الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

طاحونة "المعجزات".. مقصد الحالمين ببركات "كيرلس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شيدها البابا للتوحد بعد استئجارها من الحكومة مقابل ٦ قروش.. و أقام فيها ٦ سنوات وغادرها بسبب الحرب العالمية.. ويقصدها محبوه لنيل البركات.
طريق ضيق غير ممهد، عربات نصف نقل تنقل الركاب الذى جاءوا قاصدين بركة البابا كيرلس السادس وشفيعه مار مينا بطاحونة البابا كيرلس الموجودة بمنطقة الزهراء، حيث يمتلئ المكان بمحبى القديسين الأكثر شهرة فى الكنيسة.
بمجرد أن تصل إلى الطاحونة والتى استاجرها البابا كيرلس وقت أن كان الراهب مينا البراموسى يستطيع أن يسمع أصوات المدائح والتماجيد الخاصة بالقديس مار مينا والبابا كيرلس.
الطاحونة التى أنشئ بداخلها هيكل أصبح مقصد الكثيرين الذين يأملون حدوث معجزات معهم، فتجد كثيرين يبكون وهم يطلبون بلجاجة حاجاتهم المختلفة، فهناك من يطلب النجاح فى الامتحان، وغيره من يطلب الحصول على وظيفة، وآخر يتمنى الإنجاب، الكل له مطلبه ولكن المقصد واحد.
للطاحونة تاريخ كبير قد عاش بها البابا كيرلس بعد أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم، فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الأمر أسرع إليه مستنكرًا ما حدث منه، ثم خرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي، ثم توجه معهم إلى المقر البابوى وعندما استطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على القديس المتوحد.
إلا أن الراهب مينا البراموسى استأذن غبطته فى أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط، ولكن إذ لم يحصل على الموافقة توجه إلى الجبل المقطم فى مصر القديمة -الذى نقل بقوة الصوم والصلاة- واستأجر هناك طاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش سنويًا وأقام فيها وذلك فى ٢٣ يونيو عام ١٩٣٦، وذلك بعد مقابلة مدير دار الآثار العربية -آنذاك- الدكتور حسن فؤاد، الذى وافق على تأجير طاحونة هواء للراهب المتوحد، بل وقام بدفع إيجارها للدولة من جيبه الخاص لمدة طويلة، ونبه على مفتش آثار المنطقة أن يزوره فى الجبل، ويعطى أمرا لغفير الآثار أن يرعاه، ويقضى له احتياجاته.
حدث أن داهمه اللصوص مرة فى قلايته التى بناها بنفسه فى الكنيسة الصغيرة داخل الطاحونة ظنًا منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئًا سوى قطعة الخيش الخشنة التى ينام عليها وبعض الكتب.
أما هو فأخذ يزحف على الأرض لأن رأسه أخذت تنزف نزفًا شديدًا حتى وصل إلى أيقونة شفيعه مار مينا العجايبى وصلى أسفلها وهو فى شبه غيبوبة وفى الحال توقف النزيف وقام معافى وظلت علامة الضرب هذه فى جبهته لم تزل موجودة إلى يوم وفاته.
رغم أن رفات القديس البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ١١٦، مدفونة فى دير الشهيد مار مينا بكنج مريوط، إلا أن كل من يريد نوال بركة البابا كيرلس، يتوجه مباشرة إلى طاحونة الهواء التى عاش فيها، وتحولت إلى مزار، بمنطقة مصر القديمة.
الطاحونة التى استأجرها الراهب البراموسي، كانت عبارة عن بناء من الحجر الجيرى دائرى الشكل ارتفاعه ستة أمتار بقطر ثلاثة أمتار، قائم على تل من تلال جبل المقطم وكان يعرف باسم تل الطواحين، حيث كان به خمسون طاحونة أقيمت أيام الحملة الفرنسية على مصر.
وعاش الراهب مينا البراموسى فى الطاحونة حوالى ٦ سنوات، حيث أقام بها مذبحا فى الدور الثاني، وكان يصلى فيه القداس بصورة يومية، بالإضافة إلى صلواته وتسبيحاته الأخرى، وقد ذاع صيته وكان يأتى إليه أناس كثيرون يطلبون العون أو الشفاء، أو المشورة.
وغادرها فى عام ١٩٤١ بعدما اشتدت وطأة الغارات الجوية طلب قائد القوات من أبينا مينا النزول من الجبل وترك الطاحونة، فغادرها وبقى زمنا متنقلا بين كنائس مصر القديمة، حتى شيد كنيسة الشهيد العظيم مار مينا العجايبى بزهراء مصر القديمة.