياة كاملة وهو يمثل دورًا واحدًا هو الدور الرئيسي في الرواية الأشهر "الكونت مونت كريستو" وقد كتب أونيل مستذكرًا طفولته "تجربتي المبكرة مع المسرح من خلال والدي جعلتني أثور عليه، لقد رأيت الكثير من تلك الأشياء الرومانسية الزائفة القديمة والتي جعلت لدي نوعًا من الاحتقار تجاه المسرح" ورغم أن تنقلاته الدائمة مع أبيه سببًا في تخبط دراسته الجامعية، لكنه ابتعد عن عائلته وأصبح بحارًا سكيرًا لعدة سنوات بعدها أقلع عن الشرب؛ وقد عرف من خلال الوضع الذي عاشه كثيرًا عن الطبقة السفلى من المجتمع، حيث عالم الفنادق وحانات البحارة الرخيصة؛ وحينما بدأ بكتابة المسرحيات كانت التجارب التي مر بها هي المادة الأولى التي استخدمها، وقد ساعدته تغيير الشخصيات القديمة للميلودراما بحيث أصبحت شخصيات واقعية.
نالت مسرحيته الطويلة "وراء الأفق "شهرة كبيرة، حيث عرضت علي مسارح برودوي، وتناقش ما وصفه النقاد بـ"الواقعية المأساوية "وتدور أحداث المسرحية حول أخوين يقعان في حب فتاة واحدة، أحدهما مولع ومغرم بالبحر والسفر وعشقه للمغامرة فيحول الزواج بين البحر والمغامرة، وقد حصد أونيل جائزة بوليتزر عن هذه المسرحية.
ولم تكن هذه المسرحية سبب نجاحه وظهوره علي الساحة، فقد قدم أونيل العديد من الأعمال المسرحية التي أتاحت له الصعود إلى سلم المجد، فقد قدم مسرحية "الإمبراطور جونر" أكثر من مائتي مرة -والتي تحولت بعد ذلك حولت إلى أوبرا- وهي مشاركة فعالة أضيفت الي تاريخ الكاتب الكبير؛ كما قدم أعمالًا أخرى منها "أنا كريستي، وفاصل غريب، ورحلة يوم طويل في الليل، القرد كثيف الشعر، رغبة تحت شجرة الدردار، الإله الكبير براون".
