السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

كيف سقط "داعش" في الموصل؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطماع «البغدادى» عجلت بسقوطه.. ودخل فى صراع مع الجولانى
«أبو مصعب» استهدف الشيعة كخيار استراتيجى باعتبارهم مساندين للمحتل 
«أبوبكر» قاد حروبًا ضد الفصائل السنية متبعًا نهجًا انتقاميًا متشددًا

بسقوط الموصل ومعسكرها الذى كان يضم عددا كبيرا من الأسلحة المختلفة مهد الطريق أمام داعش بعد أن انضم إليه الآلاف من سكان الموصل بالتوجه جنوبا وشرقا، ولم يتوقفوا إلا بعد السيطرة على القضية والنواحى العربية، لينجح «داعش» بالتحرك فى هذه المناطق حتى الحدود السورية، ما أدى لإعلان الخلافة من قبل أميرها أبوبكر البغدادى؛ إذ حضر إلى المسجد الكبير (الحدباء) فى الموصل معلنا فى خطبة الجمعة بقيام الخلافة الإسلامية، وكانت هذه نقطة تحول كبيرة بالنسبة لهذا التنظيم المتشدد فى العراق بعد سيطرته على أجزاء كبيرة من العراق، وكان من ضمن ممارسات «داعش» فى البداية، أنه كان يحاول فى بادئ الأمر استمالة أهل السنة فى المناطق الخاضعة لنفوذه، بهدف كسب المزيد من العناصر أو حتى إسكات الأهالى عن أفعاله تجاه مؤسسات الدولة وتراث العراق. 


التنظيم من «الزرقاوى» إلى «البغدادى»
نشأ تنظيم داعش الإرهابي، فى بداياته عقب سقوط بغداد ٢٠٠٣، فهو امتداد لـ «دولة العراق الإسلامية»، والذى أعلن عنه أبو عمر البغدادي، بعد اتحاد عدد من الفصائل الجهادية فى العراق، على رأسهم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، الذى كان تحت مسمى «جماعة التوحيد والجهاد»، التى أسسها الزرقاوى لمواجهة القوات الأمريكية، ولكنه اعتمد فى قتاله على استهداف الشيعة كخيار استراتيجى باعتبارهم مساندين للمحتل محاربين لأهل السنة، وتمكن هذا التنظيم الصغير من احتلال مساحات كبيرة فى العراق، نظرًا لوجود الفرقة هناك فى ذلك الوقت، واستطاع أن يكون قاعدة استراتيجية إرهابية فى المنطقة، وكوّن العديد من القيادات التى طورت من تلك الجماعة وبرزت واستمرت حتى وقتنا هذا.


«الزرقاوي» كان غرضه الأساسى توحيد كافة الفصائل السنية المسلحة فى العراق فى ذلك الوقت، إلا أنه لم ينعم بحياة مديدة ليكمل مسيرته التى بدأها؛ حيث قتل على يد القوات الأمريكية، وحلّ «أبو عمر البغدادي» مكانه، وأعلن تغيير اسم «مجلس شورى المجاهدين»، إلى ما عرف بـ«دولة العراق الإسلامية»، وقام بشن حروب ضد الفصائل السنية التى لم توالى التنظيم بعد توجيه دعوات الانضمام لها لمبايعة الكيان الجديد، متبعًا نهجًا انتقاميًا متشددًا.
استخدم «أبو عمر البغدادي»، استراتيجية جديدة فى شن الهجمات والحروب ضد كل من ينتسب إلى الجيش والشرطة، والقيام بعمليات انتحارية تستهدف المدنيين فى الأسواق، واستمر البغدادى فى قتال الفصائل الأخرى فى محاولة منه لإرغامها على مبايعة «دولة العراق الإسلامية»، الأمر الذى أدى إلى إضعاف التنظيم نتيجة الاشتباكات المتكررة.


أما فيما يتعلق بالمصرى أبو حمزة المهاجر قائد كتيبة «عائشة أم المؤمنين»، عقب مقتل الزرقاوي، سياساته كانت أشد حدة من سياسة سلفه، فبعد إنشاء دولة العراق الإسلامية بإمرة أبو عمر البغدادي، عمد المهاجر إلى إجبار الرافضين لمشروع الدولة من الفصائل الأخرى على بيعة البغدادى حتى وصل إلى قتال المنشقين عنه من تنظيم القاعدة ومن الجماعات الأخرى؛ حيث تسبب نهج «المهاجر» إلى ظهور ما يعرف بـ«مجالس الصحوات» بمساعدة أمريكية وإقليمية عربية، لطرد تنظيم دولة العراق الإسلامية من مناطق الوسط والشمال السنية خاصة محافظة الأنبار. 
وشهدت فترة تولى «المهاجر» تصاعدًا فى العمليات ضد الحكومة العراقية، ولم يلبث حتى قتل المهاجر فى غارة أمريكية على محافظة صلاح الدين، وفقد التنظيم حاضنته الشعبية ولجأ إلى الصحارى والمناطق النائية وقلت عملياته بنسبة كبيرة فى مواجهة المحتل والقوات العراقية المساندة له واستمر على هذا الحال.
تولى بعدها القيادة لداعش «أبو بكر البغدادي»، وفى عهده حصلت الثورة السورية التى كانت متنفسًا لتنظيمه فتدخلت الدولة تحت مسمى «جبهة النصرة»، وظهرت بنهج مغاير تمامًا للدولة حتى حصل الخلاف بينها وبين قيادة الدولة فى العراق بعد إعلان البغدادى عن حل «جبهة النصرة» وإعلان الدولة الإسلامية فى العراق والشام.