الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"جولات الشنط".. تقود طموح "بن حمد" في شرق إفريقيا "ملف"

الجمعيات الخيرية
الجمعيات الخيرية القطرية تمد نشاطها إلى إفريقيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ وصول الأمير حمد بن خليفة آل ثانى لسدة الحكم بالدوحة، واشتهرت السياسة القطرية فى إفريقيا، خاصة منطقة الساحل والصحراء برحلات مكوكية وزيارات مستمرة، وكان يطلق عليها الأفارقة «جولات الشنط»، إشارة إلى المليارات التى تضخها قطر لبعض النخب والجهات الحكومية والسياسية، غير أن تلك الهبات السخية تخفى وراءها إرادة واضحة للتغلغل فى إفريقيا، وخاصة منطقة القرن الإفريقى والساحل من أجل تحقيق أهداف تخريبية تخدم الأجندة القطرية.
ومع تأسيس قناة الجزيرة عام ١٩٩٦، وقطر توجه ترسانتها الإعلامية لغزو وابتزاز المنطقة الإفريقية ممثلة فى قناة الجزيرة الفضائية، حيث لم تكتف بالبث العربى، بل أطلقت قناة باللغة السواحلية تستهدف قرابة ١٠٠ مليون نسمة فى جنوب وشرق إفريقيا، وتعمل منذ سنوات على إطلاق قناة ناطقة باللغة الفرنسية تبث من العاصمة السنغالية داكار، لاستهداف سكان غرب القارة السمراء.

سياط الإرهاب القطرى تضرب إريتريا
بدافع الجنوح للزعامة الوهمية لكى تظهر قطر الصغيرة باسطة نفوذها فى القارة الإفريقية، تعمل الدوحة على زرع خلايا تابعة لها تعمل على الاستيلاء على السلطة فى هذا البلد أو ذاك، ولا تستثنى السياسة القطرية أى شبر من القارة السمراء.
وأصبحت إريتريا محطة جديدة من الدعم القطرى للجماعات والتنظيمات الإرهابية والمشبوهة، وتغذية المعارضة المسلحة، إذ لجأت قطر وبوقها «قناة الجزيرة» إلى فبركة الأخبار فى محاولة لجر دولة إريتريا لدائرة الفوضى. فلم يكتف التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الذى ترعاه دولة قطر، باجتياح بلدان عربية وإسلامية وتهديد استقرارها، بل تمددت سياط الإرهاب والفزع التى يحملها إلى العاصمة الأريترية «أسمرة»، حيث تعمل عناصره على التغلغل فيها.
وروجت القناة القطرية خلال الأيام الماضية، لمظاهرات طلابية فى إريتريا، على خلفية إغلاق مدرسة الضياء الإسلامية من قبل السلطات نتيجة لرفضها الانضمام لمنظومة الضوابط الرسمية للدولة، كما صورت ما يحدث بأنه «فتنة طائفية» بين المسلمين والمسيحيين، ما وصفه نشطاء أريتيريون بمحاولة لـ«دعشنة القضية» وتهديد الأمن القومى وتفكيك النسيج الوطنى.

«لعبة الدوحة» في القرن الإفريقي
منذ سنوات عديدة، تشهد منطقة القرن الإفريقى توترات عنيفة بين جيبوتى وإريتريا، وكانت قطر تشارك فى قوات حفظ السلام بمنطقة «رأس دوميرة»، وهى منطقة تتنازع عليها كل من جيبوتى وإريتريا وتدعى كل منهما أن لها الحق فى السيادة عليها، ولكن فجأة ودون مقدمات، قامت قطر بسحب قواتها، الأمر الذى ساهم فى تصاعد حدة التوتر بين البلدين.
وكانت بداية التواجد القطرى فى المنطقة إلى عام ٢٠١١، حينما لعبت قطر دور الوسيط بين جيبوتى وإريتريا لإنهاء نزاع مسلح بينهما على المناطق الحدودية، والذى كان بموجبه، تنشر قطر ٤٥٠ جنديًا على المناطق الفاصلة بين الدولتين لمنع تكرار الاشتباكات، إلا أن قيام قطر بسحب قواتها من المنطقة الحدودية بين البلدين، قد جدد الخلافات بين الجانبين.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة جاءت من قبل قطر بهدف معاقبة جيبوتى بسبب انضمامها للدول العربية الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) المقاطعة لقطر، وقيامها بتخفيض التمثيل الدبلوماسى فى الدوحة فى ظل الاتهامات التى تواجهها قطر بدعم الإرهاب والتدخل فى شئون الدول العربية وتهديد استقرار الدول.