الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"البوابة نيوز" ترصد أزمة البنسلين من الدلتا إلى أسوان "ملف"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب- أحمد أبوالقاسم ورامي القناوي وفاطمة جابر ويسرا علي وسارة نصر وإيمان عبدالقادر
المرضى: الدواء غير موجود بالمستشفيات.. والمستورد يصل لـ170 جنيهًا
نقيب صيادلة الدقهلية يتهم الشركات المصنعة بتصديره للخارج.. وقنا تطالب بتدخل الحكومة
تصاعدت أزمة اختفاء «البنسلين» طويل المفعول من السوق المحلية، الأمر الذى يهدد حياة الآلاف من المرضى، فى ظل ظهور الأنواع المستوردة فى السوق السوداء بأضعاف سعرها الحقيقي، بما يفوق قدرة غالبية المرضى.
ويستخدم «البنسلين» لمرضى الحمى الروماتيزمية ويحصل عليه المريض لمدة تتراوح من ١٥ إلى ٢٥ سنة بصفة دورية شهريا، أو كل ثلاثة أسابيع حتى لا يؤثر على القلب مستقبلا.

معاناة فى الدقهلية
فى الدقهلية عبر المرضى عن غضبهم لاختفاء عقار البنسلين «بنستارد» طويل المفعول من الصيدليات والمستشفيات، وعدم وجود بديل محلي، مؤكدين أن البديل الموجود هو المستورد فقط «depo –pen» والذى يباع بأكثر من ١٥٠ جنيهًا للأمبول.
وقالت هند السعيد، ربة منزل، ومريضة بالروماتيزم، إنها تحتاج كل شهر لأمبول البنسلين طويل المفعول، وترددت كثيرا على الصيدليات والمستشفيات للحصول على الأمبول دون جدوى، وتضطر بعد عذاب لشراء المستورد منه من السوق السوداء، والذى وصل سعره لأكثر من ١٥٠ جنيها، مطالبة بضرورة توفيره بسعره الحقيقى فى الصيدليات والمستشفيات الحكومية.
وأكد مصطفى عبدالفتاح، موظف، إن نجله يعانى من الحمى الروماتيزمية ويحتاج للبنسلين طويل المفعول بشكل دوري، وأنه ذهب لأكثر من مستشفى وصيدلية ولم يجده.
آيات عبدالحميد، ربة منزل، قالت أن نجلها البالغ من العمر ٦ سنوات يعانى من اللحمية، والأطباء قرروا إجراء عملية جراحية، وعندما أجرى تحليل سرعة الترسيب والميكروب السبحي، وجد أن نسبة الميكروب تبلغ ٧٨٠، وطلب منه الطبيب العلاج بالبنسلين لمدة شهر، مضيفة أنها حاولت العثور عليه دون جدوى، ما دفعها لشراء النوع المستورد من إحدى الصيدليات بأضعاف سعره الحقيقى حتى تنقذ نجلها.
النقابة تعترف بالأزمة
اعترف الدكتور سعيد شمعة، نقيب الصيادلة بالدقهلية، بوجود أزمة فعلية فى أمبولات البنسلين، والتى تعانى منها كل الصيدليات، مضيفا أن سبب تلك الأزمة هى الشركات المنتجة والتى تقوم بتصدير المنتج للخارج وأوقفت توريده للصيدليات، ما أدى للجوء البعض إلى إعادة استيراده من الخارج وطرحه بأسعار مبالغ فيها.
وأضاف أن سعر العلبة الواحدة المستوردة يصل إلى ١٧٠ جنيها، ولا دخل للنقابة به، خاصة أن طرح المستورد محظور تداوله بالأسواق، ولكن البعض يلجأ لتوفيره للحالات الحرجة، مشيرًا إلى أن هناك إجراءات تتخذ ضد طرحه فى السوق السوداء من قبل إدارة التفتيش الصيدلى بمديريات الصحة، والتى تقوم بتحرير محاضر ضد كل من يثبت طرحه للبنسلين المستورد فى السوق السوداء.
وأكد أن قسم الشكاوى بفرع الشركة المصرية لتجارة الأدوية، يقوم فى الوقت الحالى بتوفيره للمريض عن طريق الروشتة وبطاقة الرقم القومي، مطالبا بأن تُوفى الشركات المنتجة بوعودها بإعادة طرحه فى الصيدليات وتوفيره للمريض.
متابعة مستمرة
الدكتور سعد مكى وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أكد أن هناك متابعة مستمرة من قبل إدارة التفتيش الصيدلى لمراقبة نقص الدواء، مشيرا إلى وجود خط ساخن لتلقى الشكاوى، خاص بقطاع شئون الصيدلة، وآخر خاص بالشركة المصرية للأدوية لتوفير أى نقص فى الأدوية.
وأشار إلى أن هناك كميات من الدواء موجودة فى المستشفيات ويتم صرفها للمريض طبقا لإجراءات عن طريق إجراء تحليل للمريض وتحديد النسبة والكمية التى يحتاجها، حتى لا يتم استغلال وجوده بسعر مخفض فى المستشفيات وإعادة بيعه مرة أخرى للصيدليات لتبيعه بأكثر من ١٥٠ جنيها.
وأوضح أن هناك لجانا من التفتيش الصيدلى تقوم بالمرور المفاجئ على الصيدليات ومخازن شركات الأدوية للتأكد من عدم بيع الدواء فى السوق السوداء، مهيبًا بالمواطنين فى حالة شرائهم من صيدلية بسعر مرتفع، الإبلاغ عن صاحب الصيدلية، لمواجهة عمليات احتكار الدواء حرصا على أرواح المرضى.
الأزمة تصل إلى الصعيد
فى أسوان، شهدت المحافظة نقصًا حادا فى «البنسلين» فى جميع الصيدليات، وعدم توافره إلا فى منفذ بيع الشركة المصرية لتجارة الأدوية الكائنة بطريق السادات فى محافظة أسوان.
وقال الدكتور إيهاب رضاوي، صيدلى بمدينة كوم أمبو بأسوان، إن البنسلين غير متوفر على مستوى مدن المحافظة ويتوافد على الصيدليات العديد من المرضى لطلبه، وبناءً على نقصه يتم توجيههم إلى الشركة المصرية، مشيرًا إلى أن مرضى المدن يواجهون صعوبة فى السفر مئات الكيلو مترات للحصول على حقنة «بنسلين» أسبوعيًا. 
وأضاف لـ«البوابة» أنه وجد نواقص فى محافظة أسوان فى العديد من أصناف الأدوية ومنها ما يباع فى السوق السوداء بسعر أعلى من المقرر، لكن البنسلين غير متوافر بالمرة.
فى قنا، شهدت صيدليات المحافظة اختفاء دواء «البنسلين» ما تسبب فى حالة من الغضب بين المرضى.
وقال محمد عدوي، صاحب صيدلية بوسط مدينة قنا: شهدت صيدليات المحافظة نقصًا فى «البنسلين» منذ بداية شهر مايو، وهو ما أدى لحدوث أزمات صحية لبعض المرضى الذين يعتمدون عليه للعلاج بشكل أساسي، مؤكدًا أن البدائل الموجودة مستوردة ومرتفعة الثمن، ما يتطلب تدخلًا مباشرًا من الحكومة لتوفير «البنسلين» فى الصيدليات حرصًا على صحة المرضى، ومواجهة عمليات بيع الدواء فى السوق السوداء.

.. و«الصحة»: الأدوية متوفرة فى الصيدليات.. والصرف بـ«الروشتة»

أكدت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة، أن «البنسلين» موجود بالصيدليات، ويمكن للمواطنين صرفه أيضا من خلال مستشفيات الوزارة، وصيدلية الإسعاف، والفروع التابعة للشركة المصرية لتجارة الأدوية بجميع المحافظات، بشرط أن يتم الصرف من خلال الروشتة فقط.

وأوضحت أن هناك تعليمات مشددة على الصيدليات والمستشفيات بالإبلاغ عن الاحتياجات من المستحضر قبل انتهائه بوقت كاف لتفادى النقص فى الأسواق، مضيفة أن الوزارة خصصت خطا ساخنًا لتلقى شكاوى المواطنين حول نقص الأدوية بالصيدليات، أو المستشفيات الحكومية.

وتعليقا على أزمة اختفاء البنسلين، أكدت الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما» أن وزارة الصحة والسكان، وافقت على استيراد مليون «vial» من مستحضر البنسلين طويل المفعول، مضيفة أنه تم ضخ ١٩٨ ألف وحدة منها فى السوق نهاية أكتوبر الماضى، من خلال شركة «المهن الطبية» التابعة لأكديما، إضافة إلى ١٠٠ ألف وحدة أخرى مع بداية شهر نوفمبر الحالى.

فيما قال الصيدلى كريم كرم، عضو مركز الحق فى الدواء: إن توافر البنسلين طويل المفعول، يتم من خلال ٣ شركات فى مصر اثنتان منها شركات محلية، لافتا إلى أن سوء التخطيط يؤثر على توافر الكميات المطلوبة مضيفًا أن البنسلين طويل المفعول، يتوافر فى مستحضر «بينسيتارد» وهو من إنتاج شركة AUG، كذلك فى مستحضر «ديبوفين» الذى تنتجه شركة المهن الطبية للأدوية، ومستحضر «ديورابن» الذى تنتجه شركة النيل للأدوية، لافتا إلى أن ارتفاع سعر الدولار، أثر على نسب استيراد المواد الخام التى تدخل فى الإنتاج، من قبل شركتى «النيل والمهن للأدوية» أو الشركة المستوردة aug، حيث ظل السعر الرسمى ٩ جنيهات مقابل الحقنة الواحدة، لكنه ارتفع فى السوق السوداء إلى ٩٠ جنيهًا.

وأضاف كرم، أنه تم بالفعل استيراد مليون حقنة من البنسلين طويل المفعول، النصيب الأكبر منها استورد عن طريق الشركة المتحدة، التى تقوم كما قال: بتوريد ٥ علب فقط لكل صيدلية، لافتا إلى أنها تعد كمية كافية لعلاج المصابين بالمرض فى مصر، إذا تم صرف الأدوية من خلال الروشتة وفى المدة المحددة كل ٢١ يوما، مشيرا إلى أن البعض يصاب بالهلع، كلما نقص «البنسلين طويل المفعول» فى السوق، فيلجأون لشراء كميات كبيرة منه ليقوموا بتخزينها، مما يتسبب فى نقص الموجود بالصيدليات بالفعل، لافتا إلى أن الشركة المصرية لتجارة الأدوية تقوم بتوفير الدواء فى فروعها وفى الصيدليات التابعة لها على مستوى الجمهورية.

جاءت تصريحات الدكتور أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة والسكان، الأخيرة التى أكد خلالها تراجع نواقص الأدوية فى السوق، وانخفاضها من ٢٥٠ صنفا إلى ١٢ فقط كلها لها بدائل متوافرة بالسوق، لتتناقض مع ما يحدث على أرض الواقع، حيث أزمة نقص البنسلين طويل المفعول، لا تزال مستمرة منذ شهور، مما آثار انزعاج أسر الأطفال المصابين بعدة أمراض أهمها «الحمى الروماتيزمية، روماتيزم لقلب» خاصة أن عدم تناولهم لجرعات البنسلين طويل المدى، يمكن أن يصيبهم بمضاعفات خطيرة أخطرها التليف فى صمامات القلب، والأخطر أن أسر غالبية الأطفال المصابين بالمرض، لم تعد قادرة حتى على شراء الجرعات التى لا تتوفر إلا بصعوبة بالغة، بعدما ارتفع سعرها من ٩ جنيهات إلى ١٠٠ جنيه إن وجدت.