الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

إيليا أبو ماضي.. من تجارة التبغ لرائد شعراء المهجر

إيليا أبو ماضي
إيليا أبو ماضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن ميلاده ونشأته كانت في واحدة من القرى البسيطة في لبنان؛ إلا أن نشأته وميلاده الأدبي ظهر في مصر، ورغم أنه عانى منذ صغره من فقر الحال، ولم ينل من التعليم سوى قسطًا بسيطًا، فلم يدرس سوى المرحلة الإبتدائية؛ إلا أنه صار بعد عقود واحدًا من أهم شعراء المهجر، وبقيت أشعاره ضمن رموز الشعر العربي في مدرسته حتى اليوم.
شهدت قرية المحيدثة في المتن الشمالي في جبل لبنان الصرخات الأولى للطفل إيليا ضاهر أبو ماضي في منتصف مايو عام 1889، بينما كان القرن التاسع عشر يلفظ سنواته الأخيرة، ومع بزوغ شمس القرن العشرين كان الطفل رقيق الحال قد اضطر للعمل بالتجارة مع عمه، الذي كان يعمل بتجارة التبغ، ليشاء قدره أن يرحل مع العم إلى مصر عام 1900، وهناك تعرف على مواطنه أنطون الجميل مؤسس مجلة "الزهور" بالشراكة مع أمين تقى الدين، والذي أعجب بموهبته وذكائه، ليُعطيه أول فرصة في حياته للعمل بالمجلة، ونشر أولى قصائده؛ ما مهد له أن ينشر أول دواوينه "تذكار الماضي" في عام 1911، ويصير أبو ماضي رقيق الحال شاعرًا مشهورًا في عمر الثانية والعشرين.
انعكس التوجه السياسي والشعرى لأبو ماضي على حياته، فاضطر إلى الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية عام 1912، بعد أن نظم العديد من القصائد الوطنية والسياسية ما جعل السلطات تطارده؛ وهناك أقام بولاية أوهايو لمدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه مراد، ثم ارتحل إلى نيويورك؛ وفي بروكلين شارك في تأسيس "الرابطة القلمية" مع مواطنيه جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة -وساهمت هذه الرابطة في نشر فلسفته الشعرية- ولم يكتفي بالمشاركة في الرابطة فحسب، حيث كان طموحه الشعري أكبر من ذلك؛ فأصدر مجلة "السمير" عام 1929، والتي نشر فيها معظم أدباء المهجر الكثير من إنتاجهم الأدبي الذي تنوع ما بين الشعر والنثر، وهي المجلة التي استمرت في الصدور حتى رحيله عن عالمنا في 23 نوفمبر 1957.