الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الأسطى بلية.. أصحاب الورش: "منقدرش نستغنى عنهم".. ولو غابوا يوم "نحتاس"

صبي ميكانيكي
صبي ميكانيكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مر العصور نجد لكل حرفة، صبيان مساعدون للأسطوات الكبار، ولا يستمر العمل بدونهم، فهم أساسيون فى هذه المهن، هؤلاء الصبية نجدهم فى مرحلة الطفولة، ومع ظهور الجمعيات المحلية والعالمية التى تطالب بحفظ حقوق الطفل، تراجعت أعداد الأطفال الذين يمارسون المهن الشاقة، يعدون فيها عاملا أساسيا لا تكتمل الحرفة بدونهم، لكن على الرغم من تضاؤل أعدادهم، إلا أنهم ما زالوا يرتادون الورش لاكتساب صنعة يصبحون منها أسطوات ويعيلون أسرا، خاصة الذين لم تسنح لهم الفرصة بالتعليم.
ويقول الأسطى عبده أبوعباية، كهربائى سيارات: «طلع من تحت إيدى ٣ صبيان فتحوا ورش خاصة بهم، والأهالى بيسلمونى ولادهم وعمرهم ٨ سنوات عشان يتعلموا الصنعة، وما عادوش كتير لكن موجودين فى كل صنعة، والصبى الصغير بيشرب الصنعة عن الكبير، وأنا بالنسبة لى الصبى أو «بلية» ما استغناش عنه هو يعتبر إيدى فى الورشة، لو غاب يوم بحتاس، لأنه عارف حاجات فى الورشة أنا ما أعرفهاش، خاصة أن شغلى كله أعطال سيارات خارج الورشة، وبيفتح الورشة ويحافظ على الزباين».
وتابع الأسطى عبده: «اللى يقول مش محتاج (بلية) يبقى كداب، لأنه عامل أساسى فى الشغلانة، خاصة مع صنايعية مثل الميكانيكى، وكهربائى السيارات، والسمكرى، والسروجى، والدوكو، والنجار، والعفشجى، وغيرها من الحرف التى يعد فيها بلية عاملا وداعما أساسيا».
ويقول الأسطى خالد عبد النبى، ميكانيكى: «صبيان اليومين دول بقوا كاجوال، صحيح موجودين لكن بيتكبروا على أصحاب الورش».
وأوضح الأسطى خالد السبب قائلا: «أصل الصبى عارف قيمته مع الأسطى الكبير علشان كدا بيدلع علينا، لو كلمناه بصوت عالى أو ما أخدش يومية على حسب مزاجه، وهما ما شافوش إحنا إتعلمنا إزاى، كنا بننضرب بحديدة ومفك، بس كنا غاويين الصنعة وعاوزين نتعلم، إنما صبيان النهاردة عاوزين فلوس كتير من غير علام، وأكتر سن بيكون من عمر ٨ سنين وحتى ١٥ سنة، وبعد كدا بيفتحوا ورش وما بنعرفش نكلمهم، لحد ما ييجى بلية جديد نعلمه الشغلانة».
وأضاف الأسطى أحمد سعيد، نجار: «اختيارنا للصبى أو «بلية» بيعتمد على أن يكون الطفل «فاشل» فى الدراسة علشان يتفرغ للصنعة ويكون معانا طوال الوقت، ويومية «أجر» الصبى بتختلف على حسب ذكائه واستيعابه للشغل، وله مصروف يومى إضافة إلى المصروف الأسبوعى، وبنحاول نعلمهم لأنهم أمانة كأنهم أولادنا، لأنهم بيجولنا أطفال، وبنحاول نعاملهم بلطف لأنهم معادوش زى زمان بيستحملوا الأسطوات، بيروحوا يدوروا على ورش تانية يلاقوا معاملة أطيب».
أيمن هلال البالغ من العمر ١٥ عاما، يروى قصته كـ«بلية» ويقول: «أنا طلعت من سنة أولى ابتدائى، لأنى مكنتش سالك فى التعليم، أبويا كان غفير فى دوار عمدة البلد، ولما لقى إنى مش فالح فى التعليم، قال يعلمنى صنعة بدل اللف فى الشوارع، وآكل منها عيش وأفتح بيتى لما أكبر وأتجوز، قعدت ٧ سنين فى ورشة ميكانيكا سيارات لحد ما شربت الصنعة، وكنت بحوش يوميتى وعملت مبلغ كويس، وعملت منه ورشة لنفسى وعمرى ١٣ سنة، وليا زباينى الحمد لله، وما بنساش فضل الأسطى اللى علمنى، جميله فوق راسى، لأنها مستورة معايا، وليا وضعى بين الناس بسببه».
«النص» هو طفل فى العاشرة من عمره، يقول: «كنت بروح المدرسة، بس ما كنتش شاطر، أبويا ودانى ورشة أتعلم صنعة، وأنا بصراحة هربت من المدرسة للورشة وحبيتها أكتر من العلام، وبقالى ٣ سنين أتعلمت كتير فى الشغلانة، ومعايا فلوس وبساعد فى مصروف البيت مع أبويا، وعن عمله يقول: «أنا بفتح الورشة من الساعة ٨ الصبح لآخر النهار، ولو طلع يعمل شغل برا أنا بقابل الزباين، وأناول الأسطى ساعة الشغل وباخد بالى بيعمل إيه فى السيارات عشان أتعلم، لأنى نفسى أكون أسطى كبير زى الأسطى بتاعى».
أما ظاظا، فهو طفل يبلغ من العمر ١٢ سنة، كان يعمل بورشة سروجى، يقول: «أنا فى تانية إعدادى وشاطر فى المدرسة وبنجح كل سنة، وأنا اللى طلبت من أبويا يودينى ورشة وأنا عمرى ١٠ سنين، جربت شغل ورشة ميكانيكا وكمان ورشة كهربة السيارات، وآخرها اشتغلت كام شهر مع سروجى سيارات، لكن زهقت من شغل الورش»، وتابع: «دورت على شغلانة أسهل فاشتغلت فى مصبغة ملابس، أصل اتعودت يكون معايا فلوس وما أخدش من أبويا، ولسة بكمل تعليمي».