الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مياه السيول والبحار.. ثروة مصر للتغلب على آثار سد النهضة.. كمية الأمطار حوالي 51 مليار متر مكعب.. خبراء: استغلالها يسهم في حل المشكلة.. والتكاليف المرتفعة أبرز المعوقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا خلال افتتاح المرحلة الأولى من مشروع غليون للاستزراع السمكي، إنه لا يجرؤ أحد على مصادرة حق مصر، محذرًا من المساس بحصتها المائية وموضحا أنه تحدث مع قادة السودان وإثيوبيا حول 3 عناصر رئيسية من بينها عدم المساس بحصة مصر من المياه.
ولكن هذا لم يمنع من اتجاه الدولة مؤخرًا للتفكير خارج الصندوق لمواجهة النقص المائي وتوفير احتياجات مصر من المياه من أجل تحقيق الكفاية الذاتية من الماء، وجود أشياء أخرى تحرم المصريين من مياه النيل غير سد النهضة مثل عدم الاستفادة من مياه الأمطار التي حبى الله بها مصر وغياب ترشيد الاستهلاك للماء وزيادة السكان بصورة كبيرة وهو ما يرفع احتياجات مصر المائية.


تحلية ماء البحر ضرورة: 
وفي هذا الصدد يشدد الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة على أهمية اتجاه مصر لتحلية ماء البحر والذي يعد من العناصر الهامة لمواجهة أزمة نقص المياه الحالية ومواجهة أي أزمات مياه محتملة خلال الفترة المقبلة تأتي بفعل سد النهضة الذي سيقوم بتخزين كميات كبيرة من المياه مما سيؤثر على المخزون المائي وهذا سواء بالشروط المصرية أو بشروط وآراء إثيوبيا الخاصة ببناء السد.
وأضاف صيام أنه يجب أن يكون هناك توسع في إنشاء مشاريع تحلية ماء البحر خلال الفترة المقبلة على الرغم من ارتفاع أسعارها إلا أنها تعد بمثابة الحل الأنسب بجانب الاستفادة من مياه الأمطار والسيول وهذا لمواجهة أي آثار سلبية قد تنجم عن نقص المياه خلال المرحلة المقبلة بسبب غياب ترشيد المياه وبسبب آثار سد النهضة التي تهدد ببوار آلاف المحاصيل الزراعية مالم تتحرك الدولة لمواجهة تلك الآثار وعلاج المشكلة.
واقع مياه السيول في مصر:
قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أنه وفق الأمم المتحدة فمصر تملك ثروة حقيقية متمثلة في مياه الأمطار ورغم هذا لا تستغلها حيث يقدر كمية السيول التي تسقط على مصر بحوالي 51 مليار متر مكعب من السيول أي ما يعادل حصة مصر من النيل ورغم هذا لا نستخدم سوى 1.3 مليار متر مكعب فقط وهذا بسبب أن أغلب السيول تسقط في مناطق صحراوية وغير مأهولة بالسكان.
كيفية الاستفادة من مياه الأمطار: 
ولفت نور الدين إلى أن للاستفادة من تلك السيول يجب انشاء مصايد للسيول ولكن هذا مرتفع التكاليف بصورة كبيرة ولهذا فتسقط الكثير من مياه الأمطار والسيول دول الاستفادة منها على أي نحو، مؤكدًا أنه رغم هذا فيمكن الحصول على قرض من البنك الدولي أو من منظمة الأغذية أو الزراعة الفاو وهي منظمات تدعم إنشاء تلك المصايد للاستفادة من المياه وعدم اهدارها وتكون القروض دون رد حيث تقدم كنوع من المساعدات غير المردودة التكاليف.
معوقات استغلال مياه السيول
وتابع نور الدين أن استغلال مياه الأمطار يكون في الزراعة والري ولكنه يتعذر استخدامها للشرب نظرًا لأنها تكون محملة بكميات كبيرة من الأتربة، مؤكدًا على أن عدم استغلال مياه الأمطار يؤدي إلى كوارث وهو ما شاهدناه خلال الفترة الأخيرة التي تحولت مياه السيول لتضرب القرى والمحافظات وهو ما حدث خلال الأعوام الماضية التي تسببت السيول فيها بتدمير الكثير من القرى علاوة على اتلاف الكثير من الأراضي الزراعية.
حلول مقترحة لحل المشكلة:
وأكمل نور الدين أنه يقترب موسم السيول في اكتوبر ونوفمبر وتسقط الأمطار بصورة أكبر ففي مناطق الجبال بداية من الاسكندرية وحتى حدود ليبيا وفي البحر الأحمر وداخل محافظات الصعيد خاصة أسيوط والمنيا.
وأضاف الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير المائي، أن من الحلول التي يمكن استغلالها خلال الفترة المقبلة هو الاتجاه إلى استخدام مياه الصرف الصحي، لأكثر من مرة وهو الأمر الذي تقوم به إسرائيل حيث تعيد استخدام مياه الصرف 7 دورات متتالية للاستفادة من المياه بدلًا من التخلص منها بعد استخدامها مباشرة، مؤكدا على إمكانية الاعتماد على بدائل وموارد مائية جديدة كمياه الأمطار والمياه بالصحراء وفتح مجالات استخدام مياه البحر في الزراعة بعد تحليتها وخاصة أن قضية المياه قضية أمن قومي.
بدورها طمأنت وزارة الري من كون مخرات السيول جاهزة لاستقبال موسم الامطار حيث كان قد صرح في المهندس سيد علي شلبي رئيس قطاع الري بأن هذه اللجان قامت بالمرور على جميع الإدارات التي يوجد بها مخرات صناعيه والبالغ عددها إحدى عشر إدارة ري بالمحافظات المعنية والتي يتواجد بها (117) مخرا صناعيا وتم التأكد من تطهير وجاهزية جميع المخرات وأصبحت جاهزة لاستقبال أي أمطار أو سيول.
تحلية ماء البحر:
ولا يقتصر الأمر على مياه الأمطار بل ويتعدى الأمر إلى فكرة استغلال مياه البحار من أجل تحلية المياه والاستفادة منها وفي هذا الصدد صرح كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية على أن مصر بصدد انشاء أكبر محطة تحلية مياه البحر على مستوى العالم خلال الفترة المقبلة وهذا لتحلية 164 ألف متر من المياه يوميًا، مضيفًا اننا بصدد انشاء أكبر محطة تحلية مياه للصرف الصناعي والزراعي أيضًا بنسبة تصل إلى 5 ملايين متر مكعب يوميا في منطقة شرق القناة.