الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بعد نجاح زراعة رأس بشري.. "الخيال العلمي" نبوءات الغرب تواجه بالإهمال العربي "ملف"

بعد نجاح زراعة رأس
بعد نجاح زراعة رأس بشري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البريطانى «أرثر كلارك» تخيل الصحافة الرقمية... ليغزو «الإنترنت» مجالات الحياة
أثار نجاح العلماء مؤخرًا فى إجراء عملية زراعة رأس بشرى على جثة، واستعدادهم لتنفيذ العملية على شخص حى مع الوعد بإمكانية تحقيق ذلك، الكثير من الجدل حول ما قدّمه أدب الخيال العلمى إلى التطور البشرى، فالفكرة التى ذكرتها الإنجليزية مارى شيلى قبل قرنين، أعلن نجاحها الآن..
على الجانب الآخر من الكرة الأرضية لا يلقى الخيال العلمي سوى الانبهار من مجتمعاتنا التى تكتفى بدور المتفرج المصفق لكل هذه الإنجازات.

«فرانكنشتاين».. خيال حققه العلم

«مارى شيلى» تتنبأ قبل قرنين بإعادة الحياة للجسم الميت

قبل أن يسمع العالم بمحاولة إعادة أجزاء بشرية مبتورة إلى موضعها أو محاولات لزرع رأس بشرى فى جسد آخر، وهى التجارب التى استلهمها النازيون وحاولوا إجراءها فى بعض معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية.

وفى بدايات القرن التاسع عشر، وتحديدًا فى عام ١٨١٨، كتبت الروائية الإنجليزية مارى شيلى الرواية التى خلّدت اسمها فى تاريخ الأدب العالمى، وهى رواية «فرانكنشتاين»، التى صارت أيقونة فى عالم الرعب.

ألهمت الرواية الكثير من المؤلفين لعمل أفلام تحمل الاسم نفسه، كان أشهرها «ابن فرانكنشتاين» الذى عرض عام ١٩٣٩ وكان الفيلم الثالث من سلسلة أفلام فرانكنشتاين وانتجته شركة يونيفرسال ستوديوز ومن بطولة باسيل راثبون، وعلق بسببه فى الأذهان الأداء العبقرى للفنان بوريس كارلوف الذى قام بدور المسخ، وآخرها الفيلم الذى كتبه وأخرجه عن روايتها ستيوارت بيتى وتم عرضه عام ٢٠١٤؛ ولم يكن أحد يتوقع أن تتحقق نبوءتها بعد قرنين تقريبًا.

تدور أحداث الرواية عن طالب طب ذكى، اسمه فيكتور فرانكنشتاين، يكتشف أثناء دراسته فى جامعة ركنسبورك الألمانية طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة فى المادة؛ ويبدأ بخلق مخلوق هائل الحجم قام بتجميع أجزائه مما بدا له أنه كل ما يحتاجه الإنسان للكمال؛ ولكنه يرتكب خطأ يجعل مخلوقه غاية فى القبح، وقبل أن تدب الحياة فيه ببرهة يهرب من مختبر الجامعة، ثم يعود بعد ذلك مع صديقه هنرى الذى جاء لزيارته إلى المختبر ولكنهما لا يجدان ذلك المسخ الهائل.

يشعر المسخ بأن الرجل الذى جلبه إلى الحياة تنكر منه وتركه وحيدًا، فيبتعد ويقوم بخدمة عائلة فلاحية خفية وتعلم منها القراءة والكتابة بعد أن عثر على دفتر مذكراته فى المختبر قبل أن يغادره، وعندما تعلم القراءة والكتابة استطاع أن يجده مرة أخرى، فيقوم بقتل الأخ لفرانكنشتاين؛ ويبرر المسخ أفعاله فى قتل الأخ أنه لم يقصد قتله وإنما أراد إسكات صراخه المتواصل بسبب الخوف.

يعود المسخ إلى صانعه ويطلب منه أن يصنع له امرأة لأنه يشعر بالوحدة، ويوافق فرانكنشتاين ويذهب لهذا الغرض مع صديقه هنرى إلى اسكتلندا وقبل أن يتم صنع المرأة المسخ يخشى أنها ستكون شريرة مثل المسخ الذكر، ويفكر فى أنهما ربما أنجبا مسخًا شريرة جديدة، لذلك يدمر ما بدأه قبل لحظات من إتمامه له؛ ويعود فرانكنشتاين إلى بلدته ويتزوج، ولكن المسخ يقتل زوجته فى ليلة العرس نفسها، كما يموت أبوه حزنًا مما قاسته العائلة، عندها يقرر فرانكنشتاين البحث عن المسخ ليقتله ويذهب لأجل ذلك إلى القطب بعد أن أخذه تتبع آثار المسخ إلى هناك، لكنه يموت بعد وقت قصير، ويأتى المسخ ليرى صانعه ميتًا، ويحاول أن يلقى نفسه فى نار مشتعله كملجأ أخير بسبب شعوره بالعار.

بعد قرنين أعلن العلماء نجاح إجراء عملية زراعة رأس على جثة، واستعدادهم لتنفيذ العملية على شخص حى، وفقًا للجراح سيرجيو كانافيرو، الذى أشار إلى أن نجاح التجربة على جثة إنسان لأول مرة فى التاريخ، يظهر بأن خطته لإجراء عملية نقل رأس باتت الآن جاهزة للتنفيذ.

وقال الجراح إن عملية الزراعة الناجحة على الجثة تبين أن التقنيات الطبية الحديثة التى تم تطويرها لإعادة ربط العمود الفقرى والأعصاب والأوعية الدموية، ستسمح للجثة بالتعايش مع الرأس بشكل جيد؛ وكان قبل ذلك قد تحدث عن أنه سجّل أول مريض له وهو رجل روسى يدعى فاليرى سبيريدونوف سيحتفظ برأسه مجمدًا ثم يتم وضعه على جسم مانح جديد؛ وأعلن خلال مؤتمر عقد فى فيينا أن «هذه أول عملية من هذا النوع فى العالم تنفذ بنجاح، وإن كان من الواضح أن ذلك لن يتحقق فعليًا إلا إذا خضع شخص ما لهذه العملية وتمكن من العيش فعليًا بعدها»؛ وعلى الرغم من تقديمه لأدلة متعددة على نجاح مثل هذه العملية على أشخاص أحياء بما فى ذلك نجاحها على الفئران والقردة، إلا أن الأطباء يحذرون من تبعاتها المرعبة على البشر الأحياء والتى قد تؤدى إلى «ما هو أسوأ من الموت» جراء المعاناة المروعة التى ستنتج عن التكيف مع جسد جديد؛ لكن لا أحد يعلم ما الذى سيحدث بعد ذلك.


روايات «ويلز».. تتحول إلى ابتكارات

«تجربة فلادلفيا» مستوحاة من «الرجل الخفى».. أجرتها البحرية الأمريكية لإخفاء سفينة حربية

تظل روايات الإنجليزى هربرت جورج ويلز، بمثابة نبوءات ساهمت فى تطور الجنس البشرى، حيث نجح الرجل، الذى كان من ألمع الروائيين فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فى إشعال فضول العلماء لمعرفة مدى إمكانية تحقيق ما كتبه.

قبل أعوام قليلة من انفراط عقد القرن التاسع عشر، وتحديدًا فى عام ١٨٩٧، كتب ويلز واحدة من أبرع رواياته فى الخيال العلمى والتى نشرت فى البداية كمسلسل فى جريدة بيرسون الأسبوعية، ثم نشرت كرواية فى العام نفسه؛ وكانت تدور حول جريفين، وهو عالم كرس نفسه لأبحاث البصريات، والذى يخترع وسيلة لتغيير معامل الانكسار فى الجسم إلى معامل الهواء بحيث يمتص ويعكس أى ضوء، وبالتالى يصبح غير مرئى؛ وبالفعل ينجح فى التجربة بعد أن طبقها على نفسه، ولكنه يفشل فى عكس المفعول؛ ولأول وهلة كان يظن أن هذا إنجاز علمى كاف لمنحه كل الشهرة والمجد، لكنه وضعه الغريب الجديد جلب عليه ذعر العامة وثورتهم، فصار مطاردًا من الجميع كالمجرمين.

ومن غرابة الفكرة وبريقها، تحولت إلى العديد من الأفلام، كان أولها عام ١٩٣٣ من بطولة الفنان الأمريكى مارلون براندو؛ وظهرت نسخة شهيرة من الفيلم عام ٢٠٠٠ من بطولة كيفين باكون؛ كما أن العام الماضى أعلنت شركة الإنتاج الأمريكية يونيفرسال بيكتشر عن اختيار الفنان جونى ديب لتجسيد دور الرجل الخفى فى النسخة الجديدة من هذا العمل الكلاسيكى الشهير.

لم تعد فكرة ويلز التى سحر بها العالم وخاصة علماء الفيزياء والطاقة بعيدة إلى هذا الحد، فيعد العديد من التجارب العلمية لمحاولة إخفاء الأجسام من وحى الرواية، والتى كان أشهرها «تجربة فلادلفيا» التى قيل إنها أجريت من قبل البحرية الأمريكية عام ١٩٤٣ بغرض دراسة إمكانية إخفاء سفينة حربية عن عين العدو، والتى اعتمدت على بعض نظريات الفيزيائى الأشهر ألبرت أينشتاين لتجربة طرق تدخل فيها المغناطيسية إلى جانب مجال آخر مثل الجاذبية؛ ففى عام ٢٠٠٨ نجح فريق بمعهد بروكلى فى قطع شوط نحو هذا الحلم، وتصدر إنجازهم صفحات مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمة أفضل خمسين اختراعًا، ونقلته مجلة العلم فى عدد يناير ٢٠٠٩، حيث طوّر الفريق مادتين محايدتين تستطيعان عكس الضوء أو امتصاصه، حيث تجعل شعاع الضوء ينكسر للاتجاه العكسى الأولى تستخدم شبكة من طبقات معدنية رفيعة، أما الأخرى فبها أسلاك فضية رفيعة، مما نتج عنه زى له حد أدنى من الإخفاء؛ وفى وقت لاحق توصلت مجموعة من الشباب من جامعة طوكيو إلى نفس المأرب بطريقة أبسط، إذ أنتجوا نوعا من الأقمشة عاكسة للضوء، والتى تعمل كشاشة، ويبدو أن العلماء لن يتوقفوا قبل تحقيق حلم ويلز الذى كتبه قبل أكثر من قرن، بعد أن تحوّل حلمه الأول بالصعود إلى القمر إلى حقيقة.

حلم اختراق الإنسان للفضاء والصعود إلى أقرب جسم كونى نستمد منه الإضاءة فى الليل كتبه ويلز ونشره فى عام ١٩٠١ فى رواية «أول الرجال على سطح القمر»، وهى الرواية التى وصفها بنفسه أنها «إحدى قصصه الرائعة»؛ وشحذ فيها خياله ليحكى الرواية قصة رحلة إلى القمر يقوم بها رجلان هما رجل الأعمال السيد بيدفورد، والعالم غريب الأطوار، السيد كافور، والذى يخترع مادة مضادة للجاذبية.

يتزود الرجلان بالكثير من المؤن وينطلقان فى رحلة مليئة بالغرابة إلى سطح الجسم الأقرب لكوكبنا؛ وهناك يكتشف الرجلان أن القمر مسكون بحضارة فضائية متطورة وهم مخلوقات تشبه الحشرات، وبينما ينجح بيدفورد فى الفرار والعودة بالكرة إلى الأرض، يظل كافور بين يدى مخلوقات الفضاء ويبث عنهم الكثير من المعلومات فى رسائل يتلقاها صديقه.

وبعد خمسة وستين عامًا من نشر رواية ويلز لأول مرة قاد الأمريكى نيل آرمسترونج المركبة جيمينى ٨ فى أول رحلة فضائية له فى عام ١٩٦٦، حيث كان أولّ إنسانٍ يُجرى عمليّة التحام مركبتين فضائيتين فى الفضاء بمساعدة زميله ديفيد سكوت.


«أوديسا الفضاء».. تنبأت بمحطة الفضاء الدولية

فى الوقت الذى كان فيه العلماء يشحذون خيالهم ومناظير التليسكوب من أجل معرفة الجديد عن السماء وما يُحيط بالأرض خارج الغلاف الجوى، ويُقدّمون الكثير من النظريات حول كيفية انتظام عمل الكون، كان الأدباء يبتعدون بخيالهم إلى حدود المجرة التى تضم عشرات المجموعات الشمسية، والتى- بمقاييس الكون- يُمثّل كوكب الأرض فيها جسما صغيرا لا يُرى.

فى عام ١٩٤٨ كتب الروائى البريطانى آرثر سى كلارك قصة قصيرة فى حدود عشر صفحات تحت عنوان «الحارس»، تحولت فيما بعد إلى روايته الشهيرة «٢٠٠١: أوديسا الفضاء»، والتى كتبها بالتعاون مع المخرج ستانلى كوبريك، وتحولت إلى فيلم يحمل الاسم نفسه عام ١٩٦٨ وتم ترشيحه لأربع جوائز أوسكار؛ وتناول فيه حكاية خيالية حول سلسلة من اللقاءات بين البشر وأجسام غامضة سوداء والتى على ما يبدو أثرت فى تطور الإنسان، حيث أرسلت رحلة فضاء إلى كوكب المشترى لتتبع إشارة منبعثة من إحدى هذه الكتل الموجودة على القمر.

كان كلارك هو أول من أشار إلى أهمية الأبحاث التى تجرى فى ظروف انعدام الجاذبية فى الفضاء لإنتاج سبائك وأدوية جديدة، حيث محطات الفضاء التى تدور حول نفسها لإنتاج نوع من الجاذبية الصناعية يساعد قاطنيها على العيش، كما توقع فى عصره استخدام الأقمار الصناعية للاتصالات. كتب كل هذا بينما كان الهبوط على سطح القمر لا يزال حلمًا؛ وقدم كذلك وصفًا للصحف الرقمية فى روايته، ولكن فى فقرة واحدة كتب وصفًا تفصيليًا لهذه الصحف تمامًا كما نعرفها اليوم.

بعد أعوام طويلة من قصة كلارك وفيلم كوبريك أصبح خيالهما واقعًا، فبعد نصف قرن بدأ بناء محطة الفضاء الدولية عام ١٩٩٨، والتى بلغت تكلفتها حينذاك ١٠٠ مليار يورو، وأطلقت لتأخذ محل ومهام المحطة الفضائية الروسية «مير» التى كانت أول محطة فضائيَّة تتألف من وحدات جُمعت فى الفضاء لتتكون منها المحطة الفضائيَّة الروسية من عام ١٩٨٦ إلى ١٩٩٦؛ .

أما الصحافة الرقمية التى تنبأ بها كلارك فى بضعة أسطر، فقد تطورت مع اختراع أجهزة الكمبيوتر الشخصية فى السبعينيات من القرن الماضى.


كُتّاب ونقاد: «الفانتازيا» تسيطر على الأدب.. ولا يوجد «خيال علمى»

بينما كان أدب الخيال العلمى ينتشر فى العالم، ويستغل العلماء خيال أرباب الأدب فى التوصل لاكتشافات تُسهم فى تقدم البشرية، كانت الرواية العربية رغم قدمها وثرائها تبتعد عن هذا المجال، حيث اكتفى الأدباء العرب، باستثناء بعض المحاولات البعيدة أيضًا عن التنبؤ باكتشافات جديدة، بخوض مسارات أخرى من الحكايات.

هكذا نتساءل، لماذا ابتعد الكُتاب عن كتابة أدب الخيال العلمى؟ وما هو العائق الذى يمنع من انتشار هذا النوع الأدبى فى العالم العربى؟

الروائي نبيل فاروق هو واحد من القلائل الذين خاضوا كتابة أدب الخيال العلمى فى مصر منذ منتصف الثمانينيات، عبر سلسلة الروايات الشهيرة «ملف المستقبل»، التى أثارت خيال الكثير من الشباب العربى. يتحدث فاروق مُبديًا أسفه عن عدم انتشار روايات الخيال العلمى، مُرجعًا سبب نُدرة هذا النوع من الكتابة إلى أنه «يتطلب معرفة الكاتب الجيدة عن العلم»، حسب قوله، وأضاف «أغلب الكُتاب الحاليين يكتبون «فانتازيا» فى حين أن الخيال العلمى يتطلب الإلمام بالعلم والتطور.

وأرجع الكاتب الناقد سيد الوكيل عدم انتشار روايات الخيال العلمى إلى أن «العقل العربى غير علمى وعلاقتنا بالعلم سطحية جدًا وبسيطة»، مُشيرًا إلى أن الخيال العربى عبر قرون طويلة قد توقف عند كتابات «ألف ليلة وليلة»، وأوضح «ما زالت تأخذنا روايات الرعب والجن والعفاريت، لأن هذا ما هو إلا امتداد لأساطير علاء الدين والمصباح السحرى»؛ ووصف مجتمعنا بأنه «فقير علميًا».

وأكد الوكيل أن هناك مشكلة لدى المُثقف والأديب المصرى، «فالروائى نجده لا يقرأ غير الروايات ولا يعطى الشعر على سبيل المثال أهمية، وهكذا فى جميع المجالات الأدبية»، مُشيرًا إلى أن من نتائج هذا وجود «الأديب أحادى البُعد» كما يصفه، وتابع «لذلك أصبحنا نتشابه ونكتب مثل بعضنا.

ورغم الوضع الحالى، أبدى البعض تفاؤله تجاه أدب الخيال العلمى فى مصر، منهم الكاتبة والناقدة أمينة زيدان التى ترى بوادر لاستخدام الكاتب لقيمة الخيال العلمى «ولكن ما حدث من فرض بعض المناهج والمجالس على الكُتاب أسفر عن تجارب غير مفيدة، وهذا قام بدوره نحو إبعاد الأدب عن الخيال والإبداع العلمى والروحانى»؛ موضحة أنها تابعت خلال الفترة الأخيرة بعض الكُتاب ممن جمعوا بين الخيال العلمى والكتابة الواقعية.

وأرجع الناقد الدكتور عبدالناصر حسن سبب قلة روايات الخيال العلمى فى مصر إلى الحروب الكثيرة التى خاضتها البلاد فى القرن الماضى والتى أثّرت على التطور العلمى.